تطوير الملاكات التربوية
المنهج والتقويم
تعتمد كفاءة المعلم والمدرس والاستاذ الجامعي ونجاح العملية التربوية على مقومات عديدة وفاعليته في إيصال المعلومة إلى ذهن الطالب والتأثير فيه في ظل التطور الكبير الذي يشهده العالم في مجال التربية والتعليم وانطلاقاته الجديدة في عالم التكنولوجيا والاتصالات ما يجعل الهيئات التعليمية والتدريسية أمام ضرورة التطوير ومواكبة التطورات العالمية ليس عبر اشراكهم في دورات محلية فحسب بل عبر إرسال البعثات الى الخارج والاطلاع على التجارب العالمية الناجحة والدخول في دورات تدريبية على مستوى عالٍ لان الجودة في العملية التربوية أصبحت تتوقف على نوعية وكفاءة تلك الهيئات .
ومن هنا أصبح على المؤسسة التربوية ان تعمل على وضع البرامج والخطط الكفيلة بتطوير الهيئات التدريسية والأساتذة لكي يكونوا أعضاء فعالين وشركاء في برامج التنمية الوطنية من خلال إسهامهم في وضع الدراسات والبحوث الكفيلة بتقديم الرؤى العلمية لحل مشكلات التنمية.
ولابد من توفير مقومات التطوير الأكاديمي للمدرس والأستاذ الجامعي بدءاً من الشخصية الى الأدوار المأمولة منه في أداء أعماله الأكاديمية سواء كانت تدريسية أو تقنية أو إدارية أو تنظيمية أو منهجية أو بحثية أو تقويمية. ويتضمن التدريب على أساليب التدريس الجامعي تدريباً نظرياً عملياً في أول عهده بالتدريس الجامعي، وكذلك أساليب الإدارة الجامعية، والتدريب التخصصي، وترقية المهارات البحثية، والتدريب على طرق تقديم الاستشارات المطلوبة منه.
عملية تطوير
ولابد من الإشارة هنا الى ان هناك الكثير من المشاكل التي تواجه عملية تطوير المدرسين والأساتذة أهمها اكتفاء الأستاذ بما حصل عليه من تعليم وتكوين علمي، وعدم حرصه على متابعة المستجدات العالمية ولاسيما المتعلقة بطبيعة عمله واختصاصه. وعدم استطاعة التدريس العراقي التواصل بنفس المستوى الفكري مع أقرانهم في العالم بسبب الاختلاف في الرؤى والأساليب للبحث العلمي والتعليم. ومن المشاكل الأخرى التي تواجه عملية التطوير هي الممارسات القيادية المحدودة التأثير وعدم توفر منظومة عمل جماعية تؤمن بالتغيير والتطور الأكاديمي وعدم قناعة الطالب بالمنظومة التعليمة بسبب عدم موائمة نمط التعليم مع أنماط التعلم للطلبة إضافة الى عدم توفر مراجعة حقيقة للبرامج الدراسية المتاحة للطلبة والتي تحقق تطلعاتهم وأهدافهم في الحياة .
ولذلك نقول بأننا اليوم أصبحنا بحاجة إلى توسيع برامج تطوير الهيئات التدريسية لتدخل ضمن مناهج طلبة الـدراسـات العلـيا والجمعيات المهنية والتركيز على تطوير أعضاء هيئة التدريس كأشخاص وكمهنيين وكأعضاء هيئة تدريس في مجموعة وان القوة الدافعة لإنشاء هذه البرامج هو حاجة أعضاء هيئة التدريس لها ورغبتهم للتطور لضمان الاستمرار بالمنافسة. إضافة الى إننا بحاجة الى توزيع مهام برامج التطوير التعليمي حول عدد من المهارات ليشمل تطوير المهارات الفنية مثل عرض الصوت واستخدام الوسائل السمعية والبصرية ، وتطوير المهارات المهنية مثل التدريس والأبحاث والإدارة ، إضافة إلى تطوير المهارات المرتبطة بالتدريس مثل تطوير المنهج والتقويم. واعتماد مبدأ الشراكة كطريقة أساسية في تطوير قدرات عضو هيئة التدريس على أساس فردي. وأخيرا لابد من إنشاء المراكز المتخصصة في الجامعات بالإضافة الى مركز يعمل على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي للتفاعل مع العالم والتواصل مع التطورات العلمية والتكنولوجية من اجل ان نستفيد من التجارب العالمية ونقوم بتسخيرها لتطوير ملاكاتنا التدريسية وتهيئتها لخدمة العملية التربوية في العراق .
حيدر الرحماني – ميسان