جدار بَغلين والعلاقات المغربية المتذبذبة بين مد وجزر
الرباط ــ عبدالحق بن رحمون
العلاقات الجزائرية ــ المغربية هي مابين مد وجزر، متوترة وهادئة، لكن العقدة التي توجد وسط المنشار هو جدار بغلين وغلق الحدود بين البلدين منذ العام 1994 ، فلمّا يأتي مسؤل دبلوماسي من البلدين للحديث عن هذه العلاقات، فمن الواضح أنه سيتحدث عن الايجابي، وعن المستقبل والطموح في تقوية وتطوير هذه العلاقات، وبالرغم من أجواء التوتر الذي قد يقع بين الفينة والأخرى الا ان الدبلوماسية الرسمية، تبقى في الصميم تتواصل لامتصاص بعض الأزمات الطارئة، التي يكون البلدين في غنى عنها، باعتبار أن النقط المشتركة في أي لقاء يجمع وزراء خارجية الدول المغاربية هو الدفع باتحاد المغرب العربي الى الأمام وتفعيل مضامين تأسيسه، لمواجهة مختلف التحديات التنموية والأمنية في سياق تحولات اقليمية ودولية.
اذن الخلل في توحيد الرؤى المغاربية، لتخرج من شقها الدبلوماسي الى تفعيل المبادرات المشتركة، وتذويب الخلافات، الا أن الاجتماع 31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية باتحاد المغرب العربي المنعقد في الرباط في الجلسة الافتتاحية لما نسمع ما تم تداوله من طرف المسؤولين نكاد نحس بتفاؤل لكن هذا التفاؤل سرعان ما تتداخل معه الانتظارات خصوصا لما نسمع أن الوزراء المشاركين في الاجتماع 31 أجمعوا على ضرورة تحقيق الاندماج الاقتصادي المغاربي والاستفادة من عوامل التكامل والمؤهلات الكبرى التي تتوفر عليها دول المنطقة.
وعود على بدء، مؤخرا في زيارته للرباط قال رئيس الدبلوماسية الجزائرية ان العلاقات المغربية الجزائرية تشهد منذ شهور تحولا ايجابيا. كما أوضح المسؤول الجزائري الذي شارك في الاجتماع 31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية باتحاد المغرب العربي نهاية الأسبوع المنصرم أن البلدين لديهما نفس الطموح لتطوير العلاقات الثنائية والارتقاء بها على مستوى جميع المجالات. كما قال مراد مدلسي، وزير الشؤون الخارجية الجزائري نحن مرتبطان بنفس الطموحات ونتمنى أن تتحول هذه العلاقات بصفة ايجابية وسريعة حتى تصبح علاقات طبيعية تهم كافة الجوانب الانسانية والاقتصادية وغيرها من الأمور.
وعلى صعيد آخر، تبقى آخر التوصيات في الاجتماع 31 لمجلس وزراء الشؤون الخارجية باتحاد المغرب العربي والتي تحتاج الى تفعيل مضامينها لما أجمعوا على ضرورة تعزيز التنسيق لمواجهة التحديات الأمنية التي تطرحها تهديدات الارهاب والتهريب بجميع أنواعه. وخاصة في ظل الأزمة التي عصفت مؤخرا بمالي، وكان لها انعكاسات على منطقة الساحل والصحراء برمتها.
ومن جانبه قال رئيس الدبلوماسية المغربية إن وزراء الخارجية المغاربيين في الرباط اتفقوا على تكثيف التعاون الأمني في علاقاتهم ببعضهم، وبدول الجوار الاقليمي، كما بشر بقرب وضع استراتيجية أمنية مغاربية مشتركة.
من جهة أخرى كشف د.سعد الدين العثماني، وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن الوزراء المغاربيين اتفقوا أيضا على دعم مسار الاندماج من خلال اتفاقيات ومشاريع عملية، مشيرا الى أن آفاق التعاون امتدت الى التفكير في وضع تصور مغاربي مشترك للحوار مع الاتحاد الأوربي على غرار الحوار المغربي مع الأروبيين.
/5/2013 Issue 4497 – Date 7 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4497 التاريخ 7»5»2013
AZP02