جليد العلاقات الروسية

جليد العلاقات الروسية
لا شك أن لزيارة رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) لروسيا غايات وأبعاد كثيرة، فضلا على الأهمية الكبيرة لها كون روسيا تشكل القطب الآخر من المعادلة العالمية، إلا إننا نستبعد أن تكون غايات المالكي وأبعاده إثارة مشاعر الأمريكان أو تحريك أحاسيسهم تجاه ما اقترفوه من أخطاء مع الشعب العراقي والموقف غير المتوازن تارة وغير المستند على رؤية واضحة المعالم تارة أخرى، وكل ذلك بسبب الصراع المحتدم للصقور والحمائم الأمريكية.
ما أعلن عنه من اتفاقات لاسيما منها العسكرية تدفع باتجاه قبول فكرة أن هناك مناورة عراقية للابتعاد قليلا عن ربقة العنصر الأمريكي بعد ما أوغلت سوريا في قلب معادلة التحالف أو كما سميت بالإطار الستراتيجي للاتفاق مع الجانب الأمريكي، إذ يريدها العراقيون بالأسد كونهم انكووا بنار الفتن والإرهاب وفتاوى التكفير ويريدها الأمريكان والأتراك وجل الإخوة العرب بدونه كونه ذراع إيران في المنطقة وخنجرها في جسد إسرائيل، وعلى مفترق سوريا قد تتكسر كل اتفاقات الأطر وتتهشم معادلة الحرية والديمقراطية الأمريكية المزعومة.
الاحتفاء الروسي والاهتمام الكبير بالزيارة مصداق واضح على سعي روسيا لرص صفوف المناوئين للسياسة الأمريكية ما بعد الربيع العربي، لينقسم العالم إلى معسكرين كما عادته شرقي وغربي، ممانع وموافق وغيرها من التسميات الكلاسيكية التي تصف الصراع العالمي بين أقطابه الكبار، لكن هل حسب العراق الحساب لهذه الخطوة، وهل هو جاد ليكون طرفا بارزا في هذا الصراع بعدما أبدى الكثير من الممانعة ضد العمل العسكري وفضل الدخول كطرف وسيط لحل المشكلة السورية؟ وهل نحن في ظرف يسمح لنا بالمناورة والمراوغة مع صديق ليس من صداقته بُد، وهل إننا سنخسر أمريكا لنربح روسيا من جديد؟!!
التصورات والتكهنات لا تغير من الواقع شيء ما لم تستند على حقيقة وسرعان ما ستنبئ الأيام بها، لكن لنبقى في خطوة الزيارة وأهميتها في إذابة الجليد الروسي تجاه العراق بعد عشر سنوات من التغيير السياسي ونضعها في ميزان حسنات الحكومة الحالية في تدشين العلاقات مع الدول الكبرى ليكون العراق فاعلا في محيطه العربي كما فعل في القمة العربية وفي محيطه العالمي كما يطمح له الجميع.
ليث عبد الكريم الربيعي – بغداد
AZPPPL