تساؤلات طالبة جامعية
في فترة الإمتحانات الأخيرة – كما كُل الإمتحانات _ حدث معي موقف سمج إستدعاني للكتابة عنه..
لأني طالبة وقسمي _ عُلوم الرياضيات – (لكلية العلوم للبنات / جامعة بغداد) لم يُعلمني التفاؤل به وأخذ الأمور على مجرى الإطمئنان . كُنت أتوقع اسوأ الأمور ، فمثلاً كُنتُ أُحاول الإحتفاظ بنُسخ الأسئلة بعد كُل إمتحان ، لأنّي سأحتاجها شئتُ أم أبيّت .
ففي أول يوم إمتحان لي عندما إنتهيت من الإجابة وشرعتُ بتسليم الدفتر ، طلبتُ من الأُستاذيّن المُراقبيّن أن أحتفظ بنُسخة الأسئلة معي .
لكنُهما رفضا _ كما كُل مرة _ والسبـــــب كان أن اللُجنة المسؤولة عن سيّر الإمتحانات ترفض إعطاء أيّ طالب نُسخة من أسئلة أيّ إمتحان نهائي (حسب قوانين مجلس الكلية) ، لكن من باب أن أحد الأستاذيّن المُراقبيّن كان أحد مُدرّسـي بالمرحلة وعلى معرفة جيّدة بي ، وعَدَني بأن يحتفظ لي بنُسخة عنده .
الوعد الأول
بعد يومين أو أكثر إستفسرت منهُ عن أمر الأسئلة فأجاب : بأنهُ سيأخُذ إذن مُدرّس المادة ، إن وافق ، فسيعطيني النُسخة .
الوعد الثاني
الغريب بالأمر .. أنّي علِمت أن أحدى الطالبات حصلت على الأسئلة (مُصورة بالهاتف بعد الإمتحان) وأن أساتذة أُخُر يعطون أسئلة الإمتحان بكامل السهولة ! لكن ! إن كان الأمر إنضباطاً لهذه الدرجة لِما حَصلَت هذه الطالبة على نُسخة ؟! وإن كان الأمر مُمكناً ومجرّد إدّعاء وتحجُجً لِمَ لم أحصل أنا على نُسخة منها ؟!
في اليوم التالي ذهبت ُعندهما _ لأفهم ما الأمر ولِما بدا صعباً لهذه الدرجة .
فكان هُناك وقت من النقاش حول هذا الأمر ، حتى أن أحد الأساتذة الموجودين شهِد بالنص وقال :
(دكتور ، تقى تستاهل الواحد يسعالها …) . فكان بأن وعدني مُدرّس المادة بهذه مرة أن يأخذ لي نُسخة من اللجنة نفسها ، لكن بعد أن يأُخذ إذن (رئيس قسم الرياضيات)
الوعد الثالث
وانتهى الأمر أن تأبى ( السيدة رئيس القسم ) أيضًا واعطاء أيّ نُسخة أسئلة ، وبهذا لم أحصل على أيّ نُسخة منهم .!!
في ما تقدم وما على شاكلته .. أمر خالٍ من الإنضباط رُغم إدعائهم المُتكرر به وإن ميزان الثقة بين الطالب والأُستاذ يكاد يكون شُبه معدوم ، وحتى الأستاذ الذي يعتمد معاملة الثقة المُفرطة جدًابينهُ وطلّابه يظهر للكثيرين سهل المنال .. متواطئ وساذج ! مع كامل إحترامي أيّ أن الأمر غير مُجدٍ بأقصى ما قلّ وبأقصى ما نفع .
أرى أن الإنصياع الأعمى وراء القوانين الموضوعة دون دراستها وتحسسُها والتملّي بها جيداً وأخذها على المدى البعيد ، أمرٌ خالٍ من الإنسانية والعمل بمثل تلك القوانين ( غير الداعي لها ) أمر يُكثر الفوضى أكثر من الإنضباط ..،
أنا لا أقصد بهذا أن ” أُستاذي” كان حجرًا صوّانًا بتعامله . أبداً ! بل العكس كان كبيرًا بإنسانيتة وإحترامه.. ومُتوددا فضلاً عن ذلك سيكون مُتقاعداً السنة القادمة !! أيّ أنّهُ كبير العُمر والخبرة و وفير الإنغماس بفهم الحياة وتقييم المواقف ، وهذا ما دفعني للكتابة عنهُ .
يقول بلاتو الفيلسوف :
(الشخص العاقل لا يحتاج إلى القانون ليجعلهُ يتصرف بطريقة صحيحة ، والشخص السيئ سيجد دائماً الطريقة المُناسبة لمُخالفة القانون) .!
تقى أسعد – بغداد