تقييم الاداء بين التربية والتعليم – سعد جهاد عجاج
لا اقيم هنا الاداء الحكومي الذي يراوح مكانه رغم حزمة الاصلاحات والقرارات التي اطلقها السوداني ولا اتحدث عن ضعف التقدم في انجاز المشاريع وانعكاسه على مصالح الناس، لكني اتحدث عن تقييم الاداء الجامعي. وبالتاكيد لا اعني اداء القيادات الجامعية العليا او الوسطى فهم فوق التقييم وليس من حقنا ان نقيمهم لكن الاستاذ الجامعي الذي يعد عمود العملية التعليمية والاساس الذي انشأت عليه وزارة التعليم العالي فمن حق الجميع ان يقيم اداءه حتى الطالب له فرصة تقييم الاستاذ خصوصا اذا كان طالبا كسولا مشاكسا متغيبا، فان تقييمه للاستاذ سيكون اعورا تبعا لهواه ومصالحه. ان الضغط على الاستاذ الجامعي اخذ يتوسع شيئا فشيئا حتى اصبح بين المطرقة والسندان. مطرقة تنفيذ الواجبات الاكاديمية والوظيفية والتعليمات الوزارية وسندان تقييم الاداء الذي اقحمت فيه تفاصيل وفقرات لا علاقة لها برفع الكفاءة والاداء والرصانة العلمية وفي حال عدم اداءها سيخفق في درجة تقييمه ولو اكمل نصابه وادى مهامه وكتب بحوثه .لا اظن ان هناك وزير او رئيس جامعة او مدير دائرة ولا حتى مدير مدرسة يقبل ان يقيمه موظفوه ، ايعقل ان يقيم الابناء اباهم، فكيف يقيم الطالب استاذه ! في وزارة التربية مثلا لا نجد ذلك وانما هناك مشرف يتابع الاداء ويقيم بلا جمع اوراق وصور ونماذج غيابات واسئلة واعمال تطوعية وبوسترات لا علاقة لها باصل الرصانة العلمية. وفي حال كحال التعليم العالي كان يمكن تقييم الاداء من خلال رئيس القسم بناء على النصاب و تأدية الواجبات واللجان العلمية والمهام المناطة للتدريسي الامر الذي سينعكس ايجابا على تفرغ التدريسي لمهامه و بحوثه العلمية ومشاركته في المؤتمرات العالمية ومتابعة طلبته ورفع المستوى العلمي ليصب بالنتيجة في رفع مكانة الجامعة علميا وعالميا.