توقيع بعد خطة عنان عدّوا مسامير النعش

توقيع بعد خطة عنان عدّوا مسامير النعش
فاتح عبدالسلام
ما قيل عن انَّ خطة المبعوث الدولي كوفي عنان هي الفرصة الأخيرة لحل الأزمة في سوريا على نحو يوقف نزيف الدماء، هو كلام دقيق على وفق المعطيات التي أفرزتها هذه الأزمة الدموية التي راح ضحيتها أكثر من عشرة آلاف مدني فضلاً عن آلاف المهجرين والنازحين واللاجئين. ليس هناك طرف محلي أو إقليمي يقدر على تحمل أعباء المأساة التي تحدق بسوريا إذا استمر الدمار والتدمير والحرق والقتل بعد المباشرة بالخطة. مع التنبيه إلى إن الصورة الدموية لم تغادر المشهد السوري حتى اللحظة لكنّ إعادة ضخها هذه المرة سيكون كارثياً بمعنى الكلمة وسيقطع خطوط العودة إلى التهدئة والسلام.
بعد زيارة عنان إلى طهران ظهرت في الأفق على نحو متزامن خطة إيرانية للحل في سوريا، وهي خطة قائمة على اشكاليات عويصة كانت في صلب المشكلة طوال الشهور الماضية، لذلك لن تكون في صلب الحل في ليلة وضحاها. والخطة الإيرانية أو ما يسمى المقترح الإيراني يقوم على اعتماد الدستور الجديد أساساً لتطبيق إجراءات الانتخابات وسياقاتها. والدستور كان نقطة خلاف مع المعارضة حيث جرى الاستفتاء عليه في ظل غياب أربع محافظات عن الإدلاء بصوتها على نحو واضح حين كانت العمليات العسكرية على أوجها. كما تقوم الخطة على اعتماد قيادة الرئيس أساساً للحل وهذا أساس نقطة الخلاف المتفاقمة. كما تريد الخطة الإيرانية أن تتوقف بعض الدول عن دعم المعارضة وهو شرط ترفضه المعارضة التي أصبحت رقماً إقليمياً ودولياً ولا يمكنها أنْ تتخلى عن شبكة العلاقات الداعمة لها.
إنَّ زيارة عنان إلى طهران دليل دامغ على إنَّ هناك مطبخاً إيرانياً خاصاً بتوريد ما يمكن أن يكون واضحاً في ظهوره وتأثيره على الطاولة السورية. وهذا تدخل خارجي له ما يبرره لدى حكومة دمشق قد يقابله تدخلات دولية أخرى لدى أطراف أخرى ولا ننسى ان تركيا كانت قبلة الزيارات الدولية أيضاً بسبب خط التماس الملتهب بين البلدين أهمها المعارضة، غير إنّ المشكلة الكبرى هي أن طهران ليست طرفاً محايداً في هذه الأزمة عبر جميع التصريحات الرسمية لمرشد ثورتها أو القيادات الأخرى، حيث عبّروا عن رفضهم الاحتجاجات وعدّوها أعمالاً إرهابية وعدوانية لصالح قوى الاستكبار. لذلك لا تبدو خطة عنان قادرة على التحرك في أجواء مستقلة وبين أطراف النزاع الحقيقيين، السلطة والمعارضة.
بدأت خطة عنان، وأي قتيل بعدها هو مسمار في نعش النظام الحاكم.
/4/2012 Issue 4172 – Date 12 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4172 التاريخ 12»4»2012
AZP20