تناقض تقويم المنظمات الدولية

تناقض تقويم المنظمات الدولية
بغداد عاصمة للثقافة والتلوث البيئي
قبل سنتين اختارت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) اختارت في عام 2011 بغداد لتكون عاصمة للثقافة العربية في عام 2013 .
وبعد مدة اختارت ذات المنظمة (اليونسكو) بغداد في المرتبة الثالثة كأوسخ عواصم العالم واحتوائها على النفايات وثامن عاصمة على مستوى التلوث البيئي .
كم هو شاسع هذا الفرق بين الاختيارين لمنظمة اليونسكو فبين بغداد عاصمة للثقافة العربية وبغداد عاصمة الأوساخ والنفايات …
قامت وزارة الثقافة العراقية بالإعلان في 13 شباط 2012 عن اختيار الشعار الخاص ببغداد عاصمة الثقافة العربية … أما كان من الأفضل أن يكون الشعار عبارة عن أكداس من النفايات والأوساخ التي تتميز بها عاصمة الثقافة (مع احترامي واعتذاري الشديد لصاحب الشعار الفائز) … ثم أعلنت وزارة الثقافة في 17 أيار 2012 إنها قطعت خطوات مهمة تتعلق بالجانب الاستثماري والبني التحتية لمشروع عاصمة الثقافة مؤكدة أن المرحلة المقبلة ستشهد انطلاق الفعاليات الفنية على ارض الواقع … بالطبع شهدنا ذلك ولكن كان تحت مظلة المسرح الوطني أو الفنادق الراقية فقط , حيث لم يتم اخذ المشاركين من الفنانين والمثقفين إلى أي مكان خارجا خوفا من كشف النقاب عن الوجه الحقيقي لعاصمة الثقافة العربية وبالطبع ستكون صدمة موجعة للوفود المشاركة , والجانب الأخر انه لم يتم تسليط الضوء من الإعلام والحكومة عن هذه الفعاليات حيث كانت بنطاق محدود خاصة في الإعلان المبكر عنها … ثم كشفت وزارة الثقافة في 27 آب 2012 عن إصدار موسوعة ” بغداد التاريخية والحضارية ” ضمن فعاليات بغداد عاصمة الثقافة ، مؤكدة أن هذه الخطوة تهدف إلى تسهيل عمل المؤرخين والباحثين … كان الأجدر لو تم إصدار موسوعة بكميات وأماكن النفايات المتكدسة في شوارع ومناطق العاصمة ….. كيف سنظهر أن مدينتنا هي بحق عاصمة للثقافة العربية وإنها منارة الأدب والفن والثقافة في العالم العربي والعالم اجمع ، كان لدى حكومتنا والمؤسسات الثقافية ومنضمات المجتمع المدني سنتين منذ الإعلان عن اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية لكن هل تم توعية الناس بهذا الأمر وإفهامهم معنى هذا الاختيار وأهميته لكسب دعمه ومساعدته لكافة الدوائر والمؤسسات المعنية لإنجاح هذا الأمر ولو نزلنا إلى الشارع اليوم وحاورنا الناس البسطاء عن هذا الأمر سيقولون (أحنة بيا حال خلينا نركض على لقمة خبز لأطفالنا ….) ومن جهة أخرى فأين هو دعم الحكومة لهذا الحدث فلم نسمع مسؤولاً حكومياً بدعمه أو علمه بهذا الحدث إلا ما خص الضجة حول عقد (روتانا) المشبوه والعقود مع الشركات الأجنبية التي سوف تغطي أو تنفذ حفل الافتتاح والمبالغ الخيالية الطائلة التي من المزمع منحها لهذا الحدث والتي هي مجرد تفاخر لا غير ومن ثم سيتم هذا الحدث ويمر مرور الكرام وكالعادة سيكون تحت مظلات الفنادق الفاخرة والمسرح الوطني ويتبجح المعنيون بإنجاح هذه الفعالية والإشادة بها والمواطن المسكين فاغرا فاهه لا يعلم ما يحدث والازبال تحيط به من كل حدب وصوب ولا ننسى فيضانات الأمطار هذا الضيف ألشتائي الثقيل على العائلة العراقية …….
أي عاصمة للثقافة العربية ستكونين يا بغداد وأي حلة سترتدين في العام القادم وكم من أقلام الماكياج ستصرف عليك حتى تكونين جميلة (لمدة مؤقتة) ويحفظ ماء وجوه الساسة والمعنيين في هذا الحدث … ثم من الذي سيتوسم بوصمة العار باختيارك ثالث أقذر وأوسخ مدن العالم وكيف سيجملون هذا يا ترى ….؟؟؟؟؟
مسكينة أنت يا بغداد …..
فراس المرعب – بغداد
AZPPPL

مشاركة