ثلاث لا رابع لها

د. فاتح عبدالسلام

يكاد‭ ‬يرفع‭ ‬جميع‭ ‬أطراف‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬الشعارات‭ ‬ذاتها‭ ‬مع‭ ‬تحريفات‭ ‬لفظية‭ ‬قليلة،‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتملت‭ ‬معاني‭ ‬مختلفة،‭ ‬وتبقى‭ ‬المشكلة‭ ‬التي‭ ‬تدور‭ ‬عليها‭ ‬الازمة‭ ‬التي‭ ‬افرزتها‭ ‬نتائج‭ ‬الانتخابات‭ ‬محصورة‭ ‬في‭ ‬ثلاث‭ ‬قضايا‭ ‬هي‭:‬

‭ ‬أولا،‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬ان‭ ‬يقوم‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬بكسر‭ ‬القاعدة‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬بعد‭ ‬انتزاع‭ ‬الفوز‭ ‬من‭ ‬قائمة‭ ‬اياد‭ ‬علاوي‭ ‬الفائزة،‭ ‬والقاعدة‭ ‬تقول‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬ان‭ ‬تقوم‭ ‬الكتلة‭ ‬الأكبر‭ ‬الا‭ ‬داخل‭ ‬مكون‭ ‬واحد‭ ‬ولا‭ ‬يمكن‭ ‬اشتراك‭ ‬المكونات‭ ‬العراقية‭ ‬الأخرى‭ ‬في‭ ‬ذلك،‭ ‬وهذا‭ ‬الامر‭ ‬ستذهب‭ ‬اليه‭ ‬حكومة‭ ‬التحالفات‭ ‬الجديدة‭ ‬شبه‭ ‬النهائية‭ ‬التي‭ ‬سيخرج‭ ‬منها‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬العراقية‭ ‬المقبل‭ .‬

ثانياً،‭ ‬انه‭ ‬لا‭ ‬يجوز‭ ‬ان‭ ‬يتم‭ ‬المضي‭ ‬في‭ ‬تشكيل‭ ‬حكومة‭ ‬لم‭ ‬تقدم‭ ‬ضمانات‭ ‬كافية‭ ‬بعدم‭ ‬الاستهداف‭ ‬القانوني‭ ‬في‭ ‬اية‭ ‬قضايا‭ ‬كبرى‭ ‬قد‭ ‬تهدد‭ ‬اقطاب‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬من‭ ‬المتورطين‭ ‬في‭ ‬الفساد‭ ‬او‭ ‬الجرائم‭ ‬الأخرى،‭ ‬بالأصالة‭ ‬او‭ ‬النيابة‭ ‬او‭ ‬بالتحريض‭ ‬والتبني‭.‬

‭ ‬ثالثا،‭ ‬يجب‭ ‬ان‭ ‬تكون‭ ‬حصص‭ ‬الحكومة‭ ‬المقبلة‭ ‬حتى‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬احتفاظها‭ ‬بتسمية‭ ‬الأغلبية‭ ‬الوطنية،‭ ‬مراعية‭ ‬لحصص‭ ‬فائزين‭ ‬اخرين‭ ‬من‭ ‬شركاء‭ ‬العملية‭ ‬السياسية،‭ ‬يعني‭ ‬الإطار‭ ‬التنسيقي،‭ ‬بما‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬الشعور‭ ‬بالأمان‭ ‬والاطمئنان‭ ‬على‭ ‬اعتبار‭ ‬انّ‭ ‬الجميع‭ ‬في‭ ‬سفينة‭ ‬واحدة،‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬ان‭ ‬الحصة‭ ‬الوزارية‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬في‭ ‬ثقافة‭ ‬حكّام‭ ‬المشهد‭ ‬العراقي‭ ‬بئر‭ ‬نفط‭ ‬ومفتاح‭ ‬ثروة‭.‬

ماعدا‭ ‬ذلك،‭ ‬كله‭ ‬كلام‭ ‬في‭ ‬الحواشي‭ ‬والمناكدات‭ ‬او‭ ‬المجاملات،‭ ‬ولا‭ ‬معنى‭ ‬له‭ ‬سوى‭ ‬الاستهلاك‭ ‬الداخلي‭ ‬وتمضية‭ ‬الوقت‭ ‬والتغطية‭ ‬على‭ ‬الأهداف‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬يسعون‭ ‬لبلوغها‭.‬

سبب‭ ‬المخاوف‭ ‬التي‭ ‬تعوق‭ ‬ان‭ ‬يرضى‭ ‬الخاسرون‭ ‬بالنتائج‭ ‬وبمسارات‭ ‬الذهاب‭ ‬الى‭ ‬حكومة‭ ‬اغلبية،‭ ‬هو‭ ‬تراكمات‭ ‬عدم‭ ‬الثقة‭ ‬والضغائن‭ ‬الدفينة‭ ‬في‭ ‬دواخل‭ ‬اللاعبين‭ ‬الأساسيين،‭ ‬منذ‭ ‬كان‭ ‬بعضهم‭ ‬يستقوي‭ ‬بالمحتل‭ ‬الأمريكي‭ ‬على‭ ‬أبناء‭ ‬جلدته‭ ‬لكسر‭ ‬شوكتهم،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬قصر‭ ‬نظر‭ ‬فظيع،‭ ‬صبغ‭ ‬وجوه‭ ‬سياسيي‭ ‬المناصب‭ ‬بالصُدف‭ ‬الامريكية‭ ‬السعيدة‭ ‬في‭ ‬سنوات‭ ‬العسل‭ ‬مع‭ ‬الاحتلال،‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬تنقلب‭ ‬الشعارات‭ ‬والمواقف‭ ‬من‭ ‬المغارب‭ ‬الى‭ ‬المشارق‭. ‬

رئيس التحرير-الطبعة الدولية

fatihabdulsalam@hotmail.com

مشاركة