تركيا تدعو الى الرد على الجريمة وايران تحذر من الضربة العسكرية وكردستان العراق تستبعد التدخل عبر الحدود
الاردن لن نكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا
واشنطن ــ اربيل ــ رويترز
طهران ا ف ب ــ انقرة
رويترز ــ الزمان
اكد مصدر حكومي اردني امس ان الاردن لن يكون منطلقا لأي عمل عسكري ضد سوريا، فيما يختتم 10 رؤساء هيئات اركان لجيوش عربية واجنبية اجتماعا في المملكة حول تداعيات النزاع في سوريا. وقال المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه ان الاردن لم يغير موقفه من الازمة في سوريا ولن تكون اراضيه منطلقا لأي عمل عسكري ضد دمشق . ودعت عمان غير مرة لايجاد حل سياسي للازمة في سوريا.
وتاتي هذه التصريحات في اليوم الثاني لاجتماع في الاردن يضم رئيس هيئة الاركان المشتركة الامريكية الجنرال مارتن ديمبسي ورؤساء هيئات الاركان في كل من المملكة العربية السعودية وقطر وتركيا والمملكة المتحدة وفرنسا والمانيا وايطاليا وكندا لبحث تداعيات النزاع السوري. واوضح المصدر ان الاجتماع الذي شارك به 10 رؤساء هيئات اركان لجيوش غربية وعربية يختتم اليوم الثلاثاء، وسيبدأ المشاركون بمغادرة عمان مشيرا الى انه تم الاعداد له منذ اشهر وسبقه اجتماعان لنفس المجموعة في لندن وفي الدوحة وسيتبعه اجتماعات لاحقة في عدة عواصم لدول شقيقة وصديقة . وقال ان تفاصيل البحث في الاجتماع لن يعلن عنها انما هي تتطرق الى الاوضاع في الاقليم وخاصة النزاع في سوريا، التفاصيل لن تكون متداولة اعلاميا لطبيعتها العسكرية . وكان وزير الخارجية الاردني ناصر جودة قال في مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره المصري نبيل فهمي الاحد في عمان انه لا شك ان اجتماعا لقادة عسكريين حتى وان كان مبرمجا منذ مدة، لابد ان يتعامل مع تطورات الموقف على الارض والسيناريوهات وان يكون هناك حديث شامل للعسكريين عن كل السيناريوهات المطروحة في المنطقة وتأثيرها على امن واستقرار الدول المعنية . ويأتي الاجتماع في وقت تجري فيه واشنطن مشاورات مكثفة لبحث امكانية شن ضربة عسكرية على النظام السوري، بعد اعلان وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين ان استخدام اسلحة كيميائية في 21 آب في ريف دمشق امر اكيد . ودعت وزارة الخارجية الروسية الثلاثاء الولايات المتحدة والاسرة الدولية الى الحذر بشأن سوريا محذرة من ان اي تدخل عسكري ستكون له عواقب كارثية على دول الشرق الاوسط وشمال افريقيا.
وتتهم المعارضة السورية نظام دمشق باستخدام الغازات السامة في هجمات على ريف دمشق الاربعاء الماضي اوقعت بحسبها 1300 قتيل. ونفت دمشق بشكل قاطع ان تكون استخدمت اسلحة كيميائية واتهم اعلامها المعارضة باستخدام هذا السلاح في جوبر في شرق دمشق. وحذر الرئيس بشار الاسد الولايات المتحدة من اي تدخل عسكري في سوريا. من جانبها حذرت ايران مسؤول كبير في الامم المتحدة من ان تدخلا عسكريا ضد دمشق قد تكون له عواقب وخيمة على سوريا والمنطقة برمتها، وفق ما اعلن الثلاثاء الناطق باسم وزارة الخارجية عباس عراقجي.
في وقت قال قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو امس إن شن هجوم بالغاز السام قرب دمشق الأسبوع الماضي يمثل جريمة ضد الإنسانية واختبارا للمجتمع الدولي. وأضاف للصحفيين هذه جريمة ضد الإنسانية. والجريمة ضد الإنسانية ينبغي عدم السكوت عنها وما ينبغي فعله يجب فعله. بات واضحا اليوم أن المجتمع الدولي يواجه اختبارا . وقال عراقجي ان وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف اكد خلال حديث مع الامين العام المساعد للامم المتحدة للشؤون السياسية جيفري فيلتمان ان استخدام الوسائل العسكرية ستكون له عواقب وخيمة ليس فقط على سوريا بل ايضا على المنطقة برمتها .
وتحدث الناطق عن ادلة تثبت مسؤولية المعارضة السورية في الهجوم مؤكدا ان روسيا قدمتها الى مجلس الامن الدولي . وبعد التذكير ب الوضع الحساس جدا في المنطقة اعرب المتحدث عن الامل في ان يبدي القادة الاميركيون وبعض الدول الاوربية ما يكفي من الحكمة لا سيما انه لم يصدر اي تفويض من مجلس الامن الدولي لعملية عسكرية.
وفيلتمان الذي يزور طهران منذ الاثنين في اطار جولة اقليمية، هو اكبر مسؤول دولي يتوجه الى طهران منذ سنة. وكثفت ايران، اكبر حليف اقليمي لسوريا، خلال الايام الاخيرة التحذيرات من تدخل اجنبي بعد هجوم مفترض بالاسلحة الكيميائية على ضواحي دمشق في 21 آب نسبته المعارضة وعدة عواصم غربية الى نظام الرئيس بشار الاسد. وفي حين تجري الولايات المتحدة اتصالات مكثفة حول عملية عسكرية محتملة اعلن وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاثنين ان استخدام اسلحة كيميائية بات اكيدا دون الاشارة الى الطرف المسؤول عن ذلك. وافادت الصحف الامريكية ان الرئيس باراك اوباما يدرس احتمال شن غارة على سوريا تكون محدودة في المدى والزمن. من جانبه اعتبر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه يمكن الرد على استعمال اسلحة كيميائية دون تفويض من مجلس الامن الدولي. من جانبه قال مسؤول كردي عراقي بارز ان اقليم كردستان في شمال العراق لا يزمع ارسال قوات الى سوريا للدفاع عن الاكراد هناك رغم المخاوف الامنية التي دعت الالاف منهم الى عبور الحدود. وقال الزعيم الكردي العراقي مسعود البارزاني في وقت سابق من الشهر الحالي ان اقليم كردستان الذي تتمتع قواته بتسليح جيد مستعد للدفاع عن الاكراد الذين يعيشون في شمال شرق سوريا اذا تعرضوا لتهديد من جانب متشددين معارضين سيطروا على مساحات من الارض في الشمال. لكن رئيس اركان قواته قال ان هذا لا يعني ان كردستان تدرس ارسال قوات عبر الحدود في إجراء سيجر المنطقة أكثر الى صراع أحدث بالفعل انقساما متزايدا على الصعيدين العرقي والطائفي. وتبحث القوى الغربية اليوم الثلاثاء امكانية توجيه ضربة عسكرية لسوريا بعد هجوم مشتبه به بالاسلحة الكيماوية على أحد أحياء دمشق الاسبوع الماضي أدى إلى مقتل مئات المدنيين. وقال فؤاد حسين في اربيل عاصمة الاقليم سياستنا هي عدم التدخل عسكريا . واضاف أعتقد ان الاكراد في سوريا لديهم من سيدافعون عنهم . واضاف انهم لا يحتاجون الى ذهاب وحدات عسكرية الى هناك لكن ربما يحتاجون الى كل انواع الدعم الاخرى . وتابع قائلا ان كردستان العراقية يمكنها المساعدة في تنسيق المساعدات الدولية وتوقع نزوح مزيد من اللاجئين بعد وصول نحو 40 ألفا معظمهم سوريون أكراد في الاسبوعين الماضيين في واحدة من أكبر تحركات الافراد دفعة واحدة منذ بدء الصراع في عام 2011.
وتوقع مسؤولون اقليميون من مفوضية اللاجئين التابعة للامم المتحدة ان يفر ما يصل الى 100 ألف لاجئ سوري الى العراق خلال الشهر القادم إذا استمر هذا الايقاع. وحث حسين السوريين على عدم مغادرة بلدهم ما لم يكن ذلك ضروريا قائلا انه يخشى ان يحول النزوح باعداد كبيرة الانتباه عن القضايا السياسية الكردية. وفي اربيل حصل بعض السوريين الذين هربوا على تصاريح اقامة وعمل في فنادق ومقاه.
وقال حسين نشعر بالقلق من ان تصبح كردستان سوريا خالية لانه اذا غادر السكان فانه لن تكون هناك قضية كردية في سوريا وسنخسر ذلك الجزء من كردستان .
وكان نزوح اللاجئين في الاسبوع الماضي كبيرا جدا ومفاجئا حتى ان مسؤولي الحدود أغلقوا جسرا عائما يربط البلدين خوفا من ان ينهار.
ويوجد نحو 500 خيمة تغطيها الاتربة لاستخدام اللاجئين في الوادي خارج اربيل. ونما هذا المخيم بسرعة كبيرة في الاسبوع الماضي حتى ان هناك قائمة انتظار للخيام. واضطرت بعض الاسر الى عمل ملاجئ من الاحشية والبطاطين.
وقال لاجئون ان الازمة جعلتهم يفكرون بشأن مستقبل الشعب الكردي الذي قال كثيرون منهم انهم يفضلون الوحدة في دولة واحدة.
AZP02