تشومان هاردي.. هوية القصيدة

تشومان هاردي.. هوية القصيدة
عوّاد ناصر
هي شاعرة كردية، ولدت في كردستان، ونشأت في بلدين متجاورين متوتري العلاقة حتى النزيف والارتياب العراق وإيران.. لتقيم أخيراً في بريطانيا، أصغر شاعرة تنشر لها قصيدة في قطار الأنفاق.
وصلت المملكة المتحدة عام 1993 لتدرس في كلية الملكات أكسفورد، والكلية الجامعة لندن وجامعة كنت كانتربري.
شاعرة وكاتبة وعملت شاعرةً مقيمةً في أكثر من دولة غرب العالم وشرقه. لها ثلاث مجموعات شعرية باللغة الكردية، ونشرت أولى مجموعاتها الشعرية بالإنكليزية بعنوان حياة من أجلنا عن دار نشر بلوداكس .
كما نشطت في إسهامات ثقافية وشعرية بعدد من المراكز المتخصصة وورش تدريب الشباب في بريطانيا وكردستان بيوت الشباب الثقافية في مدن مختلفة.
حصلت شومان على منحة دراسية لمدة سنتين، ما بعد الدكتوراه، عام 2005، لإعداد بحث عن الأرامل الكرديات بعد حملات الإبادة والتهجير التي تعرض لها الكرد، وقدمت نتائج بحثها في عدد من الدول الأوربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة والنرويج وألمانيا وهولندا.
ركبت شومان قصيدتها لتبحر سفيرة لشعبها، مثقلة بمهمات وأفكار وأسئلة عدة، بشأن هويتها وتجربتها الشعرية فتقول عن بداياتها كتبت أولاً القصة القصيرة؛ باللغة الكردية، في عشرينياتي، وتحولت إلى الشعر بعد قراءتي للشعر الفارسي، ولم أتوقع أنني سأصبح شاعرة.. كنت أتساءل إذا كان هذا هو الشعر فبإمكاني، إذن، كتابته .
أما تعليقها على سؤال يتعلق بهويتها، هل هي بريطانية أم كردية؟ فيقول من يقيم في بلد أو مجتمع ثان غير بلده الأصلي، فهو يحمل هوية مزدوجة. لكن يمكنني وصف نفسي بأنني شاعرة بريطانية لأنني أكتب بالإنكليزية، وتجربتي تطورت بتطور الأدب لإنكليزي، كما يجوز لي أن أكون شاعرة كردية لأن الكثير من مادتي الخام وذاكرتي كرديتان عبرت عنهما باللغة الإنكليزية.
ليس ثمة من ختم على المرء يعلن عن هويته. وأنا أشعر بارتياح لهويتي الأولى أو لكلتيهما .
وحول ما إذا منحتها ثقافتها المزدوجة أي هوية مميزة، تجيب على الكاتب أن يتنوع ويتحرك وأن لا يتمسك بقضية واحدة، أو موضوع واحد، أو ثيمة واحدة، فالكاتب المغترب، مثلاُ، لا يحسن به أن يكرر موضوعة الاغتراب أو الهجرة، أو لكونه لاجئاً. إنه لأمر مهم أن لا يتمسك الكاتب في الكتابة عن قضية ما طيلة حياته .
أما عن المقارنة بين قصائدها، الكردية والإنكليزية، فتقول قصائدي الكردية أكثر موسيقية من الأخرى، وأشعر بهذا عند قراءتها، رغم أن لكل لغة موسيقاها وإيقاعها، وفي اللغة الإنكليزية ما زلت أكتشف لأنها لغتي الثانية، أي أنها لغة غير مكتملة تماماً.
وتستطرد تشومان في الحديث عن تأثير السيرة الذاتية في عملها قائلة الكثير من نصوصي يعتمد السيرة الذاتية، خصوصا في اللغة الإنكليزية، رغم أن الكتابة بلغة أخرى هي إحدى صيغ النأي، أو هي فسحة للكتابة عما هو شخصي، مهما كان عمق الموضوعات في النص .
تستعرض تشومان تجربتها في مزيد من التفكر والاعتزاز، وغالباً ما تتوقف عند لحظات محددة من الزمن، زمن تجربتها ومسار قصيدتها، حتى أن بعض قصائدها يحمل تاريخ ومكان الحدث، وتصف تجربتها مقرونة بقراءتها قصيدة بعنوان بيت متنقل للشاعر جاكوب بولي وهو يصف بيتاً يتنقل جزءاً فجزءاً، قطعة قطعة، في المكان، وكيف أن هذه القصيدة ألهمتها الكثير بل دفعتها إلى البكاء بعد الانتهاء من قراءتها.. لأنها تعبر عما حدث لنا كمهاجرين.
في حديث تشومان المتنوع كثير مما يمس تجارب الآخرين من الكتاب والشعراء المغتربين والمنفيين والمهاجرين، فثمة تاريخ كامل من الشعر والموسيقى، من الحكايات والأمثال، من المكان الأول والزمان الأول، يحمله الشاعر المغترب معه، حسب قولها.
/4/2012 Issue 4170 – Date 10 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4170 التاريخ 10»4»2012
AZP09

مشاركة