ثرثرة يومية مع سائقي الأجرة
معظم الشباب الذين استعين بسياراتهم ( التاكسي ) للوصول الى الاماكن التي ازاول فيها مهنة المتاعب التي ابتليت بي وابتليت بها- طبعا لعدم توفر سيارات الكيا كون تلك الصحف والمؤسسات لاتقع على الطرق العامة – معظم اولئك الشباب اتجاذب معهم اطراف الحديث لتخفيف وطأة ضغط زحمة الطرق وقتل الوقت ، ابدأ بسؤال تقليدي : هل هذه مهنتك الرئيسية ام انت موظف وتعمل في ايام الاجازة واوقات الفراغ ؟
يجيبون بعفوية : لاوالله استاذ صار كم سنة متخرج وماكو فرصة عمل .هاي السيارة رخيصة وبالاقساط المريحة .. الحمد لله توفر المصرف وتسدد اقساطها خلال عملك اليومي . ادعوا لهم بالحفظ والستر من حوادث الطريق وشر الشارع والمفخخات والعبوات اللاصقة ، وبعد ذلك بالرزق الوفير .وان يساعدهم الله على تسديد اقساط السيارة بيسر وسهولة وباقرب وقت . يشكروني كثيرا ويفرحون بهذا الدعاء الصادق ، ولاسيما بعدما اعرفهم بنفسي قائلين : الله يسمع منك سيدنا. اودعهم بلطف ، وتأخذني الافكار الى الايام الخوالي مدة العقود المظلمة السود يوم كانت افواج الناس تتقاتل على سيارات ( الريم والكوستر ) للحصول على موطئ قدم ولو وقوفا للوصول الى مكان العمل او المدرسة او الجامعة ، اما الجنود فيضطرون للمبيت في الكراجات كي يتمكنوا من الحصول على سيارة تصلهم الى وحداتهم بعد انتهاء اجازاتهم ، واما سكان المحافظات الذين يضطرون الى المجيء الى العاصمة بغداد وزائري العتبات المقدسة فكانوا يعانون الامرين وبعضهم حولها الى : رحلة الشتاء والصيف . احمد الله واتمنى دوام هذه النعمة ، والعمل بصورة متكاملة من اجل اتمام فائدة وفرة السيارات واطئة الكلفة والفضل يعود الى شركات القطاع العام منها الشركة العامة لتجارة السيارات والشركة العامة لصناعة السيارات حيث ساهمت بشكل كبير بتوفير هذا النوع وبمواصفات جيدة ويجب ان تدعم هذه الشركات من الحكومة للأستمرار في تجميع واستيراد هذا النوع من السيارات فهي فائدة تبادل المنفعة، والمتمثلة بامتصاص البطالة وتوفير فرص عمل جاهزة قليلة الكلفة ، ومن جهة ثانية توفير النقل اللائق بالمواطن العراقي وباجور نقل مناسبة . تكامل هذا المشروع يتطلب تظافر جهود وزارات الدولة ذات الشأن المباشر وغير المباشر وتعاونها مع امانة بغداد من اجل تطوير الطرق وتوسيعها ،واستحداث شوارع جديدة واسعة ، ونصب جسور جديدة ومجسرات ، وفتح انفاق بمسافات طويلة ، وغير ذلك من يسهل انسيابية السير وتخفيف الزحام – وهذه الاجراءات هي الاخرى – من شأنها القضاء على البطالة كونها مشاريع كبيرة وطويلة الامد فضلا على انها تحتاج الى ايد عاملة ، حرفية وغير حرفية ومن مختلف الاختصاصات والصنوف . انها مجرد افكار شجعتنا على الخوض فيها تطلعات شبابنا الذين يبحثون عن فرص عمل شريف تجنبهم الوقوع في الحرام والمفاسد وربما الارهاب . اكيد ان ذوي الاختصاص من رجال السياسة واساتذة الاقتصاد وعلماء المجتمع اكثر دراية واوسع اطلاعا وخبرة واكثف علما من تصوراتي المحدودة ، وان لديهم من الافكار الوقادة والمعالجات الناجعة التي من شأنها دعم طموحات الشباب ، والعاطلين منهم بشكل خاص لانجاح مشروع توفير السيارات واطئة الكلفة .
حميد الموسوي
AZP02