تكريم المبدعين من علامات رقي الأمم الروائي محمود سعيد..انجازات وعزلة مقدسة

عبد‭ ‬الجبار‭ ‬خضير‭ ‬عباس

التكريم‭ ‬هو‭ ‬اظهار‭ ‬الاحترام،‭ ‬وتقييم‭ ‬منجزات‭ ‬المبدعين‭ ‬من‭ ‬الرموز‭ ‬الوطنية،‭ ‬فالشكر‭ ‬والتشجيع‭ ‬والاحتفاء‭ ‬بهم،‭ ‬يحفزهم‭ ‬ويحفز‭ ‬الآخرين‭ ‬العاملين‭ ‬في‭ ‬الحقول‭ ‬الثقافية‭ ‬والمعرفية‭ ‬والإنسانية‭…‬،‭ ‬إذ‭ ‬يدفعهم‭ ‬نحو‭ ‬العطاء‭ ‬والتميز‭ ‬والابداع،‭ ‬وتطوير‭ ‬ممكناتهم‭ ‬نوعاً‭ ‬وكماً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬التواصل،‭ ‬وتقديم‭ ‬الأفضل‭ ‬باستمرار،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬التجديد‭ ‬والابتكار‭ ‬فضلاً‭ ‬عن‭ ‬اشعال‭ ‬روح‭ ‬المنافسة‭ ‬بين‭ ‬المجتهدين‭ ‬المبدعين‭ ‬بالمهارة‭ ‬والقابليات‭ ‬المتفردة‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬كافة،‭… ‬لذلك‭ ‬تحرص‭ ‬الدول‭ ‬المتحضرة‭ ‬على‭ ‬تكريم‭ ‬عظماءها،‭ ‬إذ‭ ‬إن‭ ‬هذه‭ ‬الممارسة‭ ‬تعبر‭ ‬عن‭ ‬وعي‭ ‬حضاري‭ ‬عالٍ‭. ‬فضمن‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬تعمد‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬مثلاً‭ ‬على‭ ‬تقديم‭ ‬أوسمة‭ ‬ملكية‭ ‬بداية‭ ‬كل‭ ‬عام‭ ‬جديد‭ ‬لنحو‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ألف‭ ‬شخصية‭ ‬ممن‭ ‬قدموا‭ ‬منجزات‭ ‬متميزة‭ ‬في‭ ‬حقول‭ ‬الفن‭ ‬والأدب‭ ‬والعلوم‭ ‬والنشاطات‭ ‬الإنسانية‭ ‬الأخرى‭…‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬تقدمه‭ ‬مؤسسات‭ ‬عريقة‭ ‬ومنظمات‭ ‬مجتمع‭ ‬مدني‭ ‬تساهم‭ ‬أيضاً‭ ‬بهذا‭ ‬الفعل‭ ‬الحضاري‭. ‬كم‭ ‬أحزنني‭ ‬وأنا‭ ‬اشاهد‭ ‬صورة‭ ‬الملكة‭ ‬اليزابيث‭ ‬وهي‭ ‬تمنح‭ ‬وسام‭ (‬فارس‭) ‬للمعمارية‭ ‬العراقية‭ ‬زها‭ ‬حديد‭. ‬هذه‭ ‬الصورة‭ ‬التي‭ ‬سيخلدها‭ ‬التاريخ،‭ ‬لم‭ ‬يدرك‭ ‬المسؤول‭ ‬العراقي‭ ‬أهمية‭ ‬هذا‭ ‬الحدث،‭ ‬لأنه‭ ‬يفتقر‭ ‬لهذا‭ ‬الوعي‭ ‬والثقافة،‭ ‬وإلا‭ ‬لكان‭ ‬قد‭ ‬احتفل‭ ‬بها‭ ‬في‭ ‬بغداد‭ ‬وكرمها‭ ‬بمشهد‭ ‬احتفالي‭ ‬خالد‭ ‬يليق‭ ‬بها‭ ‬وبنا‭ ‬كشعب‭ ‬عمره‭ ‬الحضاري‭ ‬آلاف‭ ‬الأعوام‭!‬

وضمن‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬بدلاً‭ ‬عن‭ ‬تلميع‭ ‬رموزنا‭ ‬والافتخار‭ ‬بهم،‭ ‬يركنون‭ ‬جانباً‭ ‬في‭ ‬المشهد‭ ‬الثقافي‭ ‬والاجتماعي‭…! ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬تعرض‭ ‬له‭ ‬الروائي‭ ‬محمود‭ ‬سعيد‭ ‬من‭ ‬عزل‭ ‬وإبعاد‭ ‬غير‭ ‬مقصود‭ ‬عن‭ ‬دائرة‭ ‬الضوء‭ ‬الإعلامية‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أنه‭ ‬قدم‭ ‬وفرة‭ ‬طامية‭ ‬من‭ ‬العطاء‭ ‬الأدبي‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬ستة‭ ‬عقود‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرواية‭ ‬والقصة‭ ‬والمقالة‭ ‬والمحاضرة‭ ‬الأكاديمية‭. ‬المثير‭ ‬للدهشة‭ ‬يحصل‭ ‬على‭ ‬الإشادة‭ ‬والثناء‭ ‬والجوائز‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬والأجنبية،‭ ‬وتشح‭ ‬عليه‭ ‬بلاده‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الرسمي‭ ‬والإعلامي‭… ‬في‭ ‬العام‭ ‬2008‭ ‬اختار‭ ‬موقع‭ (‬شؤون‭ ‬المكتبة‭- ‬library‭ ‬thing‭) ‬وهم‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المتطوّعين‭ ‬منتشرين‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ ‬يقيمون‭ ‬كل‭ ‬ما‭ ‬يُكتب‭ ‬باللغة‭ ‬الإنجليزية‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يُترجم‭ ‬إليها،‭ ‬اختاروا‭ (‬192‭) ‬رواية‭ ‬كأفضل‭ ‬ما‭ ‬أنتج‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬الرواية‭ ‬عبر‭ ‬قرن‭ ‬كامل،‭ ‬فحصلت‭ ‬رواية‭ ‬محمود‭ ‬سعيد‭ ‬‮«‬أنا‭ ‬الذي‭ ‬رأى‮»‬‭ ‬على‭ ‬أربع‭ ‬نجوم،‭ ‬لتكون‭ ‬إحدى‭ ‬أفضل‭ ‬اثنين‭ ‬وخمسين‭ ‬رواية‭ ‬في‭ ‬العالم‭. ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬جوائز‭ ‬من‭ ‬مصر‭ ‬والإمارات،‭ ‬وآخر‭ ‬الجوائز‭ ‬الفوز‭ ‬بأفضل‭ ‬رواية‭ ‬مترجمة‭ ‬إلى‭ ‬الانكليزية‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2010‭ ‬عن‭ ‬روايته‭ (‬الدنيا‭ ‬في‭ ‬أعين‭ ‬الملائكة‭) ‬دار‭ ‬نشر‭ ‬سيراكيوز‭. ‬نيويورك‭  The‭ ‬World‭ ‬Through‭ ‬the‭ ‬Eyes‭ ‬of‭ ‬Angels‭ ‬وفي‭ ‬العام‭ ‬2012‭ ‬اختارت‭ ‬مجلة‭ ‬عالم‭ ‬الأدب‭ ‬الأميركية‭ ‬قصة‭ ‬‮«‬مستعمرة‭ ‬العظايات‮»‬‭ ‬كأفضل‭ ‬قصة‭ ‬قصيرة‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬ورشحتها‭ ‬لجائزة‭ ‬البوش‭ ‬كارت‭. ‬المثير‭ ‬للغرابة‭ ‬في‭ ‬العراق‭ ‬لم‭ ‬يكترث‭ ‬النقاد‭ ‬لمشروعه‭ ‬الروائي‭ ‬الغني‭ ‬والنوعي‭ ‬بما‭ ‬يناسب‭ ‬أو‭ ‬يليق‭ ‬بعطائه،‭ ‬وهذا‭ ‬الأمر‭ ‬لا‭ ‬يشمل‭ ‬ما‭ ‬كُتب‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬المنصرم،‭ ‬محمود‭ ‬سعيد‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬كتب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬عشرين‭ ‬رواية،‭ ‬وفي‭ ‬مجال‭ ‬القصة‭ ‬القصيرة،‭ ‬فازت‭ ‬قصته‭ ‬البندقية‭ ‬المشؤومة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1955‭ ‬بجائزة‭ ‬الفتى‭ ‬الذهبي‭ ‬في‭ ‬العراق‭. ‬وحصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬الشيخة‭ ‬فاطمة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1999‭ ‬عن‭ ‬قصته‭ (‬شجاعة‭ ‬امرأة‭) ‬المخصصة‭ ‬لقصص‭ ‬الأطفال‭.‬‭ ‬وثمة‭ ‬قصتان‭ ‬قصيرتان‭ ‬مترجمتان‭ ‬إلى‭ ‬الإنكليزية‭ ‬في‭ ‬مجموعة‭ ‬قصص‭ ‬صدرت‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬العام‭ ‬2008،‭ ‬ترجمة‭ ‬الدكتور‭ ‬شاكر‭ ‬مصطفى،‭ ‬أستاذ‭ ‬جامعة‭ ‬بوسطن‭. ‬اختارت‭ ‬منظمة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2009‭ ‬سبعة‭ ‬وثلاثين‭ ‬كاتباً‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم،‭ -‬منهم‭ ‬من‭ ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نوبل‭- ‬للكتابة‭ ‬عن‭ ‬ميثاق‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ ‬في‭ ‬ذكرى‭ ‬صدوره‭ ‬الستين‭ ‬لكتابة‭ ‬مجموعة‭ ‬قصصية،‭ ‬كانت‭ ‬مشاركة‭ ‬محمود‭ ‬سعيد‭ ‬قصة‭ ‬بعنوان‭ (‬جند‭ ‬السماء‭). ‬نشرت‭ ‬المجموعة‭ ‬في‭ ‬اسكتلندا‭ ‬وبريطانيا،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬كندا‭ ‬والولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬بعدها‭ ‬تُرجمت‭ ‬إلى‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬لغات‭ ‬العالم‭ ‬كالإسبانية‭ ‬والتركية‭ … ‬حصل‭ ‬على‭ ‬جائزة‭ ‬نادي‭ ‬القصة‭ ‬في‭ ‬القاهرة‭ ‬العام‭ ‬1996‭ ‬عن‭ ‬روايته‭ ‬نهاية‭ ‬نهار‭. ‬ومن‭ ‬أوائل‭ ‬من‭ ‬كتب‭ ‬عنه‭ ‬من‭ ‬النقاد‭ ‬أحمد‭ ‬فياض‭ ‬المفرجي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1957،‭ ‬وباسم‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬حمودي‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬1957،‭ ‬وفاضل‭ ‬ثامر‭ ‬العام‭ ‬1958‭.  ‬وبشأن‭ ‬روايته‭ ‬‮«‬زنقة‭ ‬بن‭ ‬بركة‮»‬‭ (‬1970‭) ‬يرى‭ ‬بعض‭ ‬النقاد‭ ‬أنها‭ ‬تشكل‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الرواية‭ ‬العراقية،‭ ‬ومنهم‭ ‬يقول‭ ‬إنها‭ ‬دشّنت‭ ‬العهد‭ ‬الفني‭ ‬الناضج‭ ‬للرواية‭ ‬العراقية،‭ ‬وأسسها‭ ‬الفكرية‭ ‬والفنية‭ ‬والجمالية‭… ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬مصر‭ (‬دار‭ ‬الثقافة‭ ‬الجديدة‭. ‬القاهرة‭) ‬والأردن‭ (‬دار‭ ‬الكرمل‭. ‬عمان‭. ‬مرتين‭) ‬وفي‭ (‬دار‭ ‬الآداب‭) ‬بيروت‭ ‬1997‭. ‬كُتبت‭ ‬عن‭ ‬روايته‭ (‬زنقة‭ ‬بن‭ ‬بركة‭)‬،‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المقالات‭ ‬النقدية،‭ ‬ومن‭ ‬أهم‭ ‬النقاد‭ ‬الكبار‭ ‬الذين‭ ‬كتبوا‭ ‬عنه‭ ‬في‭ ‬التسعينيات‭: ‬الدكتور‭ ‬علي‭ ‬جواد‭ ‬الطاهر،‭ ‬والدكتور‭ ‬ناطق‭ ‬خلوصي،‭ ‬وفاضل‭ ‬ثامر،‭ ‬وياسين‭ ‬النصير،‭ ‬وسعدي‭ ‬يوسف،‭ ‬ومحمد‭ ‬خضير،‭ ‬وأحمد‭ ‬فياض‭ ‬المفرجي،‭ ‬وباسم‭ ‬عبد‭ ‬الحميد‭ ‬حمودي،‭ ‬وعلي‭ ‬الشوك،‭ ‬وعقيل‭ ‬الناصري،‭ ‬وحسب‭ ‬الله‭ ‬يحي،‭ ‬وأسكندر‭ ‬حبش،‭ ‬وحسين‭ ‬سيرمك‭…‬،‭ ‬هذه‭ ‬المقالات‭ ‬النقدية‭ ‬كتبت‭ ‬من‭ ‬العام‭ ‬1993‭ ‬وحتى‭ ‬العام‭ ‬1997‭ ‬غالبيتها‭ ‬كُتب‭ ‬عن‭ ‬رواية‭ ‬زنبقة‭ ‬بن‭ ‬بركة‭. ‬وفي‭ ‬غضون‭ ‬ستين‭ ‬عاماً،‭ ‬كتب‭ ‬مئات‭ ‬المقالات،‭ ‬نُشرت‭ ‬في‭ ‬أهم‭ ‬الصحف‭ ‬والمجلات‭ ‬العربية‭… 

‭ ‬أهم‭ ‬ما‭ ‬قرأت‭ ‬له‭ ‬رواية‭ (‬بنات‭ ‬يعقوب‭) ‬الرواية‭ ‬من‭ ‬القطع‭ ‬الكبير‭ ‬عدد‭ ‬صفحاتها‭ ‬688‭ ‬صفحة‭ ‬عن‭ ‬دار‭ ‬ميزوبوتاميا‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2015‭ ‬عمل‭ ‬روائي‭ ‬يرتقي‭ ‬بحسب‭ ‬قناعتي‭ ‬إلى‭ ‬مصاف‭ ‬الرواية‭ ‬العالمية‭..,‬نص‭ ‬مذهل‭ ‬كتب‭ ‬بلغة‭ ‬شعرية‭ ‬جميلة‭ ‬تشد‭ ‬القارئ‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬حجمها‭ ‬الكبير،‭ ‬الرواية‭ ‬تاريخية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬سقوط‭ ‬بابل‭ ‬عبر‭ ‬سرد‭ ‬ينقلنا‭ ‬نحو‭ ‬التفاصيل‭ ‬اليومية‭ ‬لحياة‭ ‬البابليين‭ ‬وجمال‭ ‬الطبيعة‭ ‬في‭ ‬مدن‭ ‬آشور،‭ ‬ويربط‭ ‬أحداثها‭ ‬بشكل‭ ‬إشارات‭ ‬عن‭ ‬حال‭ ‬العراق‭ ‬بعد‭ ‬التغيير‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬2003‭ ‬لكن‭ ‬بالمجمل‭ ‬الرواية‭ ‬تتحدث‭ ‬عن‭ ‬العمق‭ ‬الحضاري‭ ‬لبلاد‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬النهرين،‭ ‬تشعر‭ ‬أن‭ ‬الرواية‭ ‬كتبها‭ ‬آشوري‭ ‬لا‭ ‬يشعر‭ ‬باليأس،‭ ‬بل‭ ‬هو‭ ‬على‭ ‬قناعة‭ ‬أن‭ ‬شعب‭ ‬مازوبوتوميا‭ ‬لا‭ ‬يموت‭. ‬ما‭ ‬استغرب‭ ‬له‭ ‬لِمَ‭ ‬لا‭ ‬تأخذ‭ ‬هذه‭ ‬الرواية‭ ‬ما‭ ‬تستحقه‭ ‬من‭ ‬الأهمية؟‭! ‬وهي‭ ‬بحسب‭ ‬قناعتي‭ ‬لا‭ ‬تقل‭ ‬أهمية‭ ‬عن‭ ‬روائع‭ ‬الروايات‭ ‬العالمية‭… ‬

مشاركة