بغداد – الزمان
في خطوة رمزية تعكس أهمية الإرث الثقافي العراقي، شهدت بغداد القديمة حدثاً استثنائياً بإزاحة الستار عن تمثال للشاعرة العراقية نازك الملائكة، إحدى أبرز رموز الشعر الحر في الوطن العربي. هذه الخطوة تأتي في سياق الاحتفاء بمرور مئة عام على ولادتها، واختيار المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) لها رمزاً للثقافة العربية لعام 2023.
تمثال نازك الملائكة، الذي وُضع في قلب بغداد القديمة، يحمل دلالات تتجاوز كونه نصباً تذكارياً. فهو يُعيد للأذهان دور العراق الريادي في صياغة ملامح الشعر العربي الحديث، والذي كانت الملائكة من أبرز أعمدته إلى جانب رائد آخر، بدر شاكر السياب. بفضلها، انطلق الشعر الحر كوسيلة تعبيرية متمردة على القيود التقليدية، ما فتح أفقاً جديداً أمام الشعراء للتعبير عن القضايا الإنسانية والاجتماعية.
الاحتفاء بنازك الملائكة، سواء من خلال التمثال أو من خلال مبادرات أخرى، ليس مجرد تكريم لشخصها كشاعرة، بل هو اعتراف بدور المرأة العربية في صياغة الثقافة والفكر. الملائكة، التي كسرت الحواجز بتجربتها الشعرية، كانت صوتاً قوياً للحرية والتجديد، ورسالتها ما زالت تجد صدى في قلوب الأجيال الجديدة.
المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الألكسو) قدمت دعماً كبيراً لهذا التكريم، وهو ما يعكس الأهمية التي توليها المؤسسات الثقافية العربية للمبدعين والمبدعات. اختيار نازك الملائكة رمزاً للثقافة العربية لعام 2023 يعيد تسليط الضوء على ضرورة إحياء التراث الثقافي العربي وتعزيزه في ظل التحديات التي تواجه الهوية العربية.
رواد مواقع التواصل الاجتماعي تفاعلوا بشكل واسع مع الحدث، حيث نشر العديد من المستخدمين صوراً للتمثال وأرفقوها بتعليقات تحمل الإعجاب والتقدير. كتب أحدهم: “نازك الملائكة لم تكن فقط شاعرة؛ كانت ثورة في حد ذاتها. تمثالها في بغداد القديمة رسالة بأن الإبداع لا يموت”.
يبقى هذا الحدث محطة مهمة في المشهد الثقافي العراقي والعربي، يفتح الباب لمزيد من المبادرات التي تعيد الاعتبار لرموز الإبداع وتُرسخ الوعي بأهمية الثقافة في بناء المستقبل.