تقسيم‭ ‬جديد‭ ‬يحدق‭ ‬بالسودان‭ ‬بعد‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬الداخلية

قتال‭ ‬عنيف‭ ‬مع‭ ‬جبهة‭ ‬جنوب‭ ‬السودان

بورتسودان‭ (‬السودان‭) (‬أ‭ ‬ف‭ ‬ب‭) -‬جوبا‭ – ‬الخرطوم‭ -‬الزمان‭ ‬

‭ ‬أدت‭ ‬سبعة‭ ‬أشهر‭ ‬من‭ ‬الحرب‭ ‬المتواصلة‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الى‭ ‬مقتل‭ ‬الآلاف‭ ‬ونزوح‭ ‬الملايين‭ ‬داخليا‭ ‬والى‭ ‬دول‭ ‬الجوار،‭ ‬وجعلت‭ ‬احتمال‭ ‬التقسيم‭ ‬مجددا‭ ‬خطرا‭ ‬محدقا‭ ‬ببلاد‭ ‬كانت‭ ‬تعاني‭ ‬أساسا‭ ‬من‭ ‬التشرذم‭ ‬والصراعات‭. ‬فيما‭ ‬أسفرت‭ ‬سلسلة‭ ‬هجمات‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أبيي‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬بين‭ ‬السودان‭ ‬وجنوب‭ ‬السودان‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬32‭ ‬شخصا‭ ‬بينهم‭ ‬نساء‭ ‬وأطفال‭ ‬وجندي‭ ‬دولي‭ ‬على‭ ‬ما‭ ‬أفاد‭ ‬مسؤولون‭ ‬محليون‭.‬

وندد‭ ‬مسؤول‭ ‬حكومي‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬أبيي‭ ‬الغنية‭ ‬بالنفط‭ ‬عند‭ ‬الحدود‭ ‬بين‭ ‬البلدين‭ ‬بهذه‭ ‬الهجمات‭ ‬التي‭ ‬وقعت‭ ‬الأحد‭ ‬في‭ ‬منطقتين‭ ‬ونفذتها‭ ‬ميلشيات‭ ‬مسلحة‭ ‬وجنود‭ ‬يرتدون‭ ‬بزات‭ ‬جيش‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭. ‬وأضح‭ ‬بوليس‭ ‬كوش‭ ‬اغوار‭ ‬اجيت‭ ‬وزير‭ ‬الاعلام‭ ‬في‭ ‬أبيي‭ ‬والناطق‭ ‬باسم‭ ‬سلطات‭ ‬جنوب‭ ‬السودان‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬نشر‭ ‬مساء‭ ‬الأحد‭ ‬‮«‬خلال‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات‭ ‬قتل‭ ‬32‭ ‬شخصا‭ ‬بينهم‭ ‬أطفال‭ ‬ونساء‭ ‬حرقوا‭ ‬في‭ ‬أكواخهم‭ ‬فيما‭ ‬أصيب‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬20‭ ‬شخصا‭ ‬بجروح‮»‬‭. ‬وأضاف‭ ‬في‭ ‬بيان‭ ‬‮«‬قتل‭ ‬جندي‭ ‬في‭ ‬قوة‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمنية‭ ‬الموقتة‭ ‬في‭ ‬أبيي‮»‬‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬إعطاء‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬التفاصيل‭.‬

ومع‭ ‬تواصل‭ ‬المعارك‭ ‬والنزاع‭ ‬على‭ ‬السلطة‭ ‬بين‭ ‬قائد‭ ‬الجيش‭ ‬عبد‭ ‬الفتاح‭ ‬البرهان‭ ‬وحليفه‭ ‬السابق‭ ‬قائد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬محمد‭ ‬حمدان‭ ‬دقلو،‭ ‬يخشى‭ ‬خبراء‭ ‬أن‭ ‬يتكرر‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬‮«‬السيناريو‭ ‬الليبي‮»‬،‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬الفوضى‭ ‬التي‭ ‬تعمّ‭ ‬الجار‭ ‬الشمالي‭ ‬الغربي‭ ‬حيث‭ ‬تتنازع‭ ‬حكومتان‭ ‬السلطة،‭ ‬إحداهما‭ ‬في‭ ‬طرابلس‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬من‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والثانية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬يقودها‭ ‬الجنرال‭ ‬خليفة‭ ‬حفتر‭ ‬المدعوم‭ ‬من‭ ‬أطراف‭ ‬إقليمية‭.‬

في‭ ‬السودان،‭ ‬سيطرت‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬مناطق‭ ‬في‭ ‬الخرطوم‭ ‬وحققت‭ ‬تقدما‭ ‬كبيرا‭ ‬في‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ (‬غرب‭). ‬في‭ ‬المقابل،‭ ‬تحصّن‭ ‬أعضاء‭ ‬الحكومة‭ ‬وقادة‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬بورتسودان‭ ‬المطلة‭ ‬على‭ ‬البحر‭ ‬الأحمر‭ ‬بشرق‭ ‬البلاد،‭ ‬والتي‭ ‬بقيت‭ ‬في‭ ‬منأى‭ ‬عن‭ ‬المعارك‭ ‬التي‭ ‬اندلعت‭ ‬في‭ ‬15‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭.‬

ولا‭ ‬يبدو‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬مستعدا‭ ‬لتقديم‭ ‬تنازلات‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬المفاوضات،‭ ‬خصوصا‭ ‬أن‭ ‬أيا‭ ‬منهما‭ ‬لم‭ ‬يحقق‭ ‬تقدما‭ ‬حاسما‭ ‬على‭ ‬الأرض‭. ‬ومطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬فشلت‭ ‬جولة‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬مفاوضات‭ ‬جدة‭ ‬التي‭ ‬ترعاها‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والسعودية‭ ‬في‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬خرق‭.‬

ولم‭ ‬تفلح‭ ‬جولات‭ ‬التفاوض‭ ‬المتعددة‭ ‬سوى‭ ‬في‭ ‬إبرام‭ ‬وقف‭ ‬موقت‭ ‬للمعارك‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سرعان‭ ‬ما‭ ‬تستأنف‭ ‬بمجرد‭ ‬انتهاء‭ ‬المهل‭.‬

ويثير‭ ‬فشل‭ ‬الوساطات‭ ‬الدولية‭ ‬المتعددة‭ ‬مخاوف‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬يفضي‭ ‬استمرار‭ ‬الوضع‭ ‬على‭ ‬حاله‭ ‬لفترة‭ ‬طويلة‭ ‬الى‭ ‬تقسيم‭ ‬السودان‭.‬

وقال‭ ‬خالد‭ ‬عمر‭ ‬يوسف‭ ‬الناطق‭ ‬باسم‭ ‬قوى‭ ‬الحرية‭ ‬والتغيير،‭ ‬الكتلة‭ ‬المدنية‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬شريكة‭ ‬في‭ ‬الحكم‭ ‬مع‭ ‬الجيش‭ ‬قبل‭ ‬انقلاب‭ ‬البرهان‭ ‬ودقلو‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/‬أكتوبر‭ ‬2021،‭ ‬‮«‬إن‭ ‬استمرار‭ ‬المعارك‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يؤدي‭ ‬الى‭ ‬سيناريوهات‭ ‬مرعبة‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬التقسيم‮»‬‭.‬

وأضاف‭ ‬لوكالة‭ ‬فرانس‭ ‬برس‭ ‬‮«‬موجة‭ ‬التسليح‭ ‬المتصاعدة‭ (‬للمدنيين‭) ‬تعمّق‭ ‬الشروخ‭ ‬الاجتماعية‭ ‬في‭ ‬السودان‮»‬‭.‬

وأدت‭ ‬الحرب‭ ‬بين‭ ‬الجيش‭ ‬وقوات‭ ‬الدعم‭ ‬الى‭ ‬مقتل‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬10‭ ‬آلاف‭ ‬شخص،‭ ‬وفق‭ ‬تقدير‭ ‬لمنظمة‭ ‬‮«‬أكليد‮»‬‭ ‬يعتقد‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭ ‬أنه‭ ‬أدنى‭ ‬من‭ ‬الحصيلة‭ ‬الفعلية‭. ‬كما‭ ‬تسببت‭ ‬المعارك‭ ‬بنزوح‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬ستة‭ ‬ملايين‭ ‬شخص‭ ‬وتدمير‭ ‬معظم‭ ‬النية‭ ‬الأساسية‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬الذي‭ ‬كان‭ ‬يعدّ‭ ‬حتى‭ ‬قبل‭ ‬اندلاع‭ ‬النزاع،‭ ‬من‭ ‬أفقر‭ ‬بلدان‭ ‬العالم‭.‬

ومنذ‭ ‬مطلع‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭/‬نوفمبر،‭ ‬تواترت‭ ‬التقارير‭ ‬عن‭ ‬مذابح‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬في‭ ‬ظل‭ ‬هجوم‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭ ‬لقوات‭ ‬الدعم‭ ‬التي‭ ‬أعلنت‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬قواعد‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبرى‭ ‬في‭ ‬الاقليم‭.‬

في‭ ‬مدينة‭ ‬أرداماتا‭ (‬غرب‭ ‬دارفور‭)‬،‭ ‬قتل‭ ‬مسلحون‭ ‬800‭ ‬شخص‭ ‬وتمّ‭ ‬تدمير‭ ‬100‭ ‬مأوى‭ ‬في‭ ‬معسكر‭ ‬للنازحين،‭ ‬ما‭ ‬دفع‭ ‬ثمانية‭ ‬آلاف‭ ‬شخص‭ ‬للفرار‭ ‬الى‭ ‬تشاد‭ ‬المجاورة‭ ‬خلال‭ ‬أسبوع‭ ‬واحد،‭ ‬وفق‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭.‬

وأعرب‭ ‬الاتحاد‭ ‬الأوروبي‭ ‬عن‭ ‬‮«‬صدمته‮»‬‭ ‬من‭ ‬سقوط‭ ‬‮«‬حوالى‭ ‬ألف‭ ‬قتيل‮»‬‭ ‬في‭ ‬زهاء‭ ‬يومين‭ ‬في‭ ‬أرداماتا‭ ‬في‭ ‬ما‭ ‬يبدو‭ ‬حملة‭ ‬‮«‬تطهير‭ ‬عرقي‮»‬‭.‬

ويعتقد‭ ‬الخبراء‭ ‬أن‭ ‬تلك‭ ‬الأرقام‭ ‬تبقى‭ ‬ما‭ ‬دون‭ ‬الفعلية‭ ‬بسبب‭ ‬انقطاع‭ ‬شبكات‭ ‬الاتصالات‭ ‬بشكل‭ ‬شبه‭ ‬كامل‭ ‬جراء‭ ‬القتال‭.‬

ومنذ‭ ‬بداية‭ ‬النزاع،‭ ‬أحصت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬1‭,‬5‭ ‬مليون‭ ‬نازح‭ ‬داخل‭ ‬إقليم‭ ‬دارفور‭ ‬الذي‭ ‬يعيش‭ ‬فيه‭ ‬ربع‭ ‬سكان‭ ‬البلاد‭ ‬البالغين‭ ‬48‭ ‬مليونا‭.‬

‭- ‬‮«‬شر‭ ‬مطلق‮»‬‭ -‬

وحذرت‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬الأسبوع‭ ‬الماضي‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬العنف‭ ‬في‭ ‬السودان‭ ‬بلغ‭ ‬مرحلة‭ ‬‮«‬الشر‭ ‬المطلق‮»‬‭ ‬وأعربت‭ ‬عن‭ ‬قلقها‭ ‬خصوصا‭ ‬من‭ ‬هجمات‭ ‬على‭ ‬أساس‭ ‬عرقي‭ ‬في‭ ‬دارفور‭.‬

وفيما‭ ‬يقاتل‭ ‬الجيش‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أنحاء‭ ‬السودان،‭ ‬اتخذ‭ ‬قائده‭ ‬البرهان‭ ‬وحكومته‭ ‬من‭ ‬بورتسودان‭ ‬مقرا‭ ‬لقيادتهم،‭ ‬ما‭ ‬غذّى‭ ‬الخشية‭ ‬من‭ ‬تقسيم‭ ‬البلاد‭.‬

ويرى‭ ‬المحلل‭ ‬السوداني‭ ‬فايز‭ ‬السليك‭ ‬أن‭ ‬الفشل‭ ‬في‭ ‬التوصل‭ ‬الى‭ ‬حل‭ ‬سياسي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يقود‭ ‬الى‭ ‬وضع‭ ‬مشابه‭ ‬للوضع‭ ‬في‭ ‬ليبيا‭ ‬‮«‬مع‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬حكومة‭ ‬لا‭ ‬تملك‭ ‬أيا‭ ‬منها‭ ‬فعالية‭ ‬حقيقية‭ ‬وغير‭ ‬معترف‭ ‬بها‭ ‬دوليا‮»‬‭.‬

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬الخبراء‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬دقلو‭ ‬قادر‭ ‬على‭ ‬الاعتماد‭ ‬على‭ ‬حلفاء‭ ‬وازنين‭ ‬‮ ‬مثل‭ ‬الامارات،‭ ‬فإن‭ ‬البرهان‭ ‬حافظ‭ ‬على‭ ‬مكانته‭ ‬كرئيس‭ ‬فعلي‭ ‬للدولة‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية‭ ‬ويشارك‭ ‬في‭ ‬اجتماعات‭ ‬الأمم‭ ‬المتحدة‭ ‬والجامعة‭ ‬العربية‭.‬

ورأى‭ ‬السليك‭ ‬أن‭ ‬التقدم‭ ‬الكبير‭ ‬الذي‭ ‬حققته‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬‮«‬يعطيها‭ ‬ميزة‭ ‬نسبية‭ ‬ويمكنها‭ ‬من‭ ‬التحرك‭ ‬داخل‭ ‬قواعدها‮»‬،‭ ‬وذلك‭ ‬في‭ ‬إشارة‭ ‬الى‭ ‬القبائل‭ ‬العربية‭ ‬في‭ ‬الإقليم‭.‬

ذلك‭ ‬أن‭ ‬الفصائل‭ ‬العربية‭ ‬المسلحة‭ ‬المعروفة‭ ‬بـ»الجنجويد‮»‬‭ ‬تشكّل‭ ‬عماد‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬السريع،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬قامت‭ ‬مطلع‭ ‬القرن‭ ‬الحالي‭ ‬تحت‭ ‬قيادة‭ ‬دقلو،‭ ‬بتنفيذ‭ ‬سياسة‭ ‬الأرض‭ ‬المحروقة‭ ‬في‭ ‬دارفور‭ ‬لصالح‭ ‬الرئيس‭ ‬السابق‭ ‬عمر‭ ‬البشير،‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬حرق‭ ‬ونهب‭ ‬ممتلكات‭ ‬الاثنيات‭ ‬غير‭ ‬العربية‭ ‬واغتصاب‭ ‬النساء‭.‬

‭- ‬‮«‬مهمة‭ ‬شاقة‮»‬‭ -‬

وأصدرت‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭ ‬مذكرة‭ ‬توقيف‭ ‬بحق‭ ‬البشير‭ ‬المتهم‭ ‬بارتكاب‭ ‬‮«‬جرائم‭ ‬حرب‮»‬‭ ‬و»جرائم‭ ‬ضد‭ ‬الانسانية‮»‬‭ ‬في‭ ‬دارفور‭. ‬وتحذر‭ ‬المحكمة‭ ‬اليوم‭ ‬من‭ ‬تكرار‭ ‬السيناريو‭ ‬نفسه‭.‬

وعلى‭ ‬رغم‭ ‬تقدم‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬في‭ ‬دارفور،‭ ‬فإن‭ ‬فرص‭ ‬تحقيق‭ ‬أي‭ ‬طرف‭ ‬نصرا‭ ‬عسكريا‭ ‬حاسما‭ ‬على‭ ‬الآخر‭ ‬تبدو‭ ‬ضئيلة،‭ ‬بحسب‭ ‬ما‭ ‬قال‭ ‬لفرانس‭ ‬برس‭ ‬خبير‭ ‬عسكري‭ ‬طلب‭ ‬عدم‭ ‬الكشف‭ ‬عن‭ ‬هويته‭.‬

وأوضح‭ ‬‮«‬حتى‭ ‬لو‭ ‬تمكن‭ ‬الجيش‭ ‬من‭ ‬استعادة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الخرطوم،‭ ‬وهي‭ ‬مهمة‭ ‬شاقة،‭ ‬فسيكون‭ ‬من‭ ‬الصعب‭ ‬جدا‭ ‬من‭ ‬الناحية‭ ‬اللوجستية‭ ‬إرسال‭ ‬قوات‭ ‬لاستعادة‭ ‬أجزاء‭ ‬من‭ ‬دارفور‮»‬،‭ ‬اذ‭ ‬يفضل‭ ‬1200‭ ‬كيلومتر‭ ‬بين‭ ‬العاصمة‭ ‬ومدينة‭ ‬الجنينة‭ ‬عاصمة‭ ‬غرب‭ ‬دارفور‭ ‬قرب‭ ‬الحدود‭ ‬مع‭ ‬تشاد‭.‬

في‭ ‬الخرطوم‭ ‬استيقظ‭ ‬السكان‭ ‬قبل‭ ‬نحو‭ ‬عشرة‭ ‬أيام‭ ‬على‭ ‬خبر‭ ‬صادم‭: ‬تفجير‭ ‬جسر‭ ‬‮«‬شمبات‮»‬‭ ‬الذي‭ ‬يربط‭ ‬بين‭ ‬ضاحيتي‭ ‬العاصمة‭ ‬بحري‭ ‬وأم‭ ‬درمان‭.‬‮ ‬

وفي‭ ‬حين‭ ‬تبادل‭ ‬طرفان‭ ‬النزاع‭ ‬الاتهامات‭ ‬بشأن‭ ‬تدمير‭ ‬الجسر،‭ ‬رأى‭ ‬خبراء‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬الدعم‭ ‬فقدت‭ ‬بخسارة‭ ‬الجسر،‭ ‬خط‭ ‬إمدادها‭ ‬الرئيسي‭ ‬من‭ ‬وسط‭ ‬السودان‭.‬

مشاركة