سهام جبار
تموز أولى بالهجر والاختفاء
بالسير في الظهيراتِ على الحافات الأخيرة للطريق
رميُ حصى على الظلال واعتراضُ اتجاهات
ضوءٌ جامحٌ وضالّ
وسعيٌ الى هوىً
رماد يتلظى في القلب
يشتعل
ويتغلغل فينفجر
ترقص الدنيا وتشرئبّ الولادات
وتتعلق الأسماءُ بمن سينطقها
وينتظم الدرب بالغزل
وأنا أتقن هذا الغضب
سأهوي في عسلِه
وانطفاءاتِه الكثر كلّ عام
بل كل يوم
سعيدة سماؤنا الصغيرة
أمطرتنا واكتفتْ بصغارِها المجانين
لا سباتَ لتخرقَه السلاسل
لا أبوابَ لتكسِّر البيوت
اذ كل شيء سيتراخى بعدها
ويتمطى ويذوب
في جرة الدوران
وينام
كل شيء نام بعدك تموز
لم تعد الهاً ولست حتى بلاداً تغزلها المنتظرات
لا أحد ينتظر أحداً
وأنت ستنطفئ مثل صغارك
حالماً بأن ذلك قد حدث مرةً كما يدّعون
أو مرات
لا جلّادَ سيدّعي ذلك بأقفاله الصدئة
لا أزلامَ ولا أنصاب
أن ذلك لم يكن ليحدث
لا عبّاد ولا نساء سيلدنَ من جديد
لمنازلة الأقدار
الأضواء لن ترقص
والدماء المتيبسة حتى في الأنهار
ستنسى
نسي كلُّ شيءٍ نفسَه
وذهبَ في غيبوبته
تموز الفصيح المتكلم
المكلّم
ها قد ذهب
اشراقٌ في ذهاب
وسطوع في غياب
وانفضّ التجلّي
تموز لم يُتح لي
أن ألدك
في هذه الدنيا مرةً
خذ ديارك وامضِ
الى الأحلام..
٢٩تموز ٢٠٢٢