تسريبات الزيارة


تسريبات الزيارة
فاتح عبدالسلام
كل ما جرى تسريبه من مطالب هو غير واقعي، عن الزيارة التي يعتزم القيام بها رئيس الحكومة العراقية الى واشنطن للقاء الرئيس باراك أوباما .
ما دار من تسريبات تناقلتها وكالات الأنباء العالمية عن مصادر كبيرة موثوقة هي أماني ورسائل ذات دلالات غير مؤثرة لاسيما فيما يخص صفقات سلاح ، فالتسليح ببساطة أمر لا يمكن بحثه في مثل هذه الزيارة التي تأتي بعد بضعة شهور على الحكومة العراقية الجديدة التي طالبتها واشنطن كما فعلت مع يسابقتها بخطوات حقيقية للمصالحة الوطنية لأن القضاء على تنظيم داعش ليس هو نهاية المطاف ، حيث كان العراق في حالة مزرية وداعش لم تدخل البلد لاسيما عندما استقبل أوباما استقبالاً فاتراً نوري المالكي الذي واجهته واشنطن بنكثه لكل وعود المصالحة التي يريدها الامريكان. المصالحة التي هي أكبر وأقوى سلاح يضمن وحدة العراق واستقراره، المصالحة التي بات ينشدها البيت الأبيض قبل العراقيين المظلومين، فهم بحاجة اليها لتبدو ثمرة واحدة نافعة يمكن تغطية عيوبهم المخزية التي افتضحت من خلال احتلال العراق استناداً الى كذبة جلبت آلاف الأكاذيب الى واقعه وأبرزها هذه التبعية التي يراد زج العراق من خلالها تحت سطوة ايران.
لو سألوا رئيس الحكومة الجديدة وسيفعلون لا محالة ،نفس السؤال الذي تلعثم في اجابته سلفه ،فماذا سيقول؟ هل تقتنع واشنطن بوعد يراد منه التسويف ،وإذا كانت النية سليمة فالأمر الأولى تنفيذه في العراق هو انهاء النفوذ الايراني وجميع الملحقين به من مسؤولين مهما كانت رتبهم الوظيفية والطلب من واشنطن مراقبة جدول زمني لمصالحة شاملة لا فيتو فيها على شيء وليخرج الجميع من المقولات الجاهزة التي تدور في فلك المماطلة والتبريرات التي تترك هامشاً قانونياً لتصفية الآخر بطرق تبدو مشروعة .
اليوم هناك فرصة لا تحتمل اللعب على الحبال، حيث تعلمت واشنطن جيداً من اخطائها بعد اثنتي عشرة سنة من احتلال العراق واحلال النقوذ الايراني فيه ، حيث لا تستطيع أية شركة أمريكية العمل في العراق خشية اختطاف عامليها من مليشيات الحرس الثوري الايراني السائبة. هذا الحال تعرفه واشنطن جيداً وسوف تنظر الى العراق الجديد الذي هو عراق ما بعد تنظيم داعش من خلاله.
مَن كان يلعب بنفس أوراق اللعبة قبل قبل خمس وسبع وتسع سنوات واهم ومفضوح ومحط سخرية العراقيين.

رئيس التحرير 

لندن