الخارجية تنفي مغادرة البعثات الدبلوماسية بغداد
توقع توتر أجواء إجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم بسبب موقف السعودية وقطر
جدة – الزمان
يعقد وزراء خارجية دول الجامعة العربية اجتماعاً اليوم في جدة لمناقشة +الخطوات المطلوب اتخاذها؛ في مواجهة الاوضاع في العراق.
وتوقعت مصادر حصول توتر في الاجتماع بين وفد العراق ووفدي المملكة العربية السعودية وقطر التي تتهمهما الحكومة العراقية بمحاولة التدخل في الشـــأن العراقي ودعم المسلحين من عناصر داعش.
وأوضح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي في بيان ان (وزراء خارجية الدول الـ21 سيجتمعون لبحث تطورات الاوضاع الخطيرة في العراق والخطوات المطلوب اتخاذها للتعامل مع الوضع الخطير هناك).
وقال العربي (إن الجامعة العربية التي تتخذ تعبر عن قلقها البالغ من تصاعد العمليات الارهابية ضد العراقيين واستهداف عدد من المدن العراقية).
في هذه الاثناء نفت وزارة الخارجية ما تناقلته تقارير اعلامية بشأن قيام بعض السفارات والبعثات الدبلوماسية الاجنبية بغلق مقارها ومغادرة بغداد. ونقل بيان صحفي نشر على الموقع الالكتروني للوزارة امس (تأكيد وزارة الخارجية عدم صحة مثل هذه التقارير التي تفتقد الى الحقيقة والى المصداقية حيث لم تقم اي سفارة او بعثة بمغادرة العاصمة.
وأن الوزارة على تواصل منتظم مع كافة البعثات العاملة في بغداد والمحافظات في سبيل توفير افضل سبل وشروط عملها لخدمة المواطنين ومصالح بلدانها).
واضاف انه (خلال الازمات وكسياق معمول به تقوم البعثات الاجنبية احيانا بإتخاذ تدابير احتياطية واحترازية كتخفيض الملاك غير الضروري أو اعادة توزيع عامليها داخل البلد).
وبالمقابل قامت بعض البعثات والسفارات بزيادة ملاكها وعدد عامليها بسبب التطورات الامنية والسياسية والانسانية في البلاد).
من جانب اخر دانت الحكومة موقف السعودية المهادن للإرهاب وتحمّلها عواقب الدعم المادي والمعنوي للإرهابيين .
ردود افعال
وقال بيان للأمانة العامة لمجلس الوزراء امس إن (المجلس تدارس في اجتماع بجلسته الاعتيادية التي عقدت امس ردود الأفعال الدولية والإقليمية على ما يتعرض له العراق حاليا من هجمة إرهابية خطيرة).
وثمّن مجلس الوزراء (بمزيد من الاحترام والتقدير المواقف الدولية الداعمة والمساندة للعراق والمحذرة من انتشار الإرهاب).
واضاف البيان ان (المجلس لاحظ موقفا وحيدا مستغربا يصدر من مجلس الوزراء السعودي. وأننا في الوقت الذي ندين بشدة هذا الموقف الذي نعده ليس فقط تدخلا في الشأن الداخلي وإنما يدل على نوع من المهادنة للإرهاب ونحمله مسؤولية ما تحصل عليه هذه الجماعات من دعم مادي ومعنوي وما ينتج عن ذلك من جرائم تصل إلى حد الإبادة الجماعية وسفك دماء العراقيين وتدمير مؤسسات الدولة والآثار والمواقع التاريخية والمقدسات الإسلامية).
واوضح ان (محاولة إضفاء صفة الثوار على هذه الجماعات من قبل وسائل إعلام تابعة للحكومة السعودية، تعد إساءة بالغة لكل ما هو ثوري ومحاولة لشرعنة الجرائم التي تقوم بهما هذه المجموعات والتي هي ليس خافية على احد في كل مكان حلت به).
مضيفا انه (على الحكومة السعودية ان تتحمل مسؤولية ما يحصل من جرائم خطيرة من قبل هذه الجماعات الارهابية، وعلى المجتمع الدولي تحمل مسؤولياته في هذا المجال، وستتابع الحكومة العراقية ذلك بما يتوافق مع قواعد القانون الدولي).وتابع ان (الحكومة تلفت نظر الحكومة السعودية بضرورة التركيز على وضعها الداخلي ومراعاة عدم التهميش والإقصاء في بلدها فهي أحرى بهذه النصيحة من العراق الذي تدور فيه عملية ديمقراطية وانتخابات حرة شهد العالم بنزاهتها).
واكد البيان ان (الحكومة التي تمثل كل العراقيين تمارس مسؤولياتها الدستورية والقانونية تجاه مواطنيها جميعا دون استثناء، سوف لن تتوانى في استعادة المناطق التي سيطر عليها هؤلاء الارهابيون الى أحضان العراق العزيز وتمكين المواطنين من العودة الى ديارهم).
وكانت السعودية قد دعت إلى الإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني في العراق للعمل على إعادة الأمن والاستقرار للبلاد مؤكدة ضرورة المحافظة على سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه ورفض التدخل الخارجي في شــــؤونه الداخلية.
جاء ذلك خلال الجلسة التي عقدها مجلس الوزراء السعودي اول امس وأعرب خلالها عن رفضه (التدخل الخارجي في شؤون العراق الداخلية). وقال وزير الثقافة والإعلام عبد العزيز بن محيي الدين خوجة في بيان عقب الجلسة إن (المجلس أطلع على عدد من التقارير عن تطور الأوضاع على الساحات العربية والإقليمية والدولية) .
وأضاف خوجة إن (المجلس أعرب عن قلق السعودية البالغ لتطورات الأحداث في العراق التي ما كانت لتقوم لولا السياسات الطائفية والإقصائية التي مورست في العراق خلال الأعوام الماضية والتي هددت أمنه واستقراره وسيادته).
وأكد (ضرورة المحافظة على سيادة العراق ووحدته وسلامة أراضيه، ورفض التدخل الخارجي في شـــؤونه الداخلية). وقال البيان إن (مجلس الوزراء دعا كافة أطياف الشعب العراقي إلى الشروع في اتخاذ الإجراءات التي تكفل المشاركة الحقيقية لجميع مكونات الشعب في تحديد مستقبل العراق والمساواة بينها في تولي السلطات والمسؤوليات في تسيير شؤون الدولة وإجراء الإصلاحات السياسية والدستورية اللازمة لتحقيق ذلك، والإسراع في تشكيل حكومة وفاق وطني للعمل على إعادة الأمن والاستقرار، وتجنب السياسات القائمة على التأجيج المذهبي والطائفية التي مورست في العراق) على حد قول البيان.