تقرير منظمة تموز عن الانتهاكات ضد العراقيين في سوريا
الشرطة عاجزة عن تقديم الحماية والعثور على جثث متعفنة
بغداد ــ الزمان
تراقب منظمة تموز للتنمية الاجتماعية أوضاع العراقيين المقيمين في سوريا في ظل الصراع المسلح الدائر، وقد قامت المنظمة بمتابعة أوضاع العراقيين المقيمين في سوريا الآن والتواصل معهم عبر وسائل الاتصال المختلفة للاطلاع على أوضاعهم، وتقوم المنظمة بتقديم شهادات وإفادات بعض العراقيين في هذا التقرير. ومنها ما أفاد به عدي ذو الثلاثة والثلاثين عاما والذي عاد إلى العراق من سوريا يوم 23 تموز وهو متزوج ولديه عائلة من خمسة أطفال بعد فترة خمس سنوات قضاها في دمشق يعمل بعدة مجالات، يقول عدي بأن الظروف الأمنية والصراع المسلح الحالي لا يساعد على العمل والتنقل بأمان داخل دمشق مع القصف الجوي والعصابات والمجاميع المسلحة غير المعروفة الهوية التي ظهرت مؤخرا، والتي تقوم بتهديد المواطنين وإجبارهم على الهجرة وترك مساكنهم، وعلى حد قوله فقد تم تهديد العديد من العوائل العراقية في منطقة السيدة زينب في دمشق والبعض من التهديدات كان على أساس طائفي من جماعات مسلحة غير معروفة، بينما تعرضت عوائل عراقية أخرى للسرقة والسلب والنهب من قبل عصابات، وقد تقدمت العوائل العراقية بشكاوى في مركز شرطة السيدة زينب ومراكز أخرى، حيث نصحهم رجال الأمن في أحد مراكز الشرطة بتغيير أماكن سكنهم لكونهم غير قادرين على حمايتهم، كما انتقلت بعض العوائل إلى مناطق أخرى داخل سوريا بينما عاد البعض إلى العراق. وقد عُثر على عائلة عراقية مقتولة في شقتها السكنية في منطقة جرمانة بعد عدة أيام من قتلها، حيث اكتشف الجيران ذلك ويبدواأن القتل تم لدوافع طائفية، وأضاف أن العراقيين الموجودين في سوريا ومعظم السوريين مراقبون من قبل عناصر الاستخبارات واغلب وسائل الاتصال مراقبة لذلك يخشى العراقيون من كشف معلومات عن الأوضاع عبر وسائل الاتصال المختلفة خوفا من القتل، وأكد أن جميع من يخرجون بتظاهرات من السوريين يتم تصويرهم بكاميرات وهواتف نقالة وتتم مداهمتهم ويتعرضون للقتل وأحيانا للقصف الجوي والأرضي. وأما صباح وهي بعمر خمسين عاما وهي أم لأربعة أولاد عادت من سوريا منذ أسبوعين بعد أكثر من عشر سنوات قضتها في دمشق حيث أكدت صحة أقوال عدي، وأضافت أن اغلب التهجير الذي لحق العراقيين خصوصا في مناطق السيدة زينب وجرمانة هو لاتهامهم بأنهم موالون لنظام بشار الأسد وقد تعرضت عائلة من سبعة أفراد للقتل على أيدي مجهولين، ويقول احد العراقيين الموجودين في دمشق الآن وقد رفض ذكر اسمه وهو أب لثلاثة أطفال أن أكثر العراقيين في هذه الظروف يفضلون العودة إلى العراق ولكن هناك بعض العراقيين ممن يخشون العودة إلى العراق لكونهم من أعضاء حزب البعث المحل ويخشون ملاحقة السلطات العراقية لهم، لذلك يحتاجون إلى وعود من الحكومة العراقية بعدم مساءلتهم، وتقول إحدى العراقيات المقيمات في سوريا حاليا وقد رفضت ذكر اسمها وهي تسكن دمشق ولديها عائلة من طفلين أن العراقيين تلقوا تهديداً بمغادرة سوريا خلال اثنين وسبعين ساعة من قبل ما يسمى بالجيش الحر، وإذا لم يغادروا سوريا ضمن مدة التهديد سيعتبرهم الجيش الحر من أعدائه ويكونون معرضين للقتل على أيديهم مما دفع الكثيرين منهم إلى تغيير مناطقهم وعدم الخروج من سكناهم وقد أكدت ما قاله الآخرون عن حوادث القتل في جرمانه والسيدة زينب.
/8/2012 Issue 4277 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4277 التاريخ 14»8»2012
AZP02