تيتان والمصير الغامض – كمال جاسم العزاوي

تيتان والمصير الغامض – كمال جاسم العزاوي

اثيرت في الآونة الاخيرة قصة الغواصة السياحية (تيتان) التي شغلت العالم برحلتها الأخيرة العالم الذي حبس أنفاسه لأيام وهو يترقب ويعد الساعات والدقائق أملاً بسماع خبر يعلن انقاذ روادها الخمسة بعد أنقطاع التواصل معهم بوقت قصير من انطلاقها برحلتها الاخيرة أو رحلة  اللاعودة التي اعلن عنها ببيانات مبهمة ومقتضبة لم توضح للعالم تفاصيل الرحلة أو الأسباب التي تقف وراء تحطمها والأهم روادها اللذين لم يعلن عن تحديد مصائرهم أو تقديم أدلة مادية أو صور لحطام مركبتهم تدعم سيناريو الحادثة وتروي فضول الملايين من المتابعين  حادثة جديدة تدخل سجل الكوارث البحرية وهي نتاج التهور وعدم استشعار المخاطر والمخاوف الفنية  والتقنية والاستخفاف بتحديات الطبيعة وقوانين الأرض الصارمة التي تقهر المشاعرالانسانية ولا تحد منها استغاثات المنكوبين وصرخات الضحايا ممن لقوا حتفهم  في الجو والبحر وعلى أديم هذه الأرض التي لا تكف عن ابتلاع من فقدوا  بوصلة العودة أو ضلوا سبل النجاة  كثيرة هي حوادث السفن التجارية والسياحية التي وقعت في العصر الحديث (عصر التكنولوجيا) واِن استثنينا تلك التي تحطمت نتيجة الحروب ولكن أشهرها ماحصل للسفينة المعروفة (آر ام اس  تيتانيك) قبل أكثر من مائة عام وقد انتهى المطاف لتلك الرحلات الى مصير يلفه الغموض وخاصة تلك المركبات والغواصات التي ابتلعتها مياه المحيطات ولم يتم تحديد  حتى مواقعها أو الوصول الى حطامها حتى اليوم تاركة ورائها العديد من التأويلات وعلامات الاستفهام من هنا  نطرح الأفكار والتساؤلات التالية :

– هل أن البحوث والدراسات حول أعماق المياه البحرية وقوانينها الثابتة لم تكن متعمقة بالشكل المطلوب لتجنب الكوارث التي حصلت في   العصر الحديث

– لِمَ لا يتم التركيز على تطوير وسائل الانقاذ والطوارئ داخل المركبات وبخاصة تلك التي تصل الى أعماق المحيطات بعد الحوادث الكثيرة   التي وقعت وأودت بحياة الآلاف من الأبرياء

– هل أن القوانين والاتفاقيات الدولية حول هذا الموضوع كافية لدعم مسألة استخدام الطرق البحرية وتأمينها وكذلك القوانين الخاصة بالرحلات  الخاصة الاستكشافية والعلمية تجنباً للحوادث وترسيخاً لفكرة الابحار الآمن   وأخيراً يمكننا القول أن تقصير الانسان بجوانب تقنية معينة والتسّرع في اتخاذ القرارات المصيرية بشأنها  وسوء التقدير أحياناً قد ساهم بنسب كبيرة من النتائج الكارثية التي آلت اليها رحلات الكثير من المركبات والسفن العملاقة التي اعتقد الانسان أنه قد أتقن صنعها وأحاط بكل تقنياتها  وأنها خالية تماماً من  نقاط الضعف وليس هذا فحسب فالقصور الواضح في دراسة المؤثرات الطبيعية في الأعماق السحيقة من ضغط وحرارة وغيرها كان من الأسباب المنطقية لتكرار الحوادث.

مشاركة