أهالي ذي قار يحذرون من خطوات لا تصب بإتجاه الحل والتهدئة
تعليق التظاهرات عقب مهلة مشروطة لإختيار المحافظ ومحاسبة القتلة
بغداد – قصي منذر
الناصرية – الزمان
علق متظاهرو ساحة الحبوبي وسط مدينة الناصرية في محافظة ذي قار الاحتجاجات لثلاثة أيام لتحقيق المطالب بأختيار محافظ مدني بديل عن المستقيل ناظم الوائلي ومحاسبة قتلة المحتجين. وقال شهود عيان ان (المحتجين أعلنوا تعليق التظاهرات وإمهال الحكومة 3 ايام لتنفيذ المطالب المشروعة ابرزها اختيار محافظ مدني ومحاسبة قتلة المتظاهرين)، واشاروا الى ان (المتظاهرين باشروا بالانسحاب من امام مبنى المحافظة وان قوات الجيش رافقت المتظاهرين في شوارع الناصرية تعبيراً عن السلمية والتعاون الثنائي). فيما حذر وجهاء الناصرية من محاولات التسلق على حبل دماء أبنائنا والتربع على سدة الحكم، او الالتفاف على مطالب أبناء الناصرية المنكوبة.
وقال وجهاء وشيوخ المحافظة في بيان تابعته (الزمان) امس (فبعد خطوة كنا نتمناها تقطع مسافة باتجاه الحل والتهدئة ومحاكمة من قتل أبناءنا بل حتى محاكمة من تاجر بهم سياسيا ليحصل على منصب حكومي أو يؤسس حزبا من دون المساءلة عن تمويل هذا الحزب أو ذاك)، مؤكدين (كنا نتوقع ان تؤدي استقالة محافظ الناصرية وتكليف عبد الغني الاسدي إلى انفراج الأزمة ، الا اننا فوجئنا بقيام الاسدي باستقطاب متظاهرين وناشطين من بابل ويتفاوض معهم على أنهم قادة الحراك الشعبي في الناصرية) على حد تعبيرهم. لافتين الى ان (عشائر الناصرية الأبية لن تنخدع بهذه الألاعيب والمرواغات ومن يرغب في التفاوض مع الناصرية عليه أن يعرف الطريق إلى شيوخها ومضايفها العامرة)، واضافوا ان (العشائر إذ تستنكر هذه الممارسات الصبيانية ، فإنها تحذر من أن صبرها لن يطول وهي تشاهد دماء أبنائها قد تحولت إلى طاولة قمار سياسية ، لذلك نحذركم من الرقص على حبال نزيف شبابنا ولا تفاوض ولا قرار ينتج عن اجتماع صبيان لا علاقة لهم بانهار دماء الناصرية). وانسحبت قوات الشغب من أمام مبنى محافظة ذي قار بعد فرض الجيش سيطرته على تلك المناطق. وقال المصدر ان (قوات الجيش بدأت صباح امس الاحد بانتشار بمركز الناصرية، بدلا من قوات مكافحة الشغب)، وأضاف أن (القرار أصدره الأسدي، استجابةً لمطالب المتظاهرين بإبعاد قوات مكافحة الشغب، التي يتهمونها بقتل وإصابة زملائهم)، مبينا ان (الاسدي أصدر أمرا لجميع القوات الأمنية في المحافظة بعدم استخدام الرصاص الحي تجاه المتظاهرين). وشهدت الناصرية احتجاجات خلال الأيام الستة الماضية، تخللتها أعمال عنف، أسفرت عن مقتل 5 متظاهرين وإصابة 287 آخرين بينهم 147 أمنيا.وبرغم استقالة المحافظ ناظم الوائلي، الذي يتهمه المتظاهرون بالفساد وسوء الإدارة، وتعيين الأسدي مكانه، ، إلا أن الاحتجاجات متواصلة. وأعلنت خلية الاعلام الامني ان رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أمر بتشكيل لجنة عليا للتحقيق بأحداث ذي قار التي حصلت خلال الأيام الماضية. وقالت الخلية في بيان امس ، ان (الكاظمي أمر بتشكيل لجنة عليا، برئاسة الفريق الركن باسم الطائي وعضوية عدد من كبار ضباط وزارتي الدفاع والداخلية والامن الوطني للتحقيق بالاحداث التي حصلت في مدينة الناصرية خلال الأيام الماضية التي ادت الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى في صفوف المتظاهرين والقوات الأمنية). بدوره ، اوضح الاسدي ، انه تم تشخيص خلل في الرؤية والاداء من قبل بعض الاجهزة الأمنية، مؤكدا العمل على تجاوز كل الاخطاء السابقة.وقال الاسدي خلال زيارته لقيادة شرطة ذي قار، إن (حوارنا متواصل مع أهالي الناصرية لاختيار ما يرونه مناسبا لإدارة محافظتهم والخروج من الازمة الحالية ولن نسمح لاحد بمصادرة حقوقهم)، واضاف (وجهنا بسحب عناصر مكافحه الشغب واستبدالها بقوات من الجيش والشرطة في مدينة الناصرية لمنع اي تصادم بين القوات الامنية والمتظاهرين وحسب توجيهات القائد العام للقوات المسلحة)، وتابع (شخصنا وجود خلل في الرؤية والاداء من قبل بعض الاجهزة الأمنية وسنعمل على تجاوز كل الاخطاء الماضية)، مشيرا الى (اعطاء التخويل لقيادة الشرطة بنقل ومحاسبة من لا يؤدي واجباته بصورة تامة وكل من لا ينفذ الاوامر الصادرة بمنع استخدام الرصاص الحي اثناء التظاهرات). فيما اعرب رئيس تحالف عراقيون عمار الحكيم عن قلقه ازاء الأحداث المؤسفة التي تشهدها مدينة الناصرية من صدامات دامية بين المتظاهرين وقوات الأمن.
