جمالك يؤكد شخصيته

جمالك يؤكد شخصيته

حسن عاتي الطائي

الجداول مغرمة بالفراشات

والغيوم حدائق

وأنت مثل شجرة وارفة بالحنين

تتكيء على ظل حمامة

تعلمت الطيران للتو

واتخذت من شجرتك المترفة

بيتا” تؤسس فيه

عائلتها القادمة

الفراشات … تحترف السفر

وأنت مصرة على البقاء

مثل عصفورة

تتعلق ببيضها

لا مواعيد لديك مع القمر

أو مع الهديل

لكنك تبتكرين قصائدا

ترغم الريح على الأنحناء

لشفتيك الغارقتين بالربيع

أنا مجرد حلم

لم يجرؤ على الأبحار

باتجاه عينك السعيدتين

حلم صغير …

لم أعلن عنه

في صحف الصباح

أو أوزع بيانات عنه

على الحدائق والبساتين

لأنني أخاف

أن يرحل فجأة

ولا أستطيع اللحاق برقته

أو أفقد أثره

وتنقطع صلتي ببهائك

لم أتمكن

من البقاء وحيدا

مع نفسي

والنأي بها عن ما تثيره

فتنتك من عواصف

كلما حاولت ذلك

كان جمالك يؤكد شخصيته

ليؤدب حلمي

إذ الأحلام يجب

ان تكون معقولة

وليس من المعقول

أن نشرب من الساقية

     وأمامنا

    يستلقي

    نهر

     فسيح

في كل الأحوال

أنت معي

شبابك المتفجر

                        كعبوة

                                    ناسفة

يشد ذيل احتجاجي

ويدفعني

            للإتحاد

                        بشبابك

لأنني لم أفكر بالتمرد

على استبداد مطرك

                        المشحون

                                    بالضباب

أو حتى الأقتراب

من شجنك المختبئ

خلف سياج

غيومك الراعفة

فأنا الان : أحتفل لوحدي

بذكرى الدقائق التي وحدت

ما بين قلبينا

قلبك المعبأ بالديناميت

وقلبي الذي لم يزل

يتهجى

            أحرف

                        حبك

                                    الخطير

أستدعي الحرف واعنيك انتِ

عامر موسى الشيخ

حينما تغادرني الأبجدية، ويحلّ الفراغ …

تحرري انتِ على الورق …. زيحي البياض حبرا

وابتكري زيا  مناسبااحتفالا بكِ

من حرف الجزم “لم ” ، خذي كرسيا

وخذي من “من”  قدحا شعريا خالصا

و “الألف”  قصبة للشراب …..

اجلسي.. وأزيحي التراب

 عن عش الحمام في زاوية القصيدة والكلام

استعيري بيت معلقة للعبسي عنتر مثلا:

( وددت تقبيل السيوف لأنها لمعت كبارق ثغرك )

وحدك … في البيت اجلسي …

ومن شطريه خذي المفتاح والباب ….

لك من ألمي أثاثا نثريا مقطعيا …

في زاوية ما ، علقيّ  سبع حروف نون

وابتكري عينا لها ، ضدا للحسد !

خذي من الهواء ، هاء وقومي بفعل الحشو بين الطاء والياء

ونأكل …. في تاء تأنيثك  حديقتك

وألبسي حرفي ياء، كمزلاجة للعب فيها  …

واتركي السراب …

شجرة الصفصاف

محفوظ داود سلمان

كنا نغني تحتها او نخصف الاوراق

نستر بالغضارة عارياً نزق المساء

او نقطف الاشعار تحت ظلالها والريح تسري

عاقراً اذ ليس من ثمر يُساقط

او يسيل الرجع من شجر الغناء

كانت لها عينان واسعتان ، تجرحها

الرياح دموعها خرساء يبتل المكان

من حزنها والصخر يدْمى ذابلا

مجروحة تنأى المواويل القديمة والأغان

كنا نغني من شبابيك الغصون

تسّرب الاضواء نهرب في الظلال

او نجمع الافياء تسقط

من يدينا او تفيض بها السلال

تأتي خيول الريح تخطفها ونسأل في المعابر

والقناطر حيث يقطر من مناسمها هناك دم الزوال

كانت بأحداقٍ مجرحة تطل على مثالبنا

وتصفح حين نرجمها بأحجار الطريق

والبعض يصنع من أزاهرها أكاليلاً

ويضفر من غصون الشمس تيجانا ، ويعقد

من براعمها ذؤاباتٍ يكبّل خصرها الذاوي العتيق

كنا ننادمها ونسكب بعض خمرتنا لديها والجذور

كانت تحدثنا عن الاعماق كيف الارض تأسى او تثور حيناً تلوح كأنها امرأة تلوذ بشعرها المجنون

أطيار ، وغربان تحط على مثابتها تحدق في البعيد

وتنم عن شيخوخة  خضراء قد ذبلت وكانت تلتقي

فيها المسافات البعيدة أو ينام بحضنها شبحٌ

وأفاق شريد ..

كتبوا عليها انها منذورة للريح او نزق المساء

وسألت عنها ذات يوم كانت الغربان تلعق ناهديها ،

 وهي تقطر من دماء

مشاركة