جمهورنا.. وجمهورهم
كتبت وتحدثت في مقالي الإسبوعي ليوم الثلاثاء في صحيفة الملاعب عن الحدث الكروي العالمي الأبرز هذه الأيام (بالتأكيد ليس بطولة كأس العرب) إنما نهائيات أمم أوربا في بولندا وأوكرانيا، التي كانت كالبلسم على الجرح إذ لم يخفف علينا وضع الدول العربية ومعاناة شعوبها وضعف مهنية بعض الفضائيات الإخبارية إلا التسمر والبقاء ليلاً أمام الفضائيات من أجل مشاهدة بطولة بلاتيني ورفاقه والغريب أن مباريات كأس أمم أوروبا إنطلقت بعد عشرين يوماً من نهاية البطولات المحلية في غالبية الدول الأوروبية، ولم نسمع منهم نغمة الإجهاد أو الشد العضلي أو الشرود الذهني… الخ من التبريرات التي نمنحها للاعبينا، وها أنا أعود مجدداً للحديث عنها، لكن أكتب هنا اليوم لأتحدث عن أمر آخر من هذه البطولة يتعلق بالجماهير، تحديداً الحضور اللافت لكل المباريات إذ لم نشاهد أياً من المباريات أقيمت في غياب جماهير، أو حضور ضعيف أياً كان طرفي المباراة.
وقبل أن أتحدث عن النصف المملوء من الكوب (إيجابية الجماهير) أتطرق للنصف الفارغ وهو (سلبية الجماهير)، حيث نؤكد انه لم يكن نصف الكوب بل أقل من ربعه بكثير، إذ أن سلبيات الجماهير تكاد لا تعد في هذه البطولة، ربما أن السلبية الوحيدة أو الأبرز تمثلت في شغب حدث قبل أو بعد المباريات إلى جانب تصرفات عنصرية لا تعكس المفهوم الحقيقي للتنافس الرياضي، الإتحاد الأوربي لكرة القدم لم يغفل عن هذه السلبيات وذلك الخروج عن الروح الرياضية فإتخذ قرارات صارمة ضد الدول التي خرجت جماهيرها عن الروح الرياضية، أعود للحديث عن إيجابيات الحضور الجماهيري وأؤكد أن لهذا الحضور الكبير أسبابه وهي عوامل نفتقدها في ملاعبنا العربية هذه الأيام فيقل الحضور الجماهيري، أؤكد أن الأسباب التي سأذكرها ليست هي فقط وراء هذا الحضور الكبير بل هناك أسباب أخرى لن تغيب بالتأكيد عن القارئ الكريم، وبالتالي نترك المجال مفتوحاً للجميع لإبداء وجهة نظره.
إذ إن أهم أسباب هذا الحضور الجماهيري الكبير من وجهة نظرنا المتواضعة هو مستوى الوعي الذي يتميز به كثير من الشعوب الأوربية فتجد جماهير الدول المستضيفة تسارع نحو المدرجات بحثاً عن متعة اللعبة وللمساهمة في إنجاح النهائيات لإيمانهم بأن نجاح النهائيات يثري خزينة الدولة ويعود بالخير على المواطن، الجماهير الأوربية الواعية تؤمن بأن كرة القدم متعة وتنافس رياضي شريف ينتهي بإنتهاء اللقاء، وهو مفهوم نفتقده كثيراً في ملاعبنا المحلية والعربية، ثم سهولة الحصول على التذاكر وهذا الأمر يساعد الجماهير على الحضور بإنسيابية، فبإمكان المشجع شراء التذكرة برقم المقعد وهو جالس في بيته عبر وسائل متعددة جيدة وميسرة عن طريق شبكة الإنترنت، إضافة إلى بيئة الملاعب التي تعتبر من الجوانب المهمة للغاية التي تشجع الجماهير على الحضور، أخيراً هناك جانب سياسي يلعب دوراً فاعلاً في كثافة الحضور الجماهيري يتمثل في حرية التنقل بين دول أوربا للمواطنين الأوربيين دون تعقيدات (جوازات وكَمارك)، وعندما ننظر لهذه العوامل لنقارنها بواقع الحال في عالمنا العربي بتلادر إلى أذهاننا هذا السؤال الذي نوجهه للقارئ العزيز، هل أياً من الأسباب المذكورة أعلاه يتوفر في الدول العربية؟ وفي الإجابة يكمن سر إمتلاء ملاعبهم في نهائيات أمم أوربا، وفراغ ملاعب جدة والطائف في نهائيات بطولة كأس العرب.
تغريدة:
نحتاج إلى الحظ ولعبته في شتى أمور الحياة.
موفق عبد الوهاب
/6/2012 Issue 4237 – Date 28 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4237 التاريخ 28»6»2012
AZLAS
AZLAF