توقيع راقبوا إطلاق الرصاص ثم ماذا؟
فاتح عبدالسلام
إذا كانت هي معادلة جديدة هناك مَنْ يصنعها بدقة وقوة، فإنَّ السلام طريق شبه مستحيل في ظل العوامل الحالية المتوافرة على الأرض السورية. والمعادلة الناشئة الآن هي راقبوا كما تشاؤون ونطلق الرصاص كما نشاء . ودليل صحة وجود هذه المعادلة هو ارتفاع أعداد القتلى على سلّم الموت الصاعد في سوريا.
ما معنى الرقابة الدولية بعد هذه الأسابيع المتوالية إذا كانت لا تستطيع أنْ تحدّد بدقة مصدر النيران ومسؤولية مرتكبيها. السوريون بلا شك يعرفون مَنْ الذي يستخدم النار بطريقة القتل المجاني السهل للتصدي لأيّ صوت يخالف التعليمات السياسية والأمنية. لكنَّ البعثة الدولية التي غالباً ما يُحاصر أفرادها تحت قصف شديد في مدن سورية مختلفة، لا بدَّ أنْ تقف عنْد نقطة معينة وتلتفت إلى الوراء قليلاً لترى ماذا خلفت مهمتها منذ أن بدأت. لترى كم نسبة السلام؟ وكم نسبة الموت؟ لا بدّ من وجود مقياس لكي تكون المهمة ذات أهداف اجرائية صحيحة وليست سائرة نحو قدرها المجهول.
تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة المفاجئة حول ظنونه بأنَّ القاعدة وراء التفجيرات في دمشق وسواها، هو تحوّل نوعي سيؤدي إلى تقوية حجج السلطات السورية في إنها تحارب عصابات إرهابية وليس شعباً ثائراً ضدها. وكأنَّ بان كي مون يريد غلق الملف السوري بمفردة القاعدة للخلاص من مشكلة تبدو أكبر من امكاناته. وإذا تعمّق مسار التصريح الأممي الأخير فإنَّ مهمة المبعوث الدولي ورئيس المراقبين ستكون جزءاً من المشكلة وليس الحل. بالرغم من أن كوفي عنان يتحرك تحت هاجس العلاقة مع مجلس الأمن الدولي والجامعة العربية أكثر من ارتباطه بأية جهة أخرى.
الجدول الزمني ضروري جداً وعنصر حاسم ومعيار المصداقية لتطبيق بنود خطة عنان ومهمات المراقبين، وإلاّ كيف سيكون الانتقال من بند إلى آخر، أو كيف سيتم الاعلان عن الانتهاء من تنفيذ البند الأول وهو وقف العنف إذا كان القتلى لا يزالون العنوان الرئيس لما يحصل في سوريا.
الأمر بات مثيراً للريبة عندما يتحدث الجنرال مود عن مساعيه لجلب الأطراف إلى الحوار وهو لم يخبر العالم كيف هي نتائج التعاطي مع بند وقف إطلاق النار؟
/5/2012 Issue 4203 – Date 19 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4203 التاريخ 19»5»2012
FASL