ثورة تتجدد ضد الطواغيت
ليس ببعيد عن ذاكرتي وذاكرة كل من اكتوى بنار الدكتاتورية البغيضة التي اجج نارها الهدام كيف دفع ثمن ذلك غالياً كل ابناء الشعب العراقي وكان لأسرة ال الصدر النصيب الاوفر الذين ارخصوا لدينهم ووطنهم ارواحهم فهاهم يتساقطون واحداً تلو الاخر في مصرع الحرية مقتدين بسيرة اجدادهم الذين ما منهم الا مقتول بالسيف او السم حيث كان السيد محمد باقر الصدر المفكر الاسلامي والعالم الرباني قد ذكر في احدى مؤلفاته (اهل البيت تنوع ادوار ووحدة هدف) واظن ان الامتداد لأهل البيت هم العلماء الاجلاء الذين كانوا خير خلف لخير سلف فترجموا ذلك الامتداد الديني والوطني على حد سواء فلم يفرقوا بين عربي وكردي ولا بين سني ولا شيعي والامثلة كثيرة والشواهد عديدة فالبيان الذي اصدره الشهيد الاول في اواخر حياته وكان يدعو العراقيين فيه للانتفاض ضد الهدام قال فيه (انا معك ايها السني مثلما انا معك ايها الشيعي وانا معك ايها الكردي مثلما انا معك ايها العربي) ثم انتقل الدور والمسؤولية لابن عمه الشهيد الصدر الثاني الذي زحف بجموع المصلين الى جوامع اخوته من ابناء السنة والجماعة واقام صلاة الجمعة معهم موحدة تارة في مساجدهم وتارة اخرى في حسينياتهم حتى بات الامر مثار فزع السلطة فاجهزت عليه ثم انتقل الدور بشكل يكاد يختلف تماماً فالمهمة تعقدت اكثر في زمن السيد مقتدى الصدر حيث الاحتقان الطائفي والمحاصصة الطائفية التي اوجدها الاحتلال وطبقها المستفيد منها والمعتاش عليها فبادر السيد الصدر ورغم حرج الموقف ليضحي بكثير من شعبيته لانهم وبصراحة لم يفهموه كما لم يفهمه الكثير من غير اتباعه ووصفوه اوصافاً واطلقوا عليه نعوتاً هم بها اليق فبات هذا الرجل يخطوا بعض الخطوات التي وهو يخطوها لم ينظر لا شرقاً ولا غرباً انما كان همه وطنه وطموحه وحدته وامنياته خلاصه من الاستبداد والاحتلال والدكتاتورية ففي مذكراته التي اسمها (الهدف النبيل من زيارة اربيل ) التي الفها و اشار فيها الى عدد من الخفايا التي لم يتوانى في الكشف عنها لانه لايخشى الخسارة السياسية ولا تهمه المعادلة الجماهيرية ولا يعنيه الافق الطائفي الضيق انما الذي يهمه ان يجتمع العراقيون على حب وطنهم ووحدته وصلاحه وقول كلمة الحق امام سلطان جائر ، نعم خسر بعضاً من اتباعه ولكن كسب ثقة الكثير ممن فهموا موقفه وادركوا هدفه.
فباسم كل المسلمين والشرفاء والوطنيين نسجل اعتزازنا بشخصك الكريم ونشهد انك كنت ابناً باراً لوطنك موطن الانبياء والأولياء وكنت خير خلف لآل الصدر رمز الوحدة الوطنية.
عاصم الطالقاني – النجف
/8/2012 Issue 4276 – Date 13 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4276 التاريخ 13»8»2012
AZPPPL