جدار الظلام

جدار الظلام

 فيه الكثير من أحساس الخوف، لا اعلم أن كان يظهر في النور أم يبقى متخفياً تحت جنح الليل؟ وددت لمرات ومرات بتحطيم أجنحته وإبادته وقلعه من أساس جذوره. منذ وقت ليس بالقليل كنت أبادله أحساس الحب والصداقة، لكنه كان يبادلني الجفاء والعنجهية، وبين الحلم واليقظة دخل الجدار حياتي ليمحو كل ما يفرحني فلم أكن أدرك غايته السوداء لتكبيلي داخل أسواره. كان الصباح قد دنا وافقت مبكرا وبقلب عطوف قلت له: صباح الخير والأنوار أيها الجدار الشامخ، أحسست بأنه رمقني بنظرة تعالي ليرى نفسه كبير وأنا بنظره صغير ومنذ ذلك الصباح والحفار يعمل بجهد متفاني بيدي. بالبكاء وقطرات الدمع وعرق يسيل من كل أرجاء الجسم وأحيانا تعلو الضحكات لكني ماض قدماً في انجاز ما بدأته. ويوماً فيوماً بدأت خيوط الشمس تنساب بين شقوق الجدار ويشتد نورها. فكان صوتي مجلجلاً بالشكر للصبر الجميل لأنه أستطاع تحطيم تعبي ومللي وذلك الجدار العنيد الذي ملأ حياتي ظلام في غياب القمر ونور الشمس. شكرا يا خالقي العظيم لنورك المشع الذي استمدتُ منه القوة والإيمان. شكرا أيتها البسمة الجميلة لأنك لم تفارقي فمي وكنت النور المضيء.

وسام السقا – بغداد

مشاركة