جهود إعمار اليمن تتعثر بسبب الجنوب المضطرب

جهود إعمار اليمن تتعثر بسبب الجنوب المضطرب
الأمم المتحدة تدعو اليمنيين إلى التوافق بسرعة وانجاز الحوار
صنعاء ــ رويترز ــ الزمان
دعا المبعوث الخاص للامم المتحدة جمال بن عمر اليمنيين الثلاثاء الى التوافق بسرعة على القضايا العالقة في الحوار الوطني الذي يفترض ان يفضي الى اعتماد صيغة اتحادية جديدة للدولة اليمنية.
وقال بن عمر للصحافيين في صنعاء لا زالت هناك قضايا عالقة وتحتاج لبذل جهود مكثفة والتوافق حولها من قبل المشاركين في الحوار الوطني الذي يحضر لدستور جديد للبلاد ولانتخابات عامة في شباط 2014.
وكان المشاركون في الحوار الوطني توافقوا على ان يكون اليمن دولة فدرالية مؤلفة من عدة اقاليم، الا ان الخلاف كان مستمرا حول عدد هذه الاقاليم. وفيما يطالب الجنوبيون بدولة من اقليمين، شمالي وجنوبي، مستعيدين بذلك كيانا على حدود دولتهم المستقلة سابقا قبل توحيد اليمنين في 1900، يشدد الشماليون على ضرورة ان تتالف الدولة من عدد اكبر من الاقاليم.
واوضحت وثيقة ان اللجنة الخاصة المنبثقة عن مؤتمر الحوار والمكونة من 16 شخصا مناصفة بين الجنوبيين والشماليين تقترب من توقيع اتفاق يتضمن حلا عادلا يحفظ أمن واستقرار اليمن الموحد على أساس اتحادي وديمقراطي . وتنص الوثيقة على منح المناطق صلاحيات واسعة ادارية وتنفيذية وتشريعية واقتصادية. وكان من المفترض انتهاء جلسات مؤتمر الحوار الاربعاء المقبل لكن سيتم تمديدها لفترة شهر مبدئيا. وقال بن عمر اتمنى ان يتم الاعلان عن تاريخ محدد لانهاء مؤتمر الحوار . وفي تصريحات خاصة لوكالة فرانس برس، قال بن عمر انه تمت مناقشة كم كبير من القضايا ومنها معالجة مظالم الماضي والمبادئ التي ستقوم عليها الدولة الاتحادية الجديدة . واضاف ان الاتجاه العام في الحوار يناقش الية الاتفاق على موضوع الاقاليم وعددها وتوزيعها وكذلك الترتيبات للمرحلة التاسيسية . ونفا بن عمر انسحاب ممثلي حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه الرئيس السابق علي عبدالله صالح المتهم من قبل خصومه بالسعي الى افشال الحوار. وقال بن عمر ان الممثلين دخلوا في نقاشات مع جميع الاطراف وتم الاتفاق ان يعود الممثلون الى احزابهم لمناقشة مسودة الاتفاق التي بين ايديهم وهم الان يتشاورون مع احزابهم ومكوناتهم وسيتم استئناف اعمال اللجنة للاتفاق على الصيغة النهائية . وبحسب بن عمر، فانه يتعين على اليمنيين ان يتنبهوا الى ان هذا الطريق خاص بهم وان المجتمع الدولي مهتم بقضايا اخرى وفي دول اخرى، وعلى اليمنيين ان يستغلوا هذه الفرصة والمجتمع الدولي واقف معهم ويدعمهم وعليهم الحسم الان ويتعاملوا بمسؤولية مع الحوار .
وخلص الى القول نحن في المرحلة الحاسمة لمؤتمر الحوار ولا بد من اتخاذ قرارات ومخرجات مهمة تقدم العملية السياسية .
من جهة اخرى الجدل المثار حول مطالبة جنوبيين بالانفصال يعطل الجهود المبذولة في أهم تجمع سياسي يعقد في اليمن منذ عقود لحل الصراع المتشعب واصلاح اقتصاد البلاد المعتمد على النفط.
واعادة الاستقرار الى اليمن حليف الولايات المتحدة الذي يتصدى لمتشددين من القاعدة وانفصاليين جنوبيين ومتمردين في الشمال هو أولوية للمجتمع الدولي خوفا من حدوث فوضى في الدولة المتاخمة للسعودية أكبر منتج للنفط في العالم ولممرات شحن بحرية هامة.
وكان من المقرر ان ينهي مؤتمر الحوار الوطني الشامل يوم الخميس المقبل مداولاته المستمرة منذ ستة اشهر باصدار توصياته عن الدستور الجديد والنظام الانتخابي مما يمهد الطريق لاجراء انتخابات ديمقراطية كاملة عام 2014. وقالت وزارة الدفاع اليمنية في بيان ان منظمي المؤتمر قرروا تمديد عمله اسبوعين لاعطاء الاعضاء فسحة من الوقت لمناقشة شكل اليمن الجديد. وجاء في البيان ان الحوار مدد لاسبوعين لكنه لم يحدد موعدا واضحا لاختتام المؤتمر. ويريد الانفصاليون الجنوبيون تقسيم اليمن الى قسمين ليتمتع الجنوب بسيطرة ملموسة على شؤونه. وتفضل بعض الاحزاب الشمالية اتحادا متعدد المناطق.
وقال مصدر في الرئاسة اليمنية لرويترز ان قرار تمديد أعمال المؤتمر هو لاعطاء فسحة من الوقت للفريق المكلف بمناقشة قضية الجنوب ليبت في وضع الجنوب في اطار عمل دستوري جديد.
وأضاف المصدر هناك اتفاق عام على اليمن كدولة اتحادية لكن الخلاف هو حول عدد المناطق .
واندلعت حرب اهلية بين اليمن الشمالي واليمن الجنوبي الشيوعي السابق عام 1994 بعد أربع سنوات من اندماج شطري اليمن في دولة واحدة. وتمكن الرئيس اليمني حين ذاك علي عبد الله صالح من الحاق الهزيمة بقوات الجنوب الانفصالية وحافظ على الاتحاد. وخلال العقود التي تلت والعواقب الناجمة عن الصراع تصاعدت من جديد مطالب الجنوبيين بالانفصال.
ويشكو الجنوبيون من التمييز ضدهم من قبل الشماليين وفصل عشرات الآلاف من وظائف الدولة والسيطرة على أصول الدولة والممتلكات الخاصة وحرمان أسر جنود قتلوا في الصراع من معاشات الدولة. وتوجد معظم الاحتياطيات النفطية في اليمن الاخذة في التراجع بسرعة في الجنوب. واليمن هو ثاني أفقر الدول العربية بعد موريتانيا وتعتمد كثير من الاسر على تحويلات اليمنيين العاملين في السعودية. وتنفي حكومة اليمن المركزية وجود اي نوع من التمييز.
وقال أحمد الخولاني وهو وزير سابق وزعيم المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس السابق انه سيرفض تقسيم اليمن الى شمال وجنوب وقال ان هذه جريمة بحق الأمة لا يمكن القبول بها.
وقال وزير الخارجية اليمني ابو بكر القربي لرويترز ان كل الاحزاب المشاركة في المحادثات قبلت فكرة الدولة الاتحادية. وخلال زيارته لدبي يوم الاربعاء قال القربي انه يتصور ان يوافق مؤتمر الحوار الوطني الشامل على أربعة او خمسة أقاليم.
AZP02