تساؤلات عن الربيع العربي

تساؤلات عن الربيع العربي
لم تمــــض مدة طويلة على انتصار ثورات الربيــــــع العربي حتى يمكن ان يأتي الحكم موضوعيا على اداء الحكومات وفعل هذه الثورات لكن المؤشرات تشير الى ان ما اعقبها افرز حالة من التناحر والاستقطاب والانقسام بين القوى الوطنية والسياسية على العكس ما كانت عليه ابان الثورة .. وكان الصراع على الدستور في مصر مثالا على هذا الانقسام … مما جعل الكثير من المراقبين من داخل تلك الدول وخارجها يطرحون جملة من التــــساؤلات بعد هذه الانقسامات من بينها ..
هل حقا وحدت الثـــورات هؤلاء وفرقتهم المغانم أم هي نتيجة طبيعية لكل ثــــــــورة تكون في مرحلة انتقالية.. ولماذا استمرأ المعارضون الشوارع والميادين طريقا لتحقيق ما يريدون ..؟ وهل اصبح الشارع ورقــــــة الضغط بيد الحاكم والمعارض معا بعد ان كان سلاحا للمعارض فقط وهل سيكون مفتوحا على مفاجأت اكبر مما حصل حتى الان .
وازاء ما يحصل يتساءل البعض ما الفرق اذن بين السابق واللاحق ما دام الامر قد يفضي الى مال واحد .. فهذه الدول ان خرجت من مستنقع الفساد والاستبداد انحدرت الى قاع الانقسام والاعتصام والاضراب وحصار المؤسسات والاحتراب بين جمهور الفريقين وبالتالي توقف الانتاج والتنمية وفي الاثنين ضاع المال وهدرت الفرص وحل التحكم الى القوة والفوضى بدل القانون وسماع نفس النغمة من الاتهامات بالتزوير والتخوين ومصادرة ارادة الناخبين .. وكل ذلك ما يتنمناه من ثاروا عليهم .
اسئلة كثيرة تطرح عن حال دول الربيع العربي بعد هذا الاستقطاب والانقسام بين القوى السياسية والوطنية والشارع بعد ان كان التوافق متحققا على هدف واحد قبل التغيير وهو اسقاط تلك الانظمة ، لكن ظروف الثورة لم تسمح بالاتفاق على شكل النظام … وبعد ان ترك الامر للديمقراطية بأن تقرر صناديق الانتخابات من يختاره الشعب من خلال من يفوز حسب انتمائه الفكري والسياسي حدث ما لم يكن متوقعا ان يحدث بهذه السرعة من الانقسام واصبح الصراع بين فريقين هما تيار الاسلام السياسي والتيار المدني وكل طرف يحاول تحقيق اهدافه ورؤاه وتعطيل هدف الطرف الاخر .. وبالتالي اين استحقاق بناءالدولة والبلدان بالرؤى الجديدة وفعل الثورات .. هل حل محله الصراع بين الفرقاء لجني ثمن المشاركة في الثورات .. وهل زحف الشتاء القارص على ربيع العرب قبل أوانه .؟؟ وهل ستطفيء رياح الشتاء الباردة شرارة الاحتجاج التي اطلقها التونسي بوعزيزي الذي كان جسده وقود الثورة لتشتعل حيث ما كان هناك ظلم واستبداد أم ستستمر جذوة الثورة مهما تلبدت السماء بالغيوم والعواصف العاتية ؟
وبالتأكيد لا يمكن لزمهرير الشتاء حتى وان كان سيد الفصول ان يلغي فصلا عرف بالهدوء وصفاء السماء وهو الاقرب الى النفوس المتطلعة الى الحرية والفضاء الارحب .. وفي كل الاحوال فأن الاختلاف مسألة طبيــــــــعية وهو من سنن السياسة لكن بشرط توفر ارضية تستند على شراكة وطنية تسعى من اجل تحقيق الاستقرار والتنمية والبناء وحرية الانسان .
طالب سعدون
AZP02

مشاركة