تربية الأبناء

 

مسؤولية تربوية وأخلاقية

تربية الأبناء

على الاباء والامهات ان يخافوا عندما يرون ابناءهم وقد تلبسوا لبوس الاجانب. وتزينوا بزينتهم.بل وحلقوا رؤوسهم على غرار مايحلق الشاب الاوربي والغربي غير المنضبط…… غير أخذين بالحسبان الفوارق الاجتماعية والاخلاقية بيننا وبين تلك الامم.

نعم بأمكان الدولة ان تصدر قرارات تمنع مثل مظاهر او حالات كهذه على غرار ماتم في نهاية الستينات من القرن الماضي….لكن الدولة العراقية الحاضرة تركت حرية اتخاذ القرار للأسرة العراقية الكريمة ايماناً منها بأن الاسرة العراقية وبحكم موروثها الاجتماعي والاخلاقي قادرة على توجيه ابنائها الوجهة الصحيحة.

فتوجيه أولي الامر داخل الاسرة الصغيره ومن خلال التوجيهات والممارسات الايجابية قادرة على تحويل وجهة الابن نحو القيم والعادات الاصيلة وتركه للعادات الدخيلة ونبذها.كذلك يبرز دور المدرسة وقدرة المعلم والمدرس وإدارة المدرسة في ارساء تلك القيم من خلال التوجيه المستمر والفعاليات النابذة والطاردة لتلك الممارسات الخاطئة لدى بعض التلاميذ والطلبة….

لذلك فانها دعوة الى ان تسعى كل الاطراف لأخذ دورها في هذا المجال وخصوصاً العائلة  لانها المعنية او المسؤولة بالدرجة الاساس..

صحيح ان ادارات المدارس  لها دورها وواجباتها تجاه ذلك من خلال التثقيف والتوعية والتوجيه والارشاد المستمر…

وكذلك من الممكن ان يكون هنالك دور توجيهي لبعض منظمات المجتمع المدني الفاعلة في مجال تطوير الانسان من خلال برامجها الارشادية والتعبوية الطاردة للممارسات الدخيلة وتقليد الغرب بالمظاهر… ففي السابق كان هنالك دور للشباب وللمنظمات المنطوية تحت رعاية الاتحاد العام لشباب العراق والطلائع والفتوة  لها دور في خنق هكذا ممارسات ووئدها فورا..

نعم ان الزمن تطور والتنمية التكنلوجية العصرية أخذت مأخذها من شبابنا الحاضر وماكسبه منها بالجانب السيء من عادات دخيله وامور تخدش الحياء ..لكن تبقى القيم الاصيلة والاعراف الحميدة هي السائدة….

انهم اكبادنا ..احباؤنا… واحباب الله.. جمالهم في جعلهم ان يكونوا طبيعيين لبساً وتصرفاً. ولنبعدهم عن كل ما يخدش الحياء ولاينسجم مع تقاليد وقيم واعراف مجتمعاتنا….

أن اكثر مايمييز الاطفال هو براءتهم وتصرفهم على السجية من دون مبالغة او تزييف وهذا مايجعلهم يحظون بحب الناس من دون مفاضله للشكل والجمال والملبس…

من جانب أخر تعودنا من اهالينا  الاولين أن مايميز المرأة المتزوجة عن غيرها .ان الاولى يحق لها عرفاً وتقاليداً استخدام مساحيق التجميل السائدة وكان شبه محرم على غير المتزوجة استخدام هذه المساحيق ولو بقليل.  لكن ضعفت هذه التقاليد الان واصبح من شبه المقبول على الشابات واليافعات استخدامها انطلاقاً من مبدأ التطور مع الزمن او التحضر ..ومسايرة شابات الغرب…

لكن ان ينسحب ذلك على الاطفال وخاصة في المناطق الحضرية وبموافقة الاباء والامهات.

وبدات اعداد غير قليلة من الاطفال الاناث تستخدم مساحيق التجميل وبشكل صارخ وياليت هذا الاستخدام محدوداً في المناسبات والاعياد والافراح بل وصل الى الاستخدام اليومي في الشوارع والاسواق وحتى في المدارس مع ارتداء الملابس غير المحتشمه (بل حتى في قاعات الدرس).. وأخذت هذه الحالة تتسع وتتفشى  ويخشى ان تتحول الى ظاهرة وتصبح غير مسيطر عليها.

   اذ ليس صحيحاً ان يترك الاباء والامهات او اولي الامر ابناؤهم واطفالهم  على هذه الحالة الخارجة عن الذوق والاعراف والقيم والتقاليد .. فهذه المساحيق التجميلية اضافة الى ضررها النفسي والاجتماعي بل والتربوي..

فهي تولد اضرارا كثيرة على البشرة الغضة الترفة ((وجوه الاطفال واليافعين)) لأحتوائها على مواد كيمياويةة مضرة ببشرة الكبار فكيف اذن بالصغار….

 اضافة الى اضرارها الاجتماعية المخجلة التي تساعد على التحلل الخلقي وغيرها….

ان الاحتشام بيد رب الاسرة ومسايرة الظواهر والاعراف الحميدة في البيئة المحيطة من واجبه متابعة ذلك لمن هم برعايته وتوجيههم ونهيهم عن مايخالف ذلك وينعكس ذلك في الملبس والمظهر الخارجي  والتصرف في الاماكن العامة.

فالاسرة هي المسؤولة المسؤولية التربوية الاولى التي تبدا ببناء كيان الطفل من بيئته الأولى (الاسرة) ثم ياتي دور المدرسة والبيئة المحيطة والمجتمع.

فلاح ابو احسان البديري – كوت

مشاركة