جعوب كلينتون

جعوب كلينتون
قبل ان تسّـلم كرسي وزارة الخارجية الى زميلها السناتور الجمهوري جون كيري فاجأت هيلاري كلينون المجتمع الدولي بمرضها المفاجئ الذي جعلها ترتدي النظارات الطبية غير العادية بل كانت على شكل (جعوب) ما اقلق زوجها بيل كلينتون ومعه صديقه الرئيس أوباما .. وكانت هيلاري قد ضربت رقما قياسيا بعدد الدول التي زارتها خلال السنوات الاربع الماضية وماخلفته من قتل ودمار في العراق وافغانستان والاضطرابات التي عاشتها هيلاري من خلال مواقفها في السياسة الخارجية المستقرة للعرب وتحيزها الواضح لصالح السياسة الاسرائيلية ولم تكن هيلاري حيادية في النزاع العربي الاسرائيلي بل كانت من كبار المؤيدين لحكومة اسرائيل حتى في شنها العدوان ضد غزة والضفة الغربية إذ اننا كنا نجد ان في وجود كلينتون على رأس الخارجية الامريكية انها ستعمل على تحريك المياه الراكدة في عملية الحراك السياسي في منطقة الشرق الاوسط لكن يبدو أن سياسة اوباما الخارجية لا سيما في منطقة الشرق الاوسط كانت متأثرة الى حد بعيد بسياسة الرئيس بيل كلينتون الذي وقف خلال مدة حكمه مع اسرائيل ولم يشعر يوما ان هناك شعبا اعزل يعاني الامرين من الوضع المأساوي الذي يعيشه فكانت هيلاري تشعر بالارتياح وهي تقف مع اسرائيل ضد الشعب الفلسطيني البطل وهذا ما أتسم كذلك في علاقة الولايات المتحدة بمنطقة الشرق الاوسط خلال ثورات الربيع العربي من ضبابية يبدو انها كانت مفاجئة لادارة الرئيس اوباما وهو ما أنعكس سلبياً في مواقفها المتضاربة وقلقها لما يجري في الشرق الاوسط لاسيما مع اصدقاء امريكا وأوباما شخصياً في مصر السادات وتونس بن علي ومسيرة الربيع الربيعي قد يبدو ليس لها مساحة للتوقف عندها ..وهذا ما سيواجهه السيناتور جون كيري كما توقع ذلك مركز الخليج للدراسات الستراتيجية من خلال قيادته لفريق الخارجية في الولاية الثانية لاوباما والبحث عن صيغ جديدة للعلاقة والتعاون مع الانظمة الجديدة التي شملها الربيع العربي.
كذلك سيضع كيري ضمن جدول اعماله الاساسية كيفية معالجة الترسانة النووية الايرانية والتوازن النووي في المنطقة وجعل منطقة الشرق الاوسط منزوعة السلاح النوعي وان يعالج موضوع سوريا بشكل شفاف يخدم الشعب السوري الشقيق الذي عالجته هيلاري كلينتون بسياسة ضبابية لم تخرج عن سياسة التهديد والوعيد.
برغم الظروف الصحية الصعبة لتي تمر بها هيلاري في أيامها الاخيرة لولايتها على الخارجية الامريكية وبرغم حزني الشديد عليها لعودتها الى منزل الزوجية وهي تذرف دموعها امام المرآة مرتدية (جعوب) نظارتها لم تشفع لها خدماتها للسنوات الكثيرة وهي تقطع مئات الكيلومترات معلقة في الهواء الطلق محلقة في سماء اكثر دول العالم لتبييض صورة بلدها الولايات المتحدة وصورة زوجها الرئيس الديمقراطي بيل كلينتون التي بقيت عالقة في حياة عشيقته العزيزة مونيكا.
عبد الله اللامي
Akm_15@yahoo.com
AZP02