تلك الكتب

تلك الكتب

من المهم والضروري ان يكون لدينا كتب ودراسات تتطرق الى الموضوعات التي تستحق ان تدرس ، وان يكرس لها كتابا او بحثا معينا، ولكنها لم تعثر على الباحثين والمؤلفين الذين يتواصلون معها، ويتصدون لدراستها، وتاليف واصدار بعض البحوث والدراسات عنها.

وللتوضيح اقول: ان الذين يعدون بحثا او رسالة واطروحة، غالبا ما يحصلون خلال مراجعتهم للمصادر على موضوعات قد يكون بعضها اكثر اهمية من الموضوعات التي قادتهم اليها، ولكنهم لا يهتمون بها، ولا يرجعون اليها بعد الانتهاء من الغرض المطلوب، لانهم يريدون الانتهاء من البحث والكتاب في اقصر مدة ممكنة، ولا يريدون معلقين في الموضوعات ذات الصلة بهذا البحث والكتاب.

والتقاليد الجامعية تطلب الهيئات المسؤولة عن التقويم والترقية ان يقدم الباحث بحثا متصلا بموضوعات البحث الذي انجزه للحصول على الماجستير والدكتوراه، ولكن هذه الهيئات غالبا ما تقبل بحوثا ذات صلة عامة ببحوث نيل الماجستير والدكتوراه، او ذات صلة ببعض جوانب هذه البحوث، او ذات صلة نظرية بها، كما انها تعتمد على اراء الهيئات والمجلات التي ابدت تقويما ايجابيا بها حتى وان كانت قد تناولت بعض الجزيئات، وتجاهلت موضوعات اخرى، كانت رغم اهميتها بعيدة عن اهتمام الباحثين.

ان اغلب الاسماء العلمية التي برزت باختصاصات معينة، وكان يشار اليها في هذه الاختصاصات على انها متميزة ومبتكرة انما حققت ذلك من خلال متابعة البحوث الجامعية ببحوث اخرى، متصلة بها، ومن خلال تعزيز هذه البحوث بما هو اوسع واشمل واعمق واغنى، كما ان الجامعات ومراكز الابحاث ومنظمات المجتمع المدني الثقافية لا تقيم الندوات والحلقات النقاشية لاسماء توقفت عند البحوث الجامعية فقط، وظلت محددة بها، وانما لان هذه الاسماء واصلت البحث في الموضوعات نفسها التي اوصلتهم لمواقع مهمة من البحث العلمي، واستطاعت ان تحظى باحترام وتقدير الساحة الثقافية.

وفي الساحة الثقافية برزت اسماء ليست من الجامعيين، ولكنها تميزت بعطاء علمي وثقافي وضعها في مصاف الاسماء المتميزة في الاختصاص نفسه، وهي في ذلك نحاول ان نكون واسطة بين الجامعات والساحة الثقافية، ونحاول ان نؤكد ان البروز في موضوع معين لا يتقصر على الجامعات فقط، وانما يمكن لاي باحث الاطلاع على ما يخص موضوعه من معلومات ووثائق ومصادر ومراجع او التميز في دراستها والاستفادة منها.

ولعل الانصراف عن تناول ودراسة موضوعات مهمة واجهت الباحث خلال انشغاله بموضوعات اخرى يضعف من اختصاص هذا الباحث، ومن اهتمامه العلمي والثقافي، ويضعف من الحوار والتواصل بين الجامعات والساحة الثقافية، ويجعل كل جهة معزولة عن الاخرى. ولكي نعزز من قدرة الباحثين على تناول ودراسة الموضوعات التي تطرحها المصادر والمراجع خلال الرجوع اليها للحصول على الوثائق والمعلومات ذات الصلة بموضوع معين، فان علينا ان نطلب من الدراسات العليا تاكيدها على تضمين المقدمات التي توضع في مستهل كل بحث جامعي الموضوعات المهمة، ودوره في تناولها ودراستها، كما ينبغي ان تهتم الدراسات العليا بالصلة بين الباحث واختصاصه والباحث ومستقبله، وما ينبغي تقديمه بعد المنجز الاول، مؤشرا لذلك عددا من العناوين الصالحة لتناول ودراسة موضوعات اخرى.

رزاق إبراهيم حسن

مشاركة