مزاد الأنبار

 

فاتح عبدالسلام

 

هل كان اعتصام الأنبار طوال سنة حركة شعبية عفوية لنصرة من طال امد الظلم عليهم أم فعالية سياسية لاتجاهات معينة تخضع لمد وجزر العملية السياسية التي يقوم عليها الحكم في بغداد ؟ الإجابة على هذا السؤال تفضي الى فهم ما تمت تسميته بالمبادرة لحل الخلاف مع الحكومة العراقية .
بلا أدنى شك ان مطالب العراقيين المشروعة في الخلاص من ظلم المخبر السري والاعتقالات العشوائية التعسفية وأحكام طواريء أخرى لم تلب حتى الان بيد انه جرى تجييرها سياسيا بإتقان .حيث قامت فئة باستدرار عطف دول معينة وتحت نوازع طائفية أو شخصية لتقديم الدعم المادي لانتفاضة شعبية ما لبثت الأموال ان ظهرت في صيغ تصريحات متطرفة ألحقت الأذى بالمحتجين قبل ان يظهر اثرها على موائد الغداء والعشاء التي مدت للنخب السياسية والعشائرية في مواقع اعتصام الأنبار .
وقامت فئة أخرى بربط حصتها في الحكومة بمدى التأثير والوساطة مع المحتجين.
ما لبث ان ظهرت فئة ثالثة بينهم أصحاب المناصب المستقيلين منها على رؤوس الاشهاد بدأت المناورة للعودة الى الحكومة عبر تسويات جزئية ربما ترضي مطالب أنفار من المتضررين بإجراءات الحكومة وليس سوادهم الأعم .
أما الفئة الرابعة فهي تلك التي شعرت ان نفسها قصير وان الآخرين دفعوا بها الى حافة الهاوية ثم انسحبوا بخفة مع مكاسبهم الصغيرة الحقيقية أو الوهمية .
ثمة حقيقة تعامى عنها الجميع عن قصد على الأغلب هي ان صوت الحرية في الأنبار انقلب الى مزاد يشكو سوء للبيع والشراء .
بقيت فئة أساسية هي الناس الذين لايزال أبناؤهم في السجون من دون محاكمات عادلة ومن دون إدانات غالبا،
هؤلاء لا يفهمون لغة السياسيين ومناوراتهم ،قد يصغون طويلا للخطب السياسية والعشائرية والحكومية لكنهم بعد فترة من الزمن سيكتشفون ان القيد اكل من معاصم أبنائهم أكثر من ذي قبل ، وعندها سيكون لهم رد من اجل حرية المظلومين. رد لا يمكن تدجينه أو تقنينه أو تأميمه هذه المرة ، وذلك يوم من أيام الاضطرابات التي يترشح لها العراق عن استحقاق كبير. سواء كانت الأزمة السورية قد انتهت بسلام أم باقية ترمي بشر ها ذات اليمين وذات الشمال .

 
Azzaman Arabic Daily Newspaper Vo1/16. UK. Issue 4626 Saturday 5/10/2013
الزمان السنة السادسة عشرة العدد 4626 السبت 29 من ذي القعدة 34 هـ 5 من تشرين الأول اكتوبر 2013م
AZP20
FASL

مشاركة