ثلاث سرديات قصيرة جداً

ثلاث سرديات قصيرة جداً

     باسم عبد الحميد حمودي

 1-   عشرون غبيا

 في الالف الخامس للميلاد

 في عام النفرة والنفرة وواحد

كنا 20 غبيا في صف واحد

 في سنة اخرى … وواحد

واحد منا صار شيوعيا

  ضربته حافلة ومات

 واحد منا صار قوميا

غادرنا الى دولة دنصوريا

  مات هناك بايدي رفاقه

 الآخر صار رجل دين

غادرنا لينشر فكر المبدأ

  … ولم يعثر عليه أحد

 عشرة منا تزوجوا

 وناءوا باحمالهم ساكنين

 والسبعة الاخرين ظلوا في المقاهي

  سعداء بغبائهم

دون ان يعلموا

انهم اغبياء

و انهم سعداء!

2-فأر البتاويين

فأر البتاويين لطيف

اعتاد صياح السكارى ليلا

واصوات ابواق سيارات الشرطة نهارا

ودعسات المتسولين

وهسيس احلامهم ليلا

 واقتراب اليف  من باء

 حميميا

لكنه قفز هاربا

من صوت ريح اطلقه واحد

 فر من وكره هاربا

 الى نتانة اخرى

3- سعادة

(ياء ) سعيد دوما

ربما لأن اسمه يقع في آخر حرف

 لكنه كان يعشق عدم الاهتمام بشيئ

 اذا كان عطشانا والماء على مسافة

 انتظر ان يمراحد ليسقيه

 واذا كان جائعا

انتظر حتى تكون السفرة امامه ليأكل

 ولو بعد حين

هو يقتل الجوع بالراحة

 والمعدة عنده ليست بيت الداء

 والداء عنده في عدم الراحة

 وشد الاعصاب

لايهمه احد

ولا يغضب من احد

وسعـــادته خالصة في عقله

 واحلامه الخاصة

وتموجــــات الصور التي يرسمها

 في ذهنه سعيدا

 لذا

يظل ( ياء ) سعيدا

مهما

افك الاخرون , واحتشدوا لامر

او تباعدوا

 فالســــــعادة باقـــية عنده

والخارج  لا يعنيه

 والجحـيم هم الاخرون

 أن شغل الذهن بهم

  لكن

لامكان في ذهنه لآخر

 غير سعادته هو !