توقيع المزاد الروسي الأمريكي إزاء سوريا
فاتح عبدالسلام
حتى هذا اليوم، لا يبدو على روسيا أيّ تغيير في موقفها من دعم ما تراه متوافقاً مع مصالحها في سوريا، وهو عدم تغيير النظام القائم في دمشق استناداً إلى رأي مركزي متمسكة به مفاده ان البديل غامض وقد يحدث اختلال في توازنات معينة في الشرق الأوسط. لذلك يمكن بسهولة أن نرى تصريحات متشددة من الولايات المتحدة منها ما قالته سوزان رايس قبل يومين في إنَّ مدة تسعين يوماً الممنوحة للمراقبين قد تكون الأخيرة ولا مدة بعدها لمهمة البعثة وقد يكون هناك تقرير للنتائج.
روسيا التي تغرد خارج استحقاقات التغيير الحقيقي وليس الشكلي تعادل أمريكا التي لم تعد تجيد التغريد في إطار المشهد السوري الحالي. روسيا تستطيع أن تخفف من لهجتها وتكتفي بالامتناع عن التصويت في مجلس الأمن لتمرّ قرارات مهمة تخص تطورات الأزمة في سوريا ومن دون ان تفعل شيئاً مترتباً على موقفها. وهي بذلك تعادل الموقف الامريكي أيضاً، حيث امريكا تدفع باتجاه قرارات، وترفع صوت التغيير الحاسم في سوريا ومعاقبة مرتكبي الجرائم ضد المدنيين من دون أن يكون لها القدرة على تنفيذ ما يفترض إنه يترتب عليها من مسؤوليات تخص السلم العالمي فهي ذات سمعة سيئة في ارتكاب حرب العراق المدمرة لأسباب كاذبة ولا يصدقها أحد في المنطقة حتى لو عملت فعلاً على حماية شعب من جرائم نظام. فقد ارتكبت جرائم تحت شرعية، ما بعد احتلال بغداد يندى لها الجبين وكان الامريكان سبباً مباشراً وغير مباشر فيها، حتى الحرب الطائفية في العراق بين 2005 و2007 تتحمل مسؤوليتها القانونية الولايات المتحدة في عهد راعي الحروب جورج بوش الابن، حيث كان العراق من دون سيادة ولا يزال تحت البند السابع المهين حتى الآن. وهو البند الذي رفضه الصوماليون في أتعس أيام حياتهم.
مهمة المبعوث الدولي كوفي عنان ستزداد أثقالاً وأعباء يوماً بعد يوم من جراء تصريحات روسية وأمريكية ليس لها مفعول إيجابي أبداً.
/4/2012 Issue 4182 – Date 24 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4182 التاريخ 24»4»2012
FASL