ثرثرة عابرة
يعرف من يستقل سيارات الاجرة (الكوستر – الكية – التاكسي) ان من بين الراكبين من يثرثر بالكلام ..وينظر ويقترح ويشتم ويمدح ويحكي حكايات حقيقية او مفبركة وقصص ..واثناء ذهابي الى وزارة الصحة لمتابعة نقل خدماتي اليها ..صعدت من كراج باب المعظم الى بغداد الجديدة ..وبدأ احدهم (35) سنة تقريبا .يقص ويقص عن الحكومه والمسؤولين والتظاهرات والعاطلين عن العمل وعن مواعيد وزارة العمل كلام كثير ومنوع والركاب يستمعون على مضض رغم ان البعض يسأل ويتواصل مع ثرثرة ذلك الرجل.. وقال (عمي بعد ماكو مخافة الله) (لعد يصير واحد يظلم واحد بشكل كيدي ..وراح يقص الحكاية المملة ..فقال :
-طبيب عسكري برتبة عميد ..معروف بالاخلاق والطيبة والتسامح ..وذات يوم عاقب العميد طبيبا برتبة نقيب لاسباب عسكرية بينهم ..وحصل التغيير في العراق واصبح النقيب المعاقب من قبل العميد مدير عام في الوزارة والطبيب العميد في دائرة من دوائر النقيب (المدير العام) الذي ما ان عرف ان العميد يعمل ضمن مديريته ..قرر ان يزوره في عمله ..واذا بالمدير العام يجد حجه لينقله الى مكان اخر ويذله ..وهنا تحدث العميد سابقا مع المدير العام النقيب سابقا ..وهو يوضح ما لديه ضده وانه من الخطأ ان يصبح مديراً عاماً ؟؟
وتمكن العميد الطبيب من مقابلة الوزير الذي استمع الى الحكاية التي تدخل في مجال الثأر وكان الوزير عادلا اذ يامر ببقاء العميد في مكانه في الوزارة ..ولا علاقة للمدير العام به .. وما ان اكمل الراكب ثرثرته ونحن مستمعون ..اراد ان ينزل من السيارة وهو يقول (امشي احسن لي حتى اوصل) الازدحام يطول..
وما ان نزل وغاب عن الانظار راح البعض ينتقده واخرين يشتمون به ..واخر قال ..الله اكبر اتقوا الله ياناس ؟؟
شاكر عباس – بغداد