تسويق الخطاب الإرهابي

تسويق الخطاب الإرهابي

من المعروف إن وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية تُعد إحدى أهم وسائل التأثير وتطبيع الافكار والاراء في أفراد المجتمع، ولاسيما المرئية والتفاعلية منها، بل أنها قد تعد إحدى أهم الوسائل التي تساعد الجمهور المتلقي في تشكيل أرائهم وأولوياتهم، حول القضايا في المجتمع.

وفي زمن العولمة التكنلوجيا وتطور استخدام وسائل الاعلام المختلفة سعت عصابات الارهاب التكفيرية لنشر سياستها وأيدولوجيتها الفكرية والارهابية من خلال قنوات وسائل الاعلام، بعدما عجزت عن عولمة أفكارها عن طريق منابر الظلام، باعتبارها أقل تأثيرا وتغلغلا في عمق الحياة الاجتماعية الحياتية.

يقول الدكتور نصيف جاسم في كتابه داعش وحرب العقول، إن تأسيس الجهاز الاعلامي لتنظيم القاعدة على يد يوسف العبيري الذي نشط عبر المواقع الالكترونية يبث البيانات المرئية والصوتية، وعلى الرغم من الاصدارات والبيانات الاعلامية للتنظيم، إلا أنها كانت محدودة تميزت بانحسارها وضعف خطابها الاعلامي، ولم يستثمر تنظيم القاعدة شبكة الانترنت بما يحقق الانتشار.

لكن ما السبب وراء الانتشار الاعلامي لعصابات داعش الارهابية؟

بغض النظر عن الدعم الذي تلقته تلك العصابات بجوانب مالية وبشرية وحتى تقنية، فالسبب الرئيسي لنجاحهم إعلاميا هو مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، كعنصر رئيسي والترويج الذي تتلقاه عملياتهم الارهابية في وسائلنا الإعلامية للأسف.

تسعى الجماعات الارهابية لتحقيق هدف أساسي من توظيفها لوسائل الاعلام، وهو الترويج لعملياتها الارهابية وغرس الخوف والعرب في نفوس المواطنين.

التسابق على نقل صور التفجيرات الارهابية، وعرض صور الشهداء لحظة التفجير، جعل تلك المؤسسات الاعلامية أدوات فعالة وسريعة لتحقيق هدف العصبات وهو الارهاب.

 الموضوع لم ينته عند المؤسسات الاعلامية التي لا تفقه غير لغة السبق الاعلامي متناسية التأثيرات السلبية لتلك الصور، بل أمتد إلى مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين يتسارعون بمشاركة تلك الصور على نطاق واسع، بسبب الجهل بحيثيات تأثير تلك الصور وتحقيقها لهدف تلك العصابات بصورة مباشرة.

يقول توماس جيفرسون” إذا كانت الصحافة ,, فالمجتمع أمن ” لما لها من أدوات فعالة للتأثير على سلوكيات الافراد، فإذا كانت تلك الصحافة أداة مساعدة للإرهاب فسيتم تأجيج الوضع، وتحفيز تلك العصابات على ممارسة المزيد من العمليات، لتقوم تلك القنوات والناشطين بمواقع التواصل الاجتماعي بالترويج لها.

خلاصة القول عصابات الارهاب تبحث الانتشار وزرع الخوف والرهبة في لنفوس المواطنين بعملياتها المتنوعة، ولإحباط تلك المخططات وأفشالها علينا أن نعمل وفق سياسة النشر الواعي، وتجنب عرض صور الانكسار والضحايا.

مصطفى عبد الكريم

مشاركة