جريمة الغزالية بعد 32 سنة – شامل بردان

جريمة الغزالية بعد 32 سنة – شامل بردان

اواسط ايلول 1992، صدر حكم بأعدام ثلاثة مدانين، قتلوا سبعة افراد في منطقة الغزالية.اغلبنا يتذكر الجريمة بعد الاعلان عنها، وربما سمع عنها وشاهدها كثيرون ممن لم يحضر تلك الايام بعد ان تم وضعها على موقع يوتيوب الشهير.

الملفت للانتباه وقتها حضور وطبان ابراهيم الحسن بزيه العسكري خلال المحاكمة، والى جواره من يمت بصلة وثيقة لعائلة خيرالله طلفاح، ظهر ذلك من الشبه و من ثقة جلسته جوار الوزير مرتديا الزي العربي، لا اذكر اهو لؤي ام غيدان خيرالله.

المدان الرئيسي هو مهدي عبد حسن، و لما سأله القاضي عن مهنته اجاب بأضطراب و بعض تمثيل: ما اعرف، فقال القاضي : كاسب.

وجه مهدي كان ليس غريبا عن ذاكرة عيني، ثم تذكرت، كانت صورته على كتاب من تأليفه عن عدنان خيرالله، وكان الاخير قد مات بحادثة معروفة يوم سقوط مروحيته.

 للتذكير فقط فأن الحكم صدر بالاعدام وفق م 406 من قانون العقوبات العراقي و بدلالة م 47 و 48 و 49.

سؤال ظل يراودني الحصول على جوابه و لم افلح الا بتصور ربما اكون مصيبا فيه او لا: هل حضر وطبان المحاكمة لخطورة الجريمة ام لمنع تدخل عائلة خيرالله لصالح المتهم المدان؟

بنيت تصوري هذا على اساس كتاب مهدي العكيلي ( عدنان خيرالله الفارس الذي ترجل صعودا) مابين الهلالين هو عنوان الكتاب.

ثناء الناس

فقد ظهرت داخله صور لمهدي مع خيرالله طلفاح، واذكر ان فقرة في الكتاب تظهر عمل مهدي مع عدنان، كتب فيها ما معناه: انه كان سائقا لعدنان و ان الناس تحترم تواضعه الذي اخذه من مسؤوله.

هذا حسب توصيف مهدي لنفسه و ثناء الناس عليه، وقد سطر ذلك في الكتاب.

الكتاب طبعا ركيك المادة و الخطة، غني بالصور و الثناء، وكانت مقدمته بقلم خيرالله طلفاح و يذكر فيها ان ابنه عدنان يعيل ٥٠٠ عائلة من ماله الخاص!

الغريب ان لمهدي كتاب عن شبكات التجسس داخل العراق!

مرت 32 سنة و كلما تذكرت الجريمة تذكرت معها ان المحكمة لم تتطرق لماضي مهنة مهدي.لم افلح بالحصول على الكتاب الا ان وجدت مساعدة من المهندس سرمد حاتم السامرائي، وهو مهتم بالنشر، فزودني مشكورا بصورة اليكترونية لغلاف الكتاب الذي عليه صورة المؤلف سابقا الذي هو نفسه المجرم المدان لاحقا.

انتهت القضية ولم يبق منها الا بشاعة الحدث و الرهبة، فقد صرح المدانون و اجهزة الامن ان مهدي عبد و خالد خميس و عامر خلف اوهموا العائلة القتيلة انهم من جهاز امني، طبعا المحكمة اظهرت ان القتيل لم يكن سليم السلوك اذ جمعته مع احدى الشاهدتين علاقة محرمة.

لكن زوجة القتيل و ابنتيه و قريب للعائلة و سيدة عجوز تم قتلهم انتقاما و سرقة بأقرار الفاعل الابرز و المخطط الرئيسي مهدي عبد.

منع الضغوط

ما لم ينتهي عندي هو سبب حضور افراد من عائلة طلفاح، هل كانوا مع مهدي ام ضده، هل حضر وطبان لمنع ضغوطهم ام ظهروا جميعا صدفة ام لمنع مهدي من قول انه كان مرتبطا بعلاقة عمل او علاقة بطانة مع بيت خال صدام؟.

ارجوكم شاهدوا تسجيل المحاكمة، ربما تخرجون بتصور عن المدان وكيف امتلك ثقة من ماضيه لافناء اسرة، وهل كان متوقعا ان تتم حمايته، سيما وقد جرى تقديمه- وان لم يبرز طبعا – كانبا لكتابين و مزهقا لسبعة انفس.

مشاركة