لماذا لا تستشعر طهران وتل أبيب خطر القاعدة كما واشنطن؟

فاتح عبدالسلام

ما التطمينات التي ركنت اليها واشنطن في هذا الاسبوع لتعيد فتح سفاراتها، وكأن العاصفة التي أوحت الولايات المتحدة بأنها كانت تكاد تقتلع بعثاتها الدبلوماسية من جذورها تقهقرت أدراجها؟
لو يحصل العالم على اجابة على هذا السؤال تكون المسألة الأمنية التي تشغل الامريكان قد قطعت نصف المسافة في الفهم والا فإن المسألة تزداد غموضا ولا يدري أحد ما هو رد فعل الامريكان بعد شهر او ستة شهور أو سنة اذا عاودتهم موجة القلق الجدي من التهديدات، الى أي الخيارات يمكن أن تلجأ؟
التهديد الظاهر المعلن هو تنظيم القاعدة وخططه الجديدة. وهي محاولة قوية لإعادة الثنائية المتلازمة الشهيرة الولايات المتحدة والقاعدة الى الوجود بعد ان خفتت بمقتل زعيم القاعدة أسامة بن لادن.
ورأينا ان الذي حل مكانها صراعات طائفية أرادوا بها الايحاء بأن المعركة مع القاعدة هي مجرد طائفية وهذا يفقد استمرار الولايات المتحدة مركزا لثنائية الرعب.
ولعلها ابرز المنازلات التي خسرت فيها الولايات المتحدة بها بالنقاط أمام ايران وحلفائها في المنطقة وبكل هدوء.
منذ سنوات في العراق وبعد ذلك في سوريا، يجري ضخ معلومات لترسيخ ان الصراع هو طائفي مع القاعدة في محاولة لم يعد ثمة ما يغطيها بعد التدخل الايراني وحزب الله في القتال في سوريا لنصرة الرئيس بشار الاسد بالرغم مما يعترضها من نقص لاسيما في غياب أي نص لدى اسامة بن لادن يثبت توجيه المعركة باتجاه طائفي.. ولعلهم نجحوا في تحقيق ثنائية جديدة للرعب من خلال الصراع الشيعي السني لتبرير مواقف دول واحزاب.
السؤال الشائك المطروح، هو لماذا لم تفرز هذه الثنائية الجديدة رعبا انعكاسيا يدفع على سبيل المثال ايران الى غلق سفاراتها في دول العالم لاسيما الاسلامي السني خوفا من أخطار ارهابية من القاعدة ؟
ثم لماذا لا تستشعر اسرائيل التي تفوق حاستها الأمنية في الاستشعار ما تملكه الولايات المتحدة بأضعاف المرات بأخطار القاعدة فتقوم بغلق سفاراتها في العالم وهي لها سفارات في دول اسلامية ايضا.
ثمة أسباب مرئية وغير مرئية لإعادة ضخ خطر تنظيم القاعدة وتضخيمه في العالم لاسيما في نطاق الأزمات ذات العجز الدولي في حلها كما في سوريا. قبل أيام قال العقيد عبدالجبار العقيدي رئيس المجلس العسكري في حلب انه لا فرق بين كتائب اسلامية والجيش الحر فكلاهما له هدف واحد وهو اسقاط النظام و في اجابة واضحة على ما يحصل ويطبخ في اجندات جديدة لاعادة هيكلة المشهد المعارض على وفق رغبات اقليمية ودولية محددة. بيد انه في هذه الساعة الحرجة تظهر دعوة غامضة لقيام جيش وطني في سوريا في ايحاء الغائي لكل ما هو موجود من فعاليات ورميها في سلة واحدة، سلة مهملات مطلوب توفيرها دوليا واقليميا في هذه المرحلة للجانب الذي يقاتل من أجل التغيير في سوريا. كل شيء يخص الملف الدولي للقاعدة بكل تشعباته سيمر عبر سوريا ولعل القلق الهستيري المتلازم الذي يصيب الحكم في العراق يقع في قلب هذه الهواجس الغامضة ô. الواضحة.
/8/2013 Issue 4487 – Date 20 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4487 التاريخ 20»8»2013
AZP20
FASL