جاك الموت يا تارك الصلاة – عبدالزهرة خالد

جاك الموت يا تارك الصلاة – عبدالزهرة خالد

حديث الشارع والمقاهي والمنزل والرصيف وفي كل حارة وأينما تكون ، أنه عن أحداث هذه الأيام وانتفاضة الشباب لإنقاذ العراق من السقوط في الهاوية التي لا مناص من حياة .

لم يكن في تفكير الطبقة السياسية يوماً بانتفاضة الشعب حينما بدأ بتقسيم المغانم والمصالح والمنافع وكأن سقوط العراق بين يدي مفترسين بكثرة السكاكين ، فبدأت العلاقة بين الشعب والحكومة تتباعد إلى حد الجفاء دون رعاية أبسط مقومات العيش متناسين أن للشعب إرادة وقوة .

نسمع ونقرأ عن الأسباب والحلول والإجراءات الترقيعية لكل ما دار ويدور لغاية يومنا هذا فهي مجرد حقن تخديرية أو علامات وفواصل للانتقال إلى مرحلة أكثر غموضاً في حين الكثير يعرف جيداً من المسبب وما الغاية والهدف من تدمير العراق وامتصاص شرايينه بكل جرأة دون الاكتراث إلى صيحات الألم والوجع ، نعم هناك مجاملة بكل تأكيد إن لم تكن خشية من التصفية أو المجادلة اللانفعية عند ذكر وتشخيص السبب على علته .وعليه دون تجاوز عامل المجاملة والخوف نكون في نفس البوتقة ولا نخرج من عنقها أبداً .

كانت ولغاية الآن الطبقة السياسية تروم أن يبقى وضع العراق ساكناً فوق مياه السياسة الآسنة الراكدة مع إحاطة الحافات بأسلاك شائكة من الإجراءات كي لا يرمي أحد حجارته وتحريك الوضع .فكل الحكومات المتعاقبة لا تستطيع العمل أو اتخاذ إي موقف دون الرجوع إلى الكتل السياسية المهيمنة على الوضع التشريعي والتنفيذي وحتى بعض القضائي . وأحسن دليل أن نتائج الانتخابات وإن قلنا عن نزاهتها لم ترتقي بمستوى الدستور إنما تدخل المساومات والاتفاقات لخلق حكومة ضعيفة للهيمنة عليها بسهولة من قبل أطرافِ عديدة عدا عامل التدخل الأجنبي والأقليمي .

لنقف قليلاً أمام الإجراءات التي اتخذتها الحكومة ( بحزمة إصلاحات ) متعددة الأرقام والفقرات . أولا أتوقع الشعب ليس لديه الثقة الكافية بهذه الإصلاحات ثم يوم بعد يوم تتصاعد المطالب ومستوى الضغط الجماهيري على الطبقة السياسية الذين أصبحوا في الحاضر أنعم من ( الدخن ) وبأمكان العمل المستحيل في سبيل البقاء على المنصب والكرسي أي بمعنى أنهم يتأملون بفترة حكم أخرى لأجل المنفعة والمصلحة .

ثانياً معظم الإجراءات غير علمية وواقعية وقد تتجاوز الصلاحيات والقانون من حيث التطبيق ألا أنها لا تخلو من صواب وحكمة من حيث مبدأ المطالب التخلص من مجالس المحافظات وغيرها التي كانت من أسوء حلقة إدارية في تأريخ العراق بسبب تدخل وتشعب نفوذ الاحزاب في عملها وقراراتها دون مراعاة مصلحة الوطن والشعب . وهناك نقاط عديدة لا يسع المقال من ذكرها بل سيكون هناك مقالات أخرى تكمل هذا الموضوع .

لغاية الآن مواقف الحكومة غير سليمة باستخدام العنف المفرط حيال التظاهرات السلمية باستخدام شتى الوسائل ومنها تشويه مسار المطالب من خلال القتل الممنهج وحرق المباني العامة وأتصور عند الحكومة الصورة الواضحة والحقيقية لكل ما يحصل خلف كواليس التظاهرات .

وكذلك أتوقع لو هناك أمان حقيقي للاعلام وللصحافة لتم طرح من يقوم بأعمال التخريب ونشرها بصورة علنية والمسألة واضحة لدى الشارع وباتت حتى العجائز عندها معرفة بذلك وأخيراً من المعيب -كما يذكره بعض النواب في القنوات الفضائية – على الحكومة أن يقتل الشباب والقوات الأمنية تحت مرأى ومسمع الحكومة وتعتبر ذلك ضد مجهول وهو معلوم لديها . اللهم احفظ العراق وأهله من كل سوء ..

مشاركة