تونس:تعديل وزاري جديد لتجاوز اعتراض الرئيس

تونس‭,- ‬الزمان‭ ‬

أدخل‭ ‬رئيس‭ ‬الحكومة‭ ‬التونسية‭ ‬هشام‭ ‬المشيشي‭ ‬الاثنين‭ ‬تعديلًا‭ ‬جديدًا‭ ‬على‭ ‬تشكيلته‭ ‬الحكومية‭ ‬فأعفى‭ ‬وزراء‭ ‬ووزع‭ ‬حقائبهم‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬رفض‭ ‬الرئيس‭ ‬قيس‭ ‬سعيّد‭ ‬تعديله‭ ‬السابق‭.‬

وأعلنت‭ ‬رئاسة‭ ‬الحكومة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬الاثنين‭ ‬ان‭ ‬المشيشي‭ ‬قام‭ ‬‮«‬بإعفاء‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬وزير‭ ‬العدل‭ ‬ووزيرة‭ ‬الصناعة‭ ‬والطاقة‭ ‬والمناجم‭ ‬ووزير‭ ‬الشباب‭ ‬والرياضة‭ ‬والإدماج‭ ‬المهني‭ ‬ووزيرة‭ ‬أملاك‭ ‬الدولة‭ ‬والشؤون‭ ‬العقارية‭ ‬ووزيرة‭ ‬الفلاحة‭ ‬والموارد‭ ‬المائية‭ ‬والصيد‭ ‬البحري،‭ ‬من‭ ‬مهامهم‮»‬‭ ‬في‭ ‬انتظار‭ ‬استكمال‭ ‬التعديل‭ ‬الوزاري‭.‬

وكلّف‭ ‬المشيشي‭ ‬خمسة‭ ‬وزراء‭ ‬من‭ ‬حكومته‭ ‬بتولي‭ ‬هذه‭ ‬الحقائب‭ ‬الخمس‭ ‬بالإنابة‭.‬

وكان‭ ‬المشيشي‭ ‬أدخل‭ ‬في‭ ‬16‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬تعديلًا‭ ‬شمل‭ ‬11‭ ‬وزيرا‭ ‬بطلب‭ ‬من‭ ‬أحزاب‭ ‬الحزام‭ ‬السياسي،‭ ‬وهي‭ ‬الأحزاب‭ ‬الداعمة‭ ‬لحكومته‭. ‬ونال‭ ‬هؤلاء‭ ‬الوزراء‭ ‬الجدد‭ ‬في‭ ‬27‭ ‬كانون‭ ‬الثاني‭/‬يناير‭ ‬ثقة‭ ‬البرلمان‭ ‬بالرغم‭ ‬من‭ ‬تحفظ‭ ‬الرئيس‭ ‬الذي‭ ‬تحدث‭ ‬عن‭ ‬شبهات‭ ‬بالفساد‭ ‬وتضارب‭ ‬مصالح‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬بعض‭ ‬المعينين‭ ‬الجدد‭.‬

ومن‭ ‬ثم‭ ‬لم‭ ‬يرسل‭ ‬سعيّد‭ ‬دعوة‭ ‬رسمية‭ ‬للوزراء‭ ‬لأداء‭ ‬اليمين‭ ‬في‭ ‬قصر‭ ‬قرطاج‭ ‬ولم‭ ‬يصدر‭ ‬المرسوم‭ ‬الرئاسي‭ ‬لتعيينهم‭ ‬في‭ ‬مناصبهم‭.‬

ونشرت‭ ‬منظمة‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬يقظ‮»‬‭ ‬غير‭ ‬الحكومية‭ ‬والمتخصصة‭ ‬في‭ ‬ملفات‭ ‬الفساد،‭ ‬تقارير‭ ‬أكدت‭ ‬فيها‭ ‬وجود‭ ‬شبهات‭ ‬في‭ ‬تضارب‭ ‬مصالح‭ ‬وفساد‭ ‬‮«‬جدية‮»‬‭ ‬تحوم‭ ‬حول‭ ‬الوزراء‭ ‬الذين‭ ‬اقترحت‭ ‬اسماؤهم‭ ‬حينها‭ ‬وهم‭ ‬الهادي‭ ‬خيري‭ ‬لوزارة‭ ‬الصحة،‭ ‬وسفيان‭ ‬بن‭ ‬تونس‭ ‬لوزارة‭ ‬الطاقة‭ ‬والمناجم‭ ‬ويوسف‭ ‬فنيرة‭ ‬وزير‭ ‬للتكوين‭ ‬المهني‭ ‬والتشغيل‭ ‬ويوسف‭ ‬الزواغي‭ ‬للعدل‭. ‬لكن‭ ‬المشيشي‭ ‬لم‭ ‬يعف‭ ‬وزير‭ ‬الصحة‭ ‬من‭ ‬منصبه‭. ‬بسبب‭ ‬التجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬المتواصلة،‭ ‬لم‭ ‬تتمكن‭ ‬الأطراف‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬تونس‭ ‬منذ‭ ‬ست‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬إرساء‭ ‬المحكمة‭ ‬الدستورية‭ ‬المخولة‭ ‬حصرًا‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬الخلافات‭ ‬التي‭ ‬تنشب‭ ‬بين‭ ‬السلطات‭ ‬ومنها‭ ‬الخلاف‭ ‬حول‭ ‬التعديل‭ ‬الوزاري‭.‬

ومن‭ ‬شأن‭ ‬هذه‭ ‬التجاذبات‭ ‬السياسية‭ ‬أن‭ ‬تمعن‭ ‬في‭ ‬إضعاف‭ ‬مسار‭ ‬الانتقال‭ ‬الديموقراطي‭ ‬الذي‭ ‬تنتهجه‭ ‬البلاد‭ ‬منذ‭ ‬الثورة‭. ‬وتونس‭ ‬هي‭ ‬البلد‭ ‬الوحيد‭ ‬الذي‭ ‬تمكن‭ ‬من‭ ‬مواصلة‭ ‬مشواره‭ ‬بسلام‭ ‬مقارنة‭ ‬بالدول‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬شهدت‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬‮«‬بالربيع‭ ‬العربي‮»‬‭.‬

وتثير‭ ‬الأزمات‭ ‬السياسية‭ ‬في‭ ‬البلاد‭ ‬قلق‭ ‬المانحين‭ ‬الدوليين‭ ‬الذين‭ ‬تعوّل‭ ‬عليهم‭ ‬تونس‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬أزمتها‭ ‬الاقتصادية‭ ‬وتلك‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتمويل‭ ‬الموازنات‭ ‬العامة‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2011‭.‬

مشاركة