جميعهم ينتظرون النهاية لكن بعضهم يناور

جميعهم ينتظرون النهاية لكن بعضهم يناور
فاتح عبدالسلام
جميع دول المنطقة تتعامل مع الوضع في سوريا من خلال نظرتها الى ترتيبات مرحلة ما بعد الرئيس بشار الأسد، لكن بعض دول الجوار السوري لها حساباتها الخاصة وتضع في حسبانها أسوأ السيناريوهات وهو أن يبقى النظام السوري في الحكم عاماً أو عامين آخرين. بيد أن هذا الترجيح فيما لو حدث سيدفع تلك الدول المجاورة إلى نسيان فرضية بقاء النظام في سدة حكم دمشق والنزوع للتعامل النهائي مع معطيات التغييرات الجديدة على الأرض. لا سيما أن الأردن فقد تعامله التجاري إلى حده الأقصى مع سوريا وسوف تجبر العمليات العسكرية انقطاع جميع الصلات عمليا.
أما العراق فموقفه لايزال تابعاً للموقف الايراني الداعم بقوة لنظام الأسد باستثناء تمايز الموقف الكردي داخل الحكومة العراقية المتمثل بوزير الخارجية القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني، حيث يعي الأكراد استحقاقات التغيير أكثر من سواهم ويتطلعون لتوسيع فرصتهم التاريخية في تقريب حلم الدولة الكردية على مساحة أوسع من
إقليمهم الحالي المزدهر في شمال العراق.
تركيا هي اللاعب الأكبر بسبب تبنيها خيار التغيير في سوريا منذ البدء وعدم اطمئنانها من لعب الأسد بورقة حزب العمال الكردستاني ضدها مجددا كما فعل أبوه، فضلا عن جغرافيتها المهيمنة على المثلث العراقي التركي السوري. لذلك فإن تركيا منذ اندلاع شرارة الثورة السورية في درعا قبل سنة وسبعة أشهر، تقع خارج منطقة الحذر والحسابات المرتدة التي تعمل بها دولة مجاورة هنا أوهناك.
في ضوء ذلك، هل من المعقول أن يظل النظام السوري المدمى بالانشقاقات والحرب الداخلية والعقوبات الدولية يعمل من خلال الآليات نفسها التي كان يعمل بها يوم كان مسيطراً على الحكم في عموم سوريا قبل شرارة درعا. أليس واقعياً أن يكون النظام وهو يعمل من داخل نظرية الأرض المحروقة أن يضع في حسبانه كما في كل الحروب الاستسلام؟ وهنا نهايات الحروب والثورات القريبة والبعيدة غير متشابهة حتما، فهناك نماذج في النهايات يمكن القياس عليها أو المقارنة بها، حيث ثمة نهاية لصدام حسين ونهاية لمعمر القذافي ونهاية لزين العابدين بن علي ونهاية لحسني مبارك ونهاية لعلي عبدالله صالح. وقبلهم كانت هناك نهاية مدوية لا تنسى لهتلر.
/8/2012 Issue 4277 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4277 التاريخ 14»8»2012
FASL