تقرير للمعهد الملكي يرصد مؤشر السّعادة لدى المغاربة

الرباط‭ – ‬عبدالحق‭ ‬بن‭ ‬رحمون

قال‭ ‬العاهل‭ ‬المغربي‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس،‭ ‬إن‭ ‬غياب‭ ‬الأفق‭ ‬السياسي‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬والإجراءات‭ ‬الأحادية‭ ‬التي‭ ‬تقوض‭ ‬فرص‭ ‬السلام،‭ ‬فسحت‭ ‬المجال‭ ‬للقوى‭ ‬المتطرفة‭ ‬للإمعان‭ ‬في‭ ‬استباحتها‭ ‬للمقدسات‭ ‬ونشر‭ ‬ثقافة‭ ‬العنف‭ ‬والكراهية‭.‬‮»‬‭  ‬واعتبر‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬‮«‬ينذر‭ ‬بتحول‭ ‬النزاع‭ ‬من‭ ‬صراع‭ ‬سياسي‭ ‬إلى‭ ‬صراع‭ ‬عقائدي‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬له‭ ‬عواقب‭ ‬وخيمة‭ ‬على‭ ‬المنطقة‭ ‬بأسرها‭.‬‮»‬‭ ‬،‭ ‬داعيا‭ ‬إلى‭ ‬النأي‭ ‬بهذه‭ ‬القضية‭ ‬العادلة‭ ‬عن‭ ‬المزايدات‭ ‬العقيمة‭ ‬والحسابات‭ ‬الضيقة‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تخدمها‭ ‬في‭ ‬شيء‭.‬

وفي‭ ‬هذا‭ ‬الاطار‭ ‬دعا‭ ‬الثلاثاء،‭ ‬ملك‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬رسالة‭ ‬سامية‭ ‬موجهة‭ ‬إلى‭ ‬شيخ‭ ‬نيانغ،‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المعنية‭ ‬بممارسة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لحقوقه‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف،‭ ‬بمناسبة‭ ‬تخليد‭ ‬اليوم‭ ‬العالمي‭ ‬للتضامن‭ ‬مع‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني،‭ ‬كافة‭ ‬الفرقاء‭ ‬الفلسطينيين‭ ‬للعمل‭ ‬بروح‭ ‬الفريق‭ ‬الواحد‭ ‬لبناء‭ ‬مؤسسات‭ ‬فلسطينية‭ ‬قوية‭ ‬محمود‭ ‬عباس،‭ ‬رئيس‭ ‬دولة‭ ‬فلسطين،‭ ‬‮«‬لتحقيق‭ ‬تطلعات‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬الشقيق‭ ‬إلى‭ ‬الحرية‭ ‬والاستقلال‭ ‬والعيش‭ ‬الكريم‮»‬‭.‬

كما‭ ‬تطرق‭ ‬الملك‭ ‬محمد‭ ‬السادس‭ ‬في‭ ‬رسالته‭ ‬السامية‭ ‬الموجهة‭ ‬إلى‭ ‬رئيس‭ ‬اللجنة‭ ‬المعنية‭ ‬بممارسة‭ ‬الشعب‭ ‬الفلسطيني‭ ‬لحقوقه‭ ‬غير‭ ‬القابلة‭ ‬للتصرف‭  ‬أنه‭ ‬‮«‬لئن‭ ‬كانت‭ ‬أزمات‭ ‬دولية‭ ‬طارئة‭ ‬تحظى‭ ‬الآن‭ ‬بأولوية‭ ‬اهتمام‭ ‬المجتمع‭ ‬الدولي‭ ‬ومؤسساته،‭ ‬فإن‭ ‬القضية‭ ‬الفلسطينية‭ ‬ستظل،‭ ‬باعتبارها‭ ‬أقدم‭ ‬القضايا،‭ ‬مفتاح‭ ‬السلام‭ ‬والاستقرار‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬وشدد‭ ‬الملك‭ ‬أن‭ ‬أمن‭ ‬المنطقة‭ ‬واستقرارها‭ ‬يتطلب‭ ‬مساع‭ ‬وجهود‭ ‬متواصلة‭ ‬للخروج‭ ‬من‭ ‬منطق‭ ‬الصراع‭ ‬والعنف‭ ‬إلى‭ ‬منطق‭ ‬السلام‭ ‬والتعاون‭ ‬وبناء‭ ‬فضاء‭ ‬مزدهر‭ ‬لجميع‭ ‬شعوبها‭. ‬كما‭ ‬أوضح‭ ‬أن‭ ‬‮«‬حالة‭ ‬الانسداد‭ ‬في‭ ‬العملية‭ ‬السياسية‭ ‬بين‭ ‬الجانبين‭ ‬الفلسطيني‭ ‬والإسرائيلي‭ ‬لا‭ ‬تخدم‭ ‬السلام‭ ‬الذي‭ ‬نتطلع‭ ‬أن‭ ‬يسود‭ ‬المنطقة‮»‬،‭ ‬مشيدا‭ ‬بالإشارات‭ ‬الإيجابية‭ ‬والمبادرات‭ ‬المحمودة‭ ‬المبذولة‭ ‬لإعادة‭ ‬بناء‭ ‬الثقة‭ ‬بهدف‭ ‬إطلاق‭ ‬مفاوضات‭ ‬جادة‭ ‬كفيلة‭ ‬بتحقيق‭ ‬حل‭ ‬عادل‭ ‬وشامل‭ ‬ودائم‭ ‬للقضية‭ ‬الفلسطينية،‭ ‬وفق‭ ‬قرارات‭ ‬الشرعية‭ ‬الدولية،‭ ‬وعلى‭ ‬أساس‭ ‬حل‭ ‬الدولتين‭ ‬باعتباره‭ ‬خيارا‭ ‬واقعيا‭.‬

على‭ ‬صعيد‭ ‬آخر،‭  ‬تطرق‭ ‬مؤخرا‭ ‬تقرير‭ ‬سنوي‭ ‬صادر‭ ‬عن‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للدراسات‭ ‬الاستراتيجية‭ ‬في‭ ‬دراسة‭ ‬حول‭ (‬لوحة‭ ‬القيادة‭ ‬الاستراتيجية‭) ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المؤشرات‭ ‬السلبية‭ ‬التي‭ ‬تطبع‭ ‬الأوضاع‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭ ‬بالمغرب‭.  ‬وتقدم‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة،‭ ‬نظرة‭ ‬عامة‭ ‬حول‭ ‬موقع‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬الدولي‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬السياسية‭ ‬والاقتصادية‭ ‬والاجتماعية‭. ‬والثقافية‭ ‬والبيئية‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬القطاعات‭ ‬التي‭ ‬يتقدم‭ ‬فيها‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬العقد‭ ‬الماضي،‭ ‬وتلك‭ ‬التي‭ ‬يعاني‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬ركود،‭ ‬والمجالات‭ ‬التي‭ ‬تتراجع‭ ‬فيها‭ ‬المملكة‭. ‬وتجدر‭ ‬الاشارة‭ ‬أن‭ ‬المعهد‭ ‬الملكي‭ ‬للدراسات‭ ‬الإستراتيجية‭(‬IRES‭) ‬دأب‭ ‬بانتظام‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬عشر‭ ‬سنوات‭ ‬على‭ ‬لوحة‭ ‬تحكم‭ ‬سنوية‭ ‬تتقفى‭ ‬موقع‭ ‬المغرب‭ ‬الدولي‭. ‬ويتضمن‭ ‬التقرير‭ ‬السنوي‭ ‬لهذا‭ ‬العام،‭ ‬والذي‭ ‬تم‭ ‬نشرت‭ ‬النسخة‭ ‬العاشرة‭ ‬منه‭ ‬هذا‭ ‬الأسبوع‭ ‬،‭ ‬لأول‭ ‬مرة‭ ‬مؤشرات‭ ‬إستراتيجية‭ ‬جديدة‭ ‬،‭ ‬مرتبطة‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بالانتقال‭ ‬الطاقي،‭ ‬والأمن‭ ‬الصحي،‭ ‬ومكافحة‭ ‬التعتيم‭ ‬المالي،‭ ‬ومشاركة‭ ‬المواطنين‭ ‬في‭ ‬الحياة‭ ‬السياسية‭ ‬وجودة‭ ‬الحياة‭ ‬والقوة‭ ‬الناعمة‭ ‬وجاذبية‭ ‬الاستثمار‭ ‬الأجنبي‭ ‬وتنمية‭ ‬المهارات‭ ‬والارتقاء‭ ‬بها‭. ‬

كما‭ ‬كشف‭ ‬التقرير‭ ‬الذي‭ ‬صدر‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الثاني‭ (‬نوفمبر‭) ‬2022‭ ‬تراجع‭ ‬التصنيفات‭ ‬الدولية‭ ‬للمغرب‭ ‬التي‭ ‬ترتبط‭ ‬بشكل‭ ‬خاص‭ ‬بعدم‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬ضمان‭ ‬الأمن‭ ‬الغذائي،‭ ‬والحفاظ‭ ‬على‭ ‬التنوع‭ ‬البيولوجي،‭ ‬وسوء‭ ‬نظام‭ ‬التعليم‭ ‬،‭ ‬وتوافر‭ ‬الموارد‭ ‬المائية‭ ‬،‭ ‬ووضعية‭ ‬المالية‭ ‬العمومية‭ ‬،‭ ‬ومؤشر‭ ‬السعادة‭ ‬لدى‭ ‬المواطنين‭ ‬،‭ ‬وعدم‭ ‬المساواة‭ ‬في‭ ‬الدخل‭ ‬،‭ ‬وضعف‭ ‬آفاق‭ ‬المستقبل‭ ‬أمام‭ ‬الشباب‭ ‬،‭ ‬كما‭ ‬سجل‭ ‬التقرير،‭ ‬الانخفاض‭ ‬الحاد‭ ‬بين‭ ‬عامي‭ ‬2020‭ ‬و‭ ‬2022‭ ‬،‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬المغرب‭ ‬الدولي‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الأداء‭ ‬البيئي،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬بشكل‭ ‬أساسي‭ ‬إلى‭ ‬الأداء‭ ‬الضعيف‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬خدمات‭ ‬النظام‭ ‬البيئي‭ ‬والتنوع‭ ‬البيولوجي‭.‬

مشاركة