الأسد في لقائه مع وفد برلماني أوربي:ما يجري في سوريا له تأثير على العالم
بيروت- الزمان
تصدت قوات النظام السوري ليلة السبت الاحد لهجوم شنته الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة في محاولة لاعادة فتح طريق الكاستيلو المؤدية الى الاحياء الشرقية في مدينة حلب السورية، في معركة تسببت بمقتل 29 عنصرا على الاقل من مقاتلي الفصائل. وهرعت جبهة النصرة لنجدة جيش الاسلام وفصائلاخرى هناك لمنع اكتمال الحصار الخانق على حلب كما كانت تتجه المعارك. في واشنطن، رفعت دعوى قضائية ضد النظام السوري بتهمة قتل الصحافية الاميركية ماري كولفن عمدا في مدينة حمص عام 2012 لمنعها من تغطية وقائع النزاع الذي اندلع منتصف آذار/مارس 2011. وفي دمشق، قال الرئيس السوري بشار الاسد بعد استقباله الاحد وفداً من البرلمان الاوروبي برئاسة نائب رئيس لجنة الشؤون الخارجية فى البرلمان خافيير كوسو «ان ما يجري فى سوريا والمنطقة من الطبيعى أن يؤثر بشكل كبير على اوروبا بحكم الموقع الجغرافي والتواصل الثقافي بينهما» وفق ما نقلت وكالةسانا. في باريس، تقدمت عائلة الطبيب السوري هشام عبد الرحمن (37 عاما) الذي قضى في سجون النظام السوري في 2014، بشكوى لفتح تحقيق بتهمة التعذيب والاغتيال، وفق ما افاد محاميه الاحد. ميدانيا، قال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لفرانس برس الاحد «قتل 29 مقاتلا على الاقل من الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة، بينهم 14 مقاتلا من فصيل فيلق الشام، خلال اشتباك وقع ليلة السبت الاحد مع قوات النظام، وجراء انفجار الغام زرعتها الاخيرة لعرقلة تقدم مقاتليالفصائل الى طريق الكاستيلو». واضاف «الهجوم انتهى وطريق الكاستيلو مغلقة تماما». وافاد المرصد بسقوط قتلى في صفوف قوات النظام خلال هذه الاشتباكات من دون توفر حصيلة بهم. وبدأت الفصائل الاسلامية وجبهة النصرة مساء السبت هجوما مضادا في محاولة لاعادة فتح طريق الكاستيلو التي كانت آخر منفذ الى الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب في شمال سوريا. واغلقت الطريق الخميس بعد تمكن قوات النظام من السيطرة ناريا عليها ووصلت السبت الى مسافة تبعد حوالى 500 متر فقط من الطريق الواقعة شمال حلب.
وقال مراسل لوكالة فرانس برس في الاحياء الشرقية ان السكان يعيشون حالة من الخوف والرعب. في ظل عدم قدرتهم على النزوح الى ريف المدينة بعد اغلاق المنفذ الاخير المؤدي الى هذه الاحياء. وافاد ان حاجزا تابعا للفصائل المعارضة في منطقة الجندول داخل المدينة والقريبة من طريق الكاستيلو يمنع السكان من التوجه الى الطريق بعد استهداف قوات النظام سيارات عدة ليلا اثناء محاولتها الخروج من المدينة. وبحسب المرصد، فإن سيارة على الاقل حاولت فجر الاحد سلوك طريق الكاستيلو الا انها استهدفت من قوات النظام، من دون ان يعرف اذا كانت تقل مدنيين او مقاتلين. وقتل ليل الجمعة رجل مع ولديه جراء قصف للنظام استهدف الطريق. وجاءت التطورات العسكرية بعد اعلان قيادة الجيش السوري السبت «تمديد مفعول نظام التهدئة لمدة 72 ساعة في سوريا». ولم تسر الهدنة على مدينة حلب ومحيطها. وبحسب مراسل فرانس برس والمرصد، تعرضت احياء حلب القديمة واحياء اخرى في شرق حلب صباح الاحد لقصف مدفعي وبالبراميل المتفجرة من قوات النظام، من دون توفر معلومات عن ضحايا. ودفع قطع طريق الكاستيلو الفصائل المقاتلة الى الرد الجمعة باطلاق قذائف بشكل كثيف على الاحياء الغربية لحلب، ما ادى الى مقتل 45 شخصا، في حصيلة اوردتها وكالة الانباء السورية الرسمية «سانا» السبت. وقال مضر حقاني العمر (21 سنة)، وهو صاحب مقهى في غرب حلب لفرانس برس «لم يأت اي زبائن الى المقهى لان الناس يخافون من تكرار القصف». وقال عبد الوهاب قباني (25 عاما، موظف) «لا نتمكن من الخروج من منازلنا. حتى ان البقاء في المنزل بات اخطر من الشارع باعتبار ان ابنية بكاملها تسقط فوق رؤوس قاطنيها». على جبهة اخرى في سوريا، تسبب قصف لقوات النظام على مدينة دوما المحاصرة في الغوطة الشرقية، من ابرز معاقل الفصائل المعارضة في ريف دمشق، بمقتل اربعة مدنيين وسقوط عدد من الجرحى، وفق المرصد.
واظهرت مقاطع فيديو التقطها مصور فرانس برس في المدينة عددا من الجرحى وهم يتلقون الاسعافات داخل مشفى، بينهم اربعة اطفال على الاقل.
في واشنطن، قدم المركز الاميركي للعدالة والمساءلة باسم شقيقة ماري كولفن، كاثلين كولفن وافراد آخرين في عائلتها دعوى الى المحكمة جاء فيها ان «المسؤولين السوريين قتلوا عمدا وعن سابق تصميم ماري كولفن باطلاق هجوم صاروخي محدد الهدف» على المركز الاعلامي الذي اقامه الناشطون آنذاك في حيبابا عمرو في حمص.
وكانت كولفن (56 عاما) موجودة في المكان مع عدد من الصحافيين. وقتلت في 22 شباط/فبراير مع المصور الفرنسي ريمي اوشليك. كما اصيب المصور البريطاني بول كونروي والصحافية الفرنسية إديت بوفييه والناشط الاعلامي السوري وائل العمر في القصف نفسه. وكانت كولفن تعمل حينها لحساب اسبوعية»صنداي تايمز» البريطانية.
وتستند الدعوى الى معلومات مستمدة من وثائق حكومية تم ضبطها وجنود فارين، وهي تشير بالاتهام الى عدد من المسؤولين السوريين بينهم ماهر الاسد، شقيق الرئيس السوري بشار الاسد.