أمنيات يابسة
تعال أيها البعاد – نصوص – عبد الجبار الجبوري
كم أتمنى ان احضن روحك أيتها النخلة التي تتسامق في دمي،كم أتمنى أن أمسد شعرك بيدي ،وأشم عطر وجهك بوجهي،وأرسم فوق خديك قبلا على شكل قلب جريح هو قلبي ، كم أتمنى ان اشيلك في جيبي الايسر فوق قلبي بالضبط كي تحرسينه من عيون الناس ،كم أتمنى أن أراك ترقصين فوق نجمة لايراها أحد غيري ،كم أتمنى أن أنام قرب نبض روحك وأتحسس نبضات قلبك كلما رف طير المطر،وزقزقت عصافير الضوء على نافذة باقصى السماء،اشجارك تنمو كمثرى البوح ،تفاحة البحر، ايقونة الدمعة الوحيدة على خد القمر ،كم اتمنى ان ابني لك عشا سرمديا قرب نافذة القبل،والون شفتيك بلون البحر، واكتب على صفحات الماء اني احبك، كم اتمنى ان احبك،كم اتمنى اني اصدق نفسي اني احبك، حقا الامنيات يابسة وقلبي ما زال تنمو على جدرانه اعشاب الدهشة ،ويصيح للضفاف تعالي ،اجلسي على دكة العناق،وقولي للغيمة سلاما ،كم اتمنى ان امسك بيدي تلك الغيمة العاشقة واقبل عينينها وشفتيها وادفن رأسي بشعر طفولتها وأبكي ….كم …كم …انها امنيات يابسة فلا تتعجبوا…..
ربيعها في قلبي
كنت ابحث اليوم عن كمشة ورد أزين بها جيد المساء،والون تنورتها ببقع من حبات قلبي،وأفتح لها ازرار الصباح على مصرعيه ،كي تنمو على نهديها اعشاب الصمت ، لم أكن أرغب أن أوقظها صباحا،لكن قبلاتي سبقتني الى شفتيها وكان هذا الرتل من ورود لاتنتهي الوانها على جسد القصيدة التي قرأتها كاملة على جمهور ها ،حيث زينت لها القاعة والمنصة والمايكرفون وجلست قدام المسرح ،وحدي، لاجمهور في القاعة سواي ، وحين بدأت في قراءة قصيدتها ،ضجت القاعة بالتصفيق وكنت وحدي، وكانت تقرأ وأنا أصيح أعيدي حتى اختنق صوتها بالقبل …اليكم قصيدتها وجمهورها …الورد وانا والقصيدة فأين هي هي الان تقف على منصة قلبي وتقرأ لكم القصيدة كلها فآستمعوا لها رجاء ،إنها لاتقرأ القصيدة إنها تهذي وتلهج بأسمي كما اهذي والهج بأسمها حين أقرأ عليكم قصيدتي…….
طفولتها ….وأعني قمري
يلف غصن طفولتها وجعي،ويمسك هلال البيد رمل الفلوات.هناك اقلب طرفي لعلي اراها .شوقها اتلفني.ومرغل روحي في رمل قصائدها.ذبت اسى وتفتت بعضي.لانار تومض في اقصى الليل.ولا شبح يدلني على خبائها.اقلب الطرف ثانية فلا ارى سوى نجمة بعيدة وقمر حزين.تمطرني الليالي بالقبل وبالمواويل والشجن المر.اراها تجيء على هودج من غيوم تنأى بدمي.وسماء لاتشرق الامن عينيها الصافيتين.وشموس لاتطلع الافلك ازرارها.وقبل تطلقها شفتاها وجعا يرسمني على نهديها اقمارا للرحيل.وزمنا يطوي الاصيل وحبا لا يعرف المستحيل.اتراني اسرفت في الشوق وانا رجل اتلفني العشق.واتلفني البحث عن عينينها الراكضتين في صحراء الروح.اسقط في وحل مراثيها انهض في لوح مراقيها.انا الرمح الرديني بيد البحر .يؤسرني موجه واعوم بلا يدين الى ضفة النهار.ترسل لي يمامات حزنها واهات ليلها وبحة صوتها وزرقة بحرها وهديل شعرها وزقزقة مشيتها وموسيقى روحها وبهاء قامتها وصمت نخيلها.وارسل لها نبضات قلبي ورتل من قبل على جناح غربتي..واحبها
دمعة اخر الليل
يؤلمني أنني لا أجيد الرقص الاعلى وقع خطاك.ولذا فهديل طيورك يوقظن وجعي وآهاتي.وأنا منذ زمن لااحب الطيور التي لاتغرد الا على حلمة نهديك ونغمات شفتيك وهمهمات فمك المطيب بالمنى،والموشى بعسل طفولتي المسفوك على وجنتيك.انت وجعي الذي يجيء حزينا على هودج روحي ،ورحي المحمولة فوق راحة الغيم .تلك هي اغنيتي اخر الليل.ودمعتي اخر الليل.وآهتي اخر الليل.فمن تكوني ايتها اللعنة اذ لم تكوني لثغتي.وجرح قلبي.ووصهوة مهرتي.وحزن ايامي.من تكوني اذن لولا جراحي وهي تغني طربا لعينيك.من تكوني سوى اغنيتي التي يرددها الطير على غصن قلبي.والصبح على لحن شمسي.والريح على صهيل خيلي والبحر على وقع موجتي الوحيدة .تلك هي اغنيتي انت.لاسواك لها اغني.ولا سواك لها اكتب الشعر.ولاسواك انزل دمعتي اخر الليل.ولا سواك ارقص على نبضه الاعلى نبضات روحك وهي تشحنني بالهدير.انت يا دمعة قلبي .احبك هكذا ايتها المجنونة التي اسبح بأسمها طوال النهار واناء الليل…واهذي.على وقع خطاها حين يجن بروحي الليل.وتسافر النجوم الى عينيها وتتركني وحيدا……
تعال أيها ألبعاد
اقلب لك طرفي،ايها الوجع البعيد،واغزل من رمش عيني حصيرة تجلس عليها،لك ما تريد،الماء كله بين يديك والشمس والقمر وما يزيد،لاتبال ياوجعي الوحيد.تعالي الي الليلة اوضب لك غرفتي وازين جدرانها بالوان زاهيات واشعل لك قلبي شمعة للميلاد البعيد.واقرأ لك قصيدتي الجديدة .تعال يا بعيد تعال يا قمر .وحدنا الان.افتض بكارة الحفلة وارش ماء الورد على اصص الحضور.فتنبت فيها ازهير حزن واوراق شوق وبقايا عناق.لاتغلقي خلفك الباب دعيه مفتوحا على السماء كي تقرأ النجوم طالعه.دعيه..دعيه مفتوحا يحتضن المطر.،لاتقلقي فلا حزن يعرش على شفاهك ولادمعة تهرب من بين عينيك،سأحضن البحر وأمشي اليك،ولا أترك الموجة تنأى من ناظريك،قلت تعالي لاتخافي من وحشة الطريق وقلبي سيف عشق يزين معصميك..لا تبالي تلك نجمتي تميمة البعاد ترنو اليك..قلت تعالي اقلب اوجاعي كلها فتزهر الليالي شجرا لناظريك..تعالي اقبل تلك القصائد التي ضفرتها جدائلا لعينيك..تعالي وطنا يبوح لي اسراري عمري.ودعيني قمرا يهذي بين يديك .ومطرا يهطل قبلا لشفتيك..تعالي الان تعالي..