لقاح كورونا بين الأمل والخوف من المجهول
تأويلات غير مسوغة والتهويل يرعب الشارع وسط صراع الشركات العالمية
بغداد – فاطمة غانم
يعيش العراقيون بين شقي الرحى والخوف والامل لانتظار وصول اللقاح ضد جائحة كورونا لتثار المخاوف بشأن فعاليته واثاره التي قد تكون جسيمة , بحيث تحول الموضوع برمته الى حكاية يتداولها الناس بالسر والعلن رافقتها تأويلات البعيدة عن العلم ومقتضيات الحكم المعرفي بما يتطلبه من معلومات علمية تستند إلى الدقة والمصداقية المهنية. فهناك أسباب خارجية وعوامل داخلية تظافرت معاٌ في رفض اللقاح من قِبل عامة الناس، فالنقل المعلوماتي الخاطئ لبعض وسائل الإعلام والتهويل الداخلي والانشغال بالمصالح السياسية جعلت ثقة المواطن العراقي تتلاشى مما أثر بالرفض القاطع والصد لأي قرار تتخذه الحكومة بقطاعاتها المختلفة ولاسيما الصحية منها, بحسب مختصون.
محطة اولى
لتسليط الضوء على هذا الموضوع الذي يشغل الشارع خلال هذه المدة اجرت (الزمان) هذا الاستطلاع فكانت المحطة الأولى في نقابة الصيادلة وتحديدا بالمكتب الإعلامي الذي اكد ان (اللقاحات الحالية من مناشئ عالمية مختلفة قد تم ترخيص استخدامها ضمن بروتوكولات الاستخدام للحالات الطارئة من قبل المؤسسات العالمية المختصة كهيئة الغذاء والدواء الامريكية), واضاف ان (دول العالم حاليا تقوم بتنويع مصادرها لتجهيز اللقاح لتطعيم المواطنين وهذا ما يقوم به العراق عبر وزارة الصحة , فجميع اللقاحات الموجودة والمقرة في الوزارة ستكون فعالة وسيكون لها اثر ايجابي على الوضع الصحي العام), مضيفا (اما في ما يتعلق بالمخاوف من أخذ اللقاح عموما التي ظهرت في مناطق مختلفة من العالم هو انعكاس للوضع الاستثنائي بسبب الفايروس مما غير من استجابة الأفراد تجاه الكثير من الاشياء واللقاح احدها وقد تكون لقلة المعلومات المتوفرة لقصر المدة الزمنية، ولكن هذه المخاوف لا تستند على حقيقة علمية او صحية تدفع الشخص ليقرر عدم اخذ اللقاح بل على العكس إن هذه المخاوف ستؤخر من التخلص من هذه الفايروس لان اللقاح هو وسيلة امنة وسينتج استجابة مناعية لدى الفرد ويزيد من قدرته على مواجهة الجائحة). وكان للمنسق الاعلامي في مستشفى بغداد التعليمي في مدينة الطب واثق الجابري, رأي اخر حيث اكد ان (اللقاحات ستحقق نتائج ايجابية وحسب التجارب العالمية ، كونها استخدمت في دول عدة وبموافقة منظمة الصحة العالمية), لافتا الى ان (المخاوف الحالية مسألة طبيعية وموجودة عند كل شعوب العالم ولكن حسب التقارير الدولية لم يثبت حتى الان تسجيل حالة وفاة بسبب اللقاح، وان اغلب الوفيات كانت لاسباب اخرى), مبينا ان (هناك أولويات بإعطاء اللقاح وهي في البداية تعطى لملاكات وزارة الصحة والبيئة و للأشخاص ذات التماس المباشر والأكثر خطورة وحسب درجة الخطورة وصنفت الى ثلاثة عالية ومتوسطة وبسيطة والاجهزة الامنية وكبار وأصحاب الامراض المزمنة), وتابع ان (الوزارة خصصت موقعا الكترونيا للمواطنين الراغبين بأخذ اللقاح، أما جودة لقاح عن آخر لم يثبت ذلك الى الان ومع ذلك ان العراق يسعى بكل الاتجاهات وسيحصل على اللقاح الصيني بنحو مليوني جرعة ومن مرفق كوفاكس أكثر من 16 مليون جرعة ليغطي نحو 20 بالمئة من السكان , أما طريقة الإقناع فستكون عن طريق وسائل الاعلام والوعي الجماعي بأهمية اللقاح لتحفيز المواطنين بمسؤولية المشاركة لأن الوباء عالمي وعدم التلقيح ربما يكون الشخص سبب لنقل الوباء في حال إصابته). كما اوضح الاخصائي في مستشفى المدائن أوس ان (فعالية اللقاحات تعتمد على عدد الجرعات إضافة إلى اسعاره ودرجة الحرارة اللازمة لتخزينه), مبينا ان (هناك مخاوفا بين المواطنين وبين الأطباء وعزوف الكثيرين عنه , ام بالنسبة للآثار المترتبة عليه لحد الان لا يوجد شيء ملموس لأن اللقاح حديث المنشأ واول جرعة دخلت البلاد تم اعطاؤها الى الدرجات الخاصة في الوزارات والملاكات الطبية). بدوره , قال مدير شعبة التحصين في صحة محافظة ميسان حمود ماضي ان (صناعة اللقاحات تخضع الى تجارب عملية طويلة على بعض الحيوانات ومن ثم على المتطوعين من البشر من مختلف الاعمار وعلى شكل مراحل أو اطوار , ومن ثم تطرح بالأسواق بعد موافقة الصحة العالمية ومنظمة الغذاء والادوية الامريكية ومنظمات صحية اوربية اخرى , اذ تتحمل الشركات المصنعة الآثار الجانبية للقاح).
تفشي امراض
مشددا على على القول انه (في حالات تفشي الأمراض مثل كورونا تكون صناعة اللقاح الجديد خاضعة لشروط الحالات الطارئة ومنها أن تكون المدة الزمنية للتجارب قصيرة من أجل الحد من التفشي وشراء اللقاح الجديد يعتمد على سياسة الدولة الصحية بقبول أي لقاح يناسبها , لذلك تقوم الشركات المصنعة بفرض شرط عدم المطالبة بتعويضات منها في حالة وجود أي أثر جانبي وهذا ما حصل بالنسبة للقاح فايزر الذي يحتاج تشريع قانون من البرلمان العراقي لغرض استيراده). بينما أكد التقني الصيدلي محمد خضير السيلاوي إن (اغلب المواطنين غير مقتنعين باللقاح وبعضهم متردد حتى ممن يعملون في مجال الصحة والسبب في ذلك قلة الثقافة الصحية لدى المواطن العراقي وتأثره بالاخبار العالمية بشأن مدى فعالية اللقاح ومدى المناعة والمضاعفات وحالات الوفاة ونحتاج الى وقت طويل لينال الثقة من الناس عن طريق التثقيف الصحي المكثف ونشر بوسترات ونشرات في الشوارع العامة والأسواق والابتعاد عن الدعايات والنشر المزور الذي يأتي من أشخاص غير مختصين بالطب ، فضلا عن التدخل السياسي الذي يسعى إلى تهويل الوضع الصحي لتغطية فشلهم واشغال الناس بهذا الموضوع إضافة إلى متاجرتهم بالأدوية والمستلزمات الطبية الأخرى على حساب المواطن الفقير), مشيرا الى ان (اللقاح الصيني اثبت فعاليته ولاسميا إن الصين أصبحت خالية من الوباء منذ عام تقريباً), مؤكدا ان (هناك فحصا يجرى للمشمولين قبل اخذ اللقاح والفعالية تثبت بعد 21 يوم من اخذ الجرعة الاولى , اما الجرعة الثانية فيكون موعدها بعد 90 يوما من الجرعة الأولى حيث يكتسب الشخص الذي اعطى اللقاح مناعة بنسبة 76 بالمئة). تشكيك واتهامات
وفي سياقٍ متصل , اكد المحلل السياسي علي صاحب انه (لم يأخذ اي لقاح سابق من التشكيك والتخويف مثلما يلقى اليوم اللقاح الخاص بكورنا , اذ ليس على المستوى المحلي بل العالمي، كون ان الوباء نفسه أو ما سمي سابقا بالجائحة قد أثار السجال والتجاذب الطبي وحتى السياسي بين الدول المتقدمة , فهناك من يدعي واخر يتهم ، فالموضوع استغل اقتصاديا وسياسيا وتدخلت الاوساط السياسية بقوة الى تلك الجدلية وكان الهدف منها اسقاط الاخر، فاليوم المشهد بدا أكثر تعقيدا بعد انتاج اللقاح بسبب عودة الاتهامات والضغوطات الى الواجهة), واضاف ان (منظمة الصحة العالمية هي الاخرى باتت على قائمة الاتهام والشك والريبة, فالصين والولايات المتحدة الامريكية قطبان متنافران وبريطانيا وروسيا وبعض الدول دخلت الى حلبة الصراع ،هذا ما يتحدث به العالم وسيكشف يوما ما حجم التدليس والتزييف الذي يمارس على البشرية، وبرأي ان اللقاح ولد ميتاً سريرياً وسياسياً ،وستنتهي ازمة كورونا قريبا ليكتشف العالم حقيقة وحجم الخدع التي تمارس ضده). وتعد الوقاية الذاتية للفرد افضل من المكتسبة عن طريق اللقاح ، اذ تتم هذه عن طريق الالتزام التام بالنظافة العامة فضلا عن إجراءات الوقاية الشخصية المتعارف عليها منذ بداية تفشي الوباء ، فبذلك سيكون الحل الأمثل والدرع الحصين والأنسب لمن ينتابه الشك أو الخوف من اخذ اللقاح المخصص للوباء .