ترامب والعراق
البحث عن قواعد دائمة
يبدو ان السياسة الامريكية سيتغير اتجاهها كثيرا مع تغير سدة الحكم من الديمقراطيين الى الجمهوريين ولكن ما اثر هذا التحول على العراق وخصوصا معركته ضد الارهاب؟
ان ترامب وفي تصريحاته الانتخابية المثيرة للجدل نجد انه قد تحدث عن سياسته الخارجية كثيرا لكن بما يخص العراق فقد ذكر على ان وجوده في الحكم سيكون تأثيره على العراق سلبيا كما انه ذكر على ان الحرب على العراق كانت خطأ كبيرا وان صدام حسين كان يعمل للقضاء على الارهابيين ، لكن تبقى كل هذه مجرد تصريحات مثيرة للجدل شأنها شأن التصريحات الكثيرة التي اطلقها في حملته فهي تبقى مجرد كلام استفزازي لكسب الاصوات وان العمل الفعلي يكمن في داخل البيت الابيض وبين اروقته حيث تحبك وتصاغ السياسة الخارجية على مهل، فعند النظر الى ترامب ذلك الملياردير الذي لا يفقه في السياسة ولا يملك ادنى خبرة فيها سوى سياسة جمع المال فشخصية هذا الرئيس تختلف عن جميع الرؤساء الذين سبقوه فهو مخادع يكيل بمكيالين هدفه تحقيق مصالحه.. وعند النظر في المصالح التي يراها ترامب في العراق فهي مصالح كثيرة اهمها القواعد العسكرية المجاورة لأيران التي تبحث عنها الولايات المتحدة وكذلك النفط واهم مصلحة دحر تنظيم داعش الذي سيحسب التاريخ له بانه الرئيس الامريكي الذي قضى على التنظيم المتطرف ، لذلك سنجد اهتماما امريكيا قادما في العراق لاسيما اثناء الحرب ضد داعش مع الاخذ بالاعتبار سياسة الجمهوريين التي تعتمد على النفوذ والقوه عكس سياسة الديمقراطيين التي تعتمد الحوار والتأني ..! على الدولة العراقية الان ان تبقى ذات سياسة ثابتة وتنظر الى متغيرات القوى الكبرى المرحبة بترامب كروسيا والمتشائمة كالمانيا فالتغير في السياسات الدولية قد يفضي بالفائدة الى العراق من خلال التفاوت لكسب افضلية محاربة الارهاب فيغدي العراق البلد الذي سيحاول الجميع مساعدته للضفر في هذه الافضلية من خلال دعمه للقوات المتاخمة للمتطرفين فيحظى بالدعم الدولي بالتالي .. ايضا على الحكومة العراقية ان تبقى عند سياستها المرحبة بالدعم الدولي ويا حبذا لو كانت هذه الحكومة تجيد اللعب السياسي الحذر فتحظى هي بالواجهة العالمية بمرأة الدول الكبرى.!
اذاً وبالعودة الى ترامب وسياسته القادمة في العراق فهي ستكون سياسة داعمة للحكومة العراقية لكنها بنفس الوقت ستكون حادة لن تقبل بسياسة الوجهين او سياسة النظر بعين واحدة ستعطي الكثير للعراق ولكنها ستطالب بالاكثر فالسياسة القادمة للولايات المتحدة ستطالب بالمزيد من النفوذ في الداخل العراقي وايضا زيادة في عدد الجنود فهي تبحث عن قواعد دائمة لها على الارض العراقية والسؤال الاهم هنا على ماذا ستكون الحكومة العراقية في تعاملها مع هذه السياسة الجديدة وكذلك عملية الجمع بين السياسة الجديدة لامريكا والسياسة القديمة لايران وهذا ما سيؤدي بالظغط الكبير على حكومة العراق التي بدورها يجب ان تتعامل مع هذا الظغط باحترافية لمنع اي فوضى داخلية قد تنتج من خلال تضارب هاتين السياستين مع السياسة العراقية .. وفي النهاية نسأل الله ان يلطف بالعراق والعراقيين انه سميع مجيب .
حسن نديم – بغداد