
تذكروا كامل الدباغ والعلم للجميع
بيروت – محسن حسين
من الشخصيات المؤثرة في جيل القرن الماضي شخصية تلفزيونية كنا نترقبها : كامل الدباغ في برنامجه الشهير ( العلم للجميع ) الذي كان يقدمه اسبوعيا من تلفزيون الجمهورية العراقية. ولابد ان انوه ان عددا من الكتاب قد نشروا سيرة حياة هذا الرجل الذي رحل عن عالمنا عام 2000 بعد 75 عاما من العمر.
الدباغ من مواليد الموصل عام 1925 تلقى في بغداد دروسه الأولية وحصل على ليسانس في العلوم من دار المعلمين العالية عام 1947 ، و عين في وظائف تدريسية و إدارية و أسهم في مؤتمرات علمية و تربوية في القاهرة و يوغسلافيا و إنكلترا وألمانيا و إسبانيا ، و شارك في تأليف كتب علمية في الفيزياء لمدارس و معاهد عراقية و كتباً لهواة الكهرباء و الراديو بلغت 30 مؤلفا علمياً مبسطاً للأطفال والأحداث ، و ترأس مجلة العلم والحياة للفترة ما بين عامي 1968-1978 ، و أعد برنامج (الجديد في العلم) في إذاعة بغداد، إضافة إلى إعداده وتقديمه لبرنامج (العلم للجميع) ولهذا البرنامج قصة فقد عاد الدباغ إلى العراق بعد انتهاء مدة دراسته في أوروبا عام 1960 ولاحظ خلو منهاج التلفزيون من برامج علمية، فكتب رسالة إلى إدارة تلفزيون بغداد آنذاك اقترح فيها عليهم استحداث برنامج بهذا المضمون، يشجع على الابتكار والاختراع، فحصلت الموافقة بشرط أن يعده ويقدمه هو شخصياً، وحين ذهب إلى إدارة التلفزيون للمداولة بشأنه وجد البرنامج قد أدرج أصلا في منهاج التلفزيون الأسبوعي وكانوا ينتظرون منه أن يختار اسماً له فاختار (العلم للجميع) وبثت الحلقة الأولى منه بتاريخ 28 أيلول 1960 واستمر دون أي انقطاع لغاية آخر حلقة من البرنامج التي قدمها بتاريخ 11 آذار 1994 أي قرابة 34 عاماً من العطاء المتجدد والمستمر، قبل أن يعتزل العمل.
وكامل البداغ هو من أدخل فكرة التوقيت الصيفي الذي طبق في العراق منذ عام 1981 و لغاية 2008.
و لم يكن كامل الدباغ مجرد مقدم برنامج تلفزيوني ناجح على أهمية هذا الوصف ، بل كان قبيل ذلك رجل علم و ثقافة واسعة، وإن كان تخصصه الدقيق في علم الفيزياء، إذ كان خريجاً لدار المعلمين العالية قسم (الرياضيات والفيزياء)، وكان في شبابه مولعاً بـقراءة الكتب العلمية والأدبية والروايات العالمية ودواوين الشعر، إلا أنه كان موسوعي المعرفة، واسع الإطلاع غزير الإنتاج، وعلى دراية كافية لما يتطلبه تقديم البرنامج عبر شاشة التلفاز، فكان ( العلم للجميع ) له الأثر الكبير والبالغ على كل العراقيين.. رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.


















