تداعيات أكبر عملية تجسس بالعالم تلقي بظلالها على اجتماع المنتدى الإسلامي العالمي في لندن بمشاركة بن كيران

تداعيات أكبر عملية تجسس بالعالم تلقي بظلالها على اجتماع المنتدى الإسلامي العالمي في لندن بمشاركة بن كيران
الرباط عبدالحق بن رحمون
شارك أمس عبد الإله بن كيران، رئيس الحكومة المغربية بلندن في أشغال الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي، الذي ينعقد لأول مرة في بلد خارج العالم الإسلامي، ويهدف المشاركون في هذا الملتقى، تشكيل أرضية للقاءات والحوار بين المسؤولين والمستثمرين العالميين، بخصوص آفاق التعاون ووسائل تعزيز الشراكة بين الأسواق الإسلامية والأوروبية، كما سيأخذ المشاركون بعين الاعتبار الأهمية الكبيرة التي تحتلها العاصمة البريطانية في مجال التمويلات الإسلامية على الصعيد العالمي.
يذكر أن مشاركة ابن كيران في اللقاء المذكور قد رافقه كل من مريم بنصالح، رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب إلى جانب وفد هام يضم على الخصوص عدد من المسؤولين بالبنك المركزي المغربي.
وحسب مصدر رسمي فإن الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي التي تحتضنها لندن، تحت شعار عالم متغير وعلاقات جديدة ، يشارك فيها أزيد من 1500 من سامي الشخصيات العالمية من بينهم عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات، ووزراء التجارة والاقتصاد إلى جانب خبراء في مجال التمويل الإسلامي ومستثمرين ومقاولين.
على صعيد آخر، يأتي انعقاد الدورة التاسعة للمنتدى الاقتصادي الإسلامي العالمي بلندن في الوقت الذي تلقي فيه تداعيات مافجرته مؤخرا صحيفة الغارديان، التي انطلاقا من تحقيقاتها ومن مصادر استخبارتية أوضحت أن الدول العربية، لم تسلم من عمليات التجسس الأمريكية،ومن جانبه أوضح الصحفي غرين غرينوالد الذي فجر هذه الفضيحة في جريدة الغارديان، والذي ذهب في تحقيقاته أن قادة العالم العربي لم ولن يسلموا نهائيا من التجسس شأنهم شأن باقي قادة العالم، وقد يكون ومن غير المستبعد أن يكون المغرب من بين هذه الدول.
كما تجدر الاشارة أن عميل الاستخبارات الأمريكية إدوارد سنودن كان قد سرب معطيات حساسة حول ملف التجسس الأمريكي، على قادة العالم العربي بدون استثناء، وهو ما دفع أمريكا لتتدخل بكل ثقلها من أجل اعتقاله.
ويذكر أن موظف وكالة الأمن القومي إدوارد سنودن قد هرب من الولايات المتحدة نحو الصين خلال حظيران يونيه المنصرم، وحمل معه ملفات تجسس هذه الوكالة القوية على العالم برمته، وبدون استثناء، قبل أن يستقر به المقام بروسيا، طالبا اللجوء السياسي، حيث مباشرة بعد ذلك بدأت جريدة الغارديان البريطانية تنشر بعضا من ملفات حساسة للغاية أظهرت أن العالم أمام أكبر عملية تجسس.
من جهتها قالت الباييس إن الوكالة الاستخباراتية الأمريكية متورطة في التنصت على أعضاء الحكومة الإسبانية ورئيس الوزراء الحالي ، والسابق خوسي لويس ثاباطيرو .
وبدورها أكدت أيضا الجريدة الاسبانبة أن حوالي 35 من القادة العالميين وضعت هواتفهم تحت التنصت من طرف الوكالة الاستخباراتية . مضيفة الصحيفة أن جريدة الغارديان البريطانية توصلت إلى معلومات أمنية واستخباراتية تؤكد أن الوكالة الأمريكية للاستخبارات وضعت أكثر من 200 شخصية اقتصادية وسياسية وقادة الدول تحت مراقبتها وأنشطتها الاستخباراتية. على صعيد آخر أجرى مؤخرا بمراكش عبد الله بها وزير الدولة، مباحثات مع النائب العام بالمملكة المتحدة السيد دومينيك جريف، وجرى هذا اللقاء على هامش أشغال الاجتماع الثاني للمنتدى العربي لاسترداد الأموال المنعقد بمراكش، بشراكة بين المغرب والمملكة المتحدة وبتعاون مع مبادرة استرداد الأموال للبنك الدولي ومكتب الأمم المتحدة لمحاربة المخدرات والجريمة.
وقال عبد الله بها إن هذا اللقاء شكل مناسبة لبحث أوجه التعاون القائم بين المغرب والمملكة المتحدة وآفاق تطوير هذه التعاون، مضيفا أن هذه العلاقات في تطور وتحسن مستمر وستتعزز أكثر في المستقبل، وأشار إلى أن النائب العام بالمملكة المتحدة التي تترأس مجموعة الثماني، أعرب خلال هذا اللقاء عن شكره الخاص للمغرب لما بذله من جهود، من أجل إقامة هذا المنتدى الذي يهدف إلى مواصلة وتعميق التعاون بشأن مسألة استرداد الموجودات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
يشار إلى أن العلاقات بين البلدين الذين يحتفلان هذه السنة بالذكرى 800 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بينهما، عرفت خلال السنوات الأخيرة دينامية كبيرة على مختلف الأصعدة.
من جهة أخرى أكد بالرباط خبراء دوليون على هامش مشاركتهم في الدورة الثالثة لمنتدى حوارات الأطلسي ، أن تعزيز الاستقرار في إفريقيا يستوجب ردا مندمجا وشاملا يشجع على التنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وأوضح في هذا الصدد الخبير فيكتور بورجيس، رئيس مؤسسة التنمية والتبادل الدولي أن حالة انعدام الأمن وعدم الاستقرار التي لا تزال سائدة في بعض مناطق إفريقيا تعيق أي محاولة للاندماج الإقليمي.
وأضاف رئيس مؤسسة التنمية والتبادل الدولي إن تحقيق السلم يشكل التحدي الأكبر الذي يواجه إفريقيا، داعيا إلى اعتماد مقاربة شاملة ومندمجة لدعم التنمية السوسيواقتصادية بالقارة. كما اعتبر بورجيس أن الاستجابة الفعالة لرفع التحديات الأمنية تمر بالضرورة عبر تعزيز التنمية السوسيو اقتصادية لبلدان هذه المنطقة. ومن جانبها، دعت السيدة ساران دارابا كابا، الأمينة العامة لاتحاد نهر مانو، إلى ضرورة تجاوز المشاكل المرتبطة بالتخلف التي تفرز برأيها انعدام الأمن وتفرز جوا من عدم الاستقرار على مستوى بعض مناطق القارة.
.من جهة أخرى أوضح الصحفي غرين غرينوالد وحسب تخمينات الصحفي البريطاني غرين، أن حكومة عبد الإله بنكيران، سواء في نسختها الأولى أو الثانية، قد خضعت لعملية التنصت على مكالماتها، خاصة إبان الأزمة الأمريكية المغربية الأخيرة على خلفية الصحراء ، لأن ذلك كان سيساعد واشنطن في اتخاذ القرارات التي تهم سياستها تجاه المغرب، وكذلك مع دول محيطه مثل إسبانيا والجزائر
AZP02