تسمية المصائب بأسمائها

تسمية المصائب بأسمائها
جعفر عبد المهدي صاحب
مقدما نقول لسنا بحاجة الى الكلام المعسول الذي ينطلق من اننا اخوة ولا فرق بين سني وشيعي ومسيحي وصابئي..الخ. بل نحتاج الى وقفة نقدية لتقويم الذات وقول الحق حتى لو كان على أنفسنا.
موضوع العنف والارهاب لا يتطلب البحث في كينونته بل البحث عن مسببانه. وفي عراقنا المستلب تعد تنظيمات القاعدة المجرمة من اهم الجهات المسببة للعنف تنفيذا وتمويلا وتخطيطا. ولأنني من ابوين شيعيين ومن مواليد النجف ومؤمن بمذهب آل البيت ولا احد يزايد علي في هذا الجانب، فإنني سوف انتقد الممارسات الشيعية التي ربما كانت سببا محوريا للعنف والارهاب. فإذا اردنا ان نبحث في مسببات غضب القاعدة في العراق على وجه التحديد فعلينا ان ننتقد ممارساتنا المذهبية المشينة ولعل ابرزها
1 ــ ظهور بعض المعممين على الفضائيات واليوتوب يلعنون برموز الطرف الاخر وبشكل مهين ومقرف بضربة كوكل واحده تستطيعون مشاهدة المعمم يا ســر الحبيب أن يقول هذا الشخص لا يمثل الشيعة ولكننا نقول انه يطرح ادبيات الشيعة التي تعود للقرون المظلمة. ويتكلم باسم مذهب اهل البيت. والادهى من ذلك لم ترد عليه اية مؤسسة من المؤسسات الشيعية لتبرئ المذهب مما يقوله هذا المعمم المهوس باشعال نيران الفتن الطائفية البغيضة. اناشيعي وأؤمن بان علي ع افضل الخلق بعد رسول الله ص وهذا ليس عيبا. وبالمقابل هناك اكثر من مليار مسلم من يعتقد ان ابا بكر رض افضل الصحابة بعد الرسول ص وهذا ليس عيبا ايضا. ولكن ان ياتي شخص معمم ويلقي دروسا ومحاضرات تفيد بأن ابا بكر وعمر في النار، وفي محاضرة اخرى يبرهن بطريقته ان عائشة …. ، وفي محاضرة غيرها يقول ان عمر رض مصاب في دبره …… ..الخ من هذا الكلام السخيف.
لماذا يظهر مثل هذا الداعية الآن؟
وماذا سنعمل لو ان شخصا تعرض لرموزنا الدينية؟ فمثلما يوجد شيعة متعصبون فهناك سنة وهابيون.
2 ــ في السنة الاولى من التغيير في العراق شاهدنا على الفضائيات نزول باخرة في ميناء أم قصر اسمها بيعة الغدير وأنا هنا لست بصدد صحة البيعة من عدمها ولكن هل الباخرة تم شرائها من اموال الشيعة ام من ميزانية الدولة العراقية؟ واذا كانت الباخرة عراقية وهذه حقيقة فان ملكيتها ستؤول للعراقي الشيعي والسني والكردي والعربي واليزيدي والآثوري والصابئي..الخ انها اذن ليست للشيعة. فلماذا تم اختيار هذا الاسم الاستفزازي.
2 ــ في هذه الايام تم فتح فضائية شيعية تبث من قمر امريكي مهمتها بث الفرقة والتناحر ويكفي من اسمها فدك الذي يدل على تأجيج الحقد واثارة الضغائن على اساس ان ابا بكر رض حرم السيدة فاطمة ع منها. ما العبرة من ظهور فضائية تحمل هذا الاسم الملغوم؟ ولماذا ظهرت الان في هذه الظروف بالذات؟
3 ــ رئيس الوزراء العراقي يعتب لوجود اميين في بعض مجالس المحافظات، يهب في وجهه معمم جاهل اجوف ليقول ألا تعتقد يا دولة رئيس الوزراء ان حب الحسين اكبر من شهادة الدكتوراه . هل توجد سخافة اكبر من هذه السخرية؟ ما علاقة حب الحسين ع بالموضوع؟ هذا الكلام يمكن ان يقال في الحسينيات ومواكب اللطم وليس في مؤسسات الدولة الرسمية التي تضم حتى غير المسلمين ويتمتعون بنفس الحقوق المدنية في دولة تعيش القرن الواحد والعشرين.
4 ــ تورط بعض الاطراف في عمليات القتل على الهوية.
5 ــ تصاعد اعمال الاجرام والقتل داخل المؤسسة الدينية الشيعية. وأنا أسال هل يتجرأ أحد من خارج دائرة المعممين ان يدخل صحن الامام علي ع ويقتل ابن الخوئي وكليدار الروضة بالسكاكين؟ نحن هنا ليس هدفنا تسمية المجرمين ولا هدفنا الدفاع عن ابن الخوئي الذي دخل النجف على ظهر دبابة امريكية، ولكن هدفنا الاساس هو اثبات ان المجرمين من داخل زمرة العمائم السياسية.
هل يستطيع علماني ان يدخل الصحن في تلك الظروف ويقتل ابن الخوئي؟ هل يستطيع سني ان يدخل الصحن ويقتل ابن الخوئي؟
6 ــ في الاونة الاخيرة اخذت تظهر بعص المقالات و البحوث التي تحمل عنوان استشهاد الرسول ــ ص ــ ولا نعلم من اين جاء هذا التعبير علما باننا نعيش في النجف ونعرف ان السابع من صفر هو يوم وفاة النبي ص وليس استشهاده. لقد جاء في تلك المقالات بان الرسول مات مسموما والذي قام بهذا العمل الاجرامي ابو بكر وعمر وعثمان و…. عائشة وطلحة …الخ . هل هذا الكلام يمكن ان يتقبله عاقل؟ ولماذا ظهرت هذه الامور الآن؟
كلام سخيف وارى ان الشهادة ليست أسمى من النبوة.
ختاما اقول علينا ان نشخص هذه السلوكيات الشيعية او المحسوبة على الشيعة ونلاحق ونفضح مرتكبيها بشتى الوسائل حتى لا يداف الشهد بالسم وتنفتح الفرصة للافكار التكفيرية لتقوم بأعمالها الاجرامية.
النقد الذاتي الجمعي ضرورة يجب ممارستها عندما نرغب غي التقييم او محاكمة الظروف الحالية.
فعندما نقول ان الفكر التكفيري هو فكر اجرامي علينا في الوقت نفسه ان نشخص الاسباب التي دعت الوهابيين في ارسال من ينفذ عملياتهم الانتحارية في العراق.
من خلال هذه المداخلة قمت بممارسة النقد للجهة التي انتمي اليها ونأمل ان تقوم الاطراف الاخرى بممارسة الطريقة ذاتها.
اعتقد بان التفكير بهذه الطريقة سوف يحد من ظاهرة العنف والارهاب. وهذا خير من المقالات الرنانة التي تفوح منها رائحة المجاملة.
/5/2012 Issue 4199 – Date 14 Azzaman International Newspape
جريدة الزمان الدولية العدد 4199 التاريخ 14»5»2012
AZP07