جمات داعش والمناطق المتنازع عليها – سامي الزبيدي

جمات داعش والمناطق المتنازع عليها – سامي الزبيدي

يعزو الساسة الأكراد أسباب الهجمات الأخيرة لداعش على مخمور و كفري وأطراف كركوك الى المناطق التي يسمونها متنازع عليها كونها هشة امنياً وهذا السبب غير صحيح  فأسباب نجاح داعش في هجماته هي ضعف القوات الماسكة للأرض وغفلتها وقلة انتباهها خصوصا في  الليل وبقائها في نقاط  محددة ومعلومة لداعش أشبه بالربايا الحراسة فيها ليلاً غير جيدة وركون هذه القوات خصوصا قوات البيشمركة الى الدفاع المستكن لا الدفاع التعرضي مما يسهل لداعش تحركها ووصولها الى أهدافها بسهولة ودون كشفها لأنه يتجنب الطرق الرئيسية والمناطق التي تتواجد فيها قوات البيشمركة ويباغتها من أماكن أخرى وطرق  نسيمية يستطلعها جيدا توصله الى أهدافه بسهولة في غياب المراقبة الجيدة  أما كون المناطق التي يسمونها متنازع عليها هشة امنيا فمن جعلها كذلك ولماذا ؟ ان من جعلها هشة هم ساسة الإقليم الذين يعترضون على تواجد القوات الاتحادية في هذه المناطق وان وجدت فلا يتم التعاون معها من قبل قوات البيشمركة ويعتبرونها كأنها عدو ولا يجري أي تنسيق معها وتبقى كل قوة لها قيادتها وتستلم أوامرها من مرجعها فالبيشمركة التي يقول ساسة الإقليم وحتى الحكومة الاتحادية إنها جزء من منظومة القوات المسلحة العراقية وهذا القول غير دقيق بل غير صحيح لان البيشمركة تستلم أوامرها من قادة أحزابها لا من قيادة القوات المشتركة وليس للقوات المسلحة سلطة عليها ولهذا نرى هذه القوات تحمل علم الإقليم على بدلات منتسبيها وعلى عجلاتها لا علم العراق كونها جزء من القوات المسلحة العراقية فلا توجد قوات مسلحة لدولة اتحادية تحمل علمين ولها مرجعيتين بل القوات المسلحة في كل الدول الاتحادية واحدة ومرجعيتها واحدة هي الدولة الاتحادية وتحمل علم الدولة الاتحادية وهذا ما موجود في أمريكا وألمانيا والهند وكل الدول الاتحادية ثم ان البيشمركة نفسها لها مرجعيتين فبيشمركة أربيل تستلم أوامرها من أربيل وبيشمركة السليمانية تستلم أوامرها من السليمانية صحيح توجد وزارة البيشمركة لكنها لا تستطيع التحكم في البيشمركة لان مرجعيتها القادة السياسيين الأكراد ولهذا تبقى المناطق التي يسمونها متنازع عليها هشة امنياً لعدم وجود قوات موحدة وعدم وجود قيادة واحدة للقوات وتعدد مصادر القرار فيها وإذا كان الساسة الكرد جادين في وضع حد للإعمال الإرهابية لداعش التي تنطلق من هذه المناطق عليهم وضع ألوية البيشمركة التي تعمل في مناطق نينوى المتنازع عليها بإمرة قيادة عمليات نينوى وهي المسؤولة عن انفتاحها وأوامرها وواجباتها وتامين مواد تموين القتال لها ونفس الأمر ينطبق في كركوك حيث توضع عدد من ألوية البيشمركة بإمرة قيادة عمليات كركوك وهكذا الأمر في ديالى وبهذا تتم السيطرة على القوات وتوحيد مرجعيتها ووحدة قيادتها وأوامرها ولا حاجة للحلول الترقيعية مثل تشكيل مراكز تنسيق مشترك بين القوات الاتحادية والبيشمركة فما جدوى هذه المراكز إذا لم توجد قوات حقيقة على الأرض لها قيادة موحدة أو تشكيل لوائين مختلطين وثم ماذا ؟ ماذا سيؤمن هاذين اللوئين وفي أي منطقة يعملان ومن يقودهما ان هذه الحلول الترقيعية لا جدوى منها ولا يكتب لها النجاح لان غاياتها معروفة وهي عودة البيشمركة الى المناطق المتنازع عليها ولو كانت النوايا صادقة والثقة موجودة لوضع عدد من ألوية البيشمركة بإمرة قيادات العمليات في قواطع العمليات للمحافظات التي تشهد عمليات خرق مستمر من قبل داعش وتحقق نجاح فيها وتكبد القوات الاتحادية والبيشمركة والمدنيين خسائر في كل عملية إذن الحل الوحيد هو في وحدة القيادة والسيطرة وعندها ستكون قيادة العمليات المشتركة بما لديها من إمكانيات لوجستية واستخباراتية أرضية وجوية وبما لديها من قوة جوية وطيران جيش وصنوف مختلفة قادرة وبمساعدة قوات البيشمركة التي تصبح بإمرتها على ضبط الأمور وتحقيق الأمن في المناطق المتنازع عليها وحتى المناطق الأخرى القريبة منها والتي تشهد عمليات متكرره لداعش وبكل كفاءة حيث سيكون الدفاع في هذه المناطق تعرضياً من خلال الهجمات المركزة والمحدودة على أماكن تواجد داعش ومن خلال الكمائن ودوريات القتال والاستطلاع التي تؤمن المواضع الرئيسية والقرى القريبة وتعطي إنذار مبكر للقوات الماسكة وتشتبك مع داعش عندما تدعو الحاجة  أما مراكز تنسيق وألوية مختلطة وعمليات تنسيق مع قيادات البيشمركة وكأننا نتعامل مع جيش دولة أخرى لا مع قوات البيشمركة التي يقول الكل إنها جزء من منظومة القوات المسلحة الاتحادية فهذه الأمور لن تحل المشكلة خصوصاً مع غياب الثقة بين المركز والإقليم بل تسهل لداعش تنفيذ مزيدا من عملياته بسبب غياب الخطط العسكرية والأمنية الموحدة وغياب القيادة الموحدة  فوحدة القياد أهم مقومات أي عمل عسكري .  {   خبير عسكري واستراتيجي

مشاركة