تساؤلات مشروعة

تساؤلات مشروعة

 سأل الشهيد زوجته حين زارها في الحلم: هل انتهى التحقيق في ملابسات الانفجار؟ وهل قبضوا على الفاعل؟ في غضون أيام كانت معه في عليين تتساءل هي الاخرى عن الجهة ألتي قصفت خيمتها بالهاونات. هو حال الاحياء والاموات في بلد الرافدين الكل يسأل ولا إجابة. بعد كل تفجير وحادث قتل وقصف بالهاونات واغتيال، يظهر المسؤول ويهدد ويدافع عن أرواح المواطنين ويوجه بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق ومعرفة الجناة…. وبعد أيام يموت الموضوع وينسون أمر اللجنة. هو المشاركة الحقيقية في جريمة قتل المواطن بشتى الطرق، وفي اعتقادي بأن المواطن شريك في الجريمة أيضا لانه لايطالب بالوقوف على عمل لجان التحقيق، بل يتناسى لحين وقوع الكارثة التالية ويعاد سيناريو اللجان ويتقبلها الناس بكل صمت. منذ الاحتلال وحتى الان لم نتعرف على أي حقيقة توصلت لها لجانهم، ولم يقدم إي شخص للمحاكمة بتهمة القتل والتهجير والتفجير والاغتصاب، كل الملفات دون جواب، هل الحوادث هي بفعل أشباح ام أناس من خارج مجرتنا ام هم أنفسهم من يحكمونا ويتلاعبون في حياتنا ومقدراتنا ومصيرنا؟  حين يكون المجرم في مأمن من العقاب، يفعل مايشاء ويتمادى في الظلم والاجرام. حين يتقبل الشعب العيش بهكذا ظلم وجور، وحين ينام بدون مروحة وكهرباء في عز الحر، حين يمد يده متسولا وهو قبل سنوات كان يملك الدار والمال والكرامة، حين يودع فلذات كبده ظلما وغدرا بكل صمت، وحين يعتدي الغريب على شرفه ويسكت، وحين يعاود الكرة بانتخاب قاتليه، هنا نقول وأسفاه على غيرة أجدادنا، لو كانوا بيننا لتسابقوا للعودة إلى قبورهم مولوليين أسفين على أحفاد الخنوع والضعف.

نداء الجنابي

مشاركة